.::||[ آخر المشاركات ]||::.
المهدوية في آخر الزمان‏ [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 2462 ]       »     وانفصمتْ والله العروةُ الوُثقى... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 2548 ]       »     21 رمضان .. ذكرى أليمة استشها... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 1704 ]       »     نتقال الامام الى روضة الخلد وا... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 1758 ]       »     مجلس شهادة أمير المؤمنين الإما... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 2348 ]       »     الامام علي ابو الأيتام [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 1086 ]       »     عقيلة الطالبيين مدرسة لنسائنا ... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 1835 ]       »     كيف نكون قريبين من الإمام المه... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 1093 ]       »     الإمام علي قدر هذه الأمة وقدره... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 1109 ]       »     ما سَرُ تَعلق اليَتامى بالإمام... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 1009 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 14612



إضافة رد
#1  
قديم 10-31-2011, 07:37 AM
المراقبين
نورجهان غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
اوسمتي
المشرفة المميزة وسام شكر وتقدير المراقب المميز المراقب المميز 
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل : Apr 2011
 فترة الأقامة : 4800 يوم
 أخر زيارة : 04-23-2023 (08:33 PM)
 المشاركات : 4,993 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الامام علي وميثم التمار



مضى على استشهاد الإمام علي عليه السَّلام في محراب المسجد عشرون عاماً. والكوفة ‏الآن في أواخر سنة 60 هجرية. ‏
كان الوقت فجراً، جاء ميثم كعادته إلى جذع نخلة، رش الأرض حوله بالماء فانبعثت رائحة ‏الأرض الطيبة. صلّى ركعتين ثم أسند ظهره إلى جذع النخلة. ‏
منذ أكثر من عشرين سنة وهو يزور هذه النخلة، لم تكن هكذا مجرّد جذع يابس، لقد كانت ‏قبل عشرين سنة نخلة باسقة تهب الرطب والتمر والظلال. ‏
وتمرّ الأيام والشهور والأعوام وميثم يزورها في كلّ مرّة فيصلّي عندها ركعتين ويخاطبها ‏قائلاً: ‏
ـ أنبتك الله من أجلي وغذاني من أجلك. ‏
كان ميثم يحبّ هذه النخلة، وكان يسقيها عندما كانت خضراء، ثم جاء يوم ماتت فيه النخلة ‏وأصبحت جذعاً يابساً، ثم قطع الجذع من أعلاه وأصبحت تلك النخلة الباسقة مجرّد جذع ‏قصير. ‏
و لكن ميثم كان يداوم على زيارة النخلة كلّما سنحت له الفرصة، فمن هو ميثم هذا؟ وما هي ‏قصّته مع جذع النخلة؟ ‏
‏ ‏
أصله ‏
ولد ميثم التمار في " النهروان " بالقرب من مدينة الكوفة وأصله من فارس وكان في صباه ‏غلاماً لامرأة من " بني أسد ". ‏
وذات يوم اشتراه الإمام علي عليه السَّلام وأعتقه أي أعاد له حرّيته. ‏
كان الإمام علي منذ شبابه، يحفر الآبار والعيون ويسقي البساتين فإذا توفر لديه بعض المال ‏اشترى به عبداً أو جارية ثم يهبهما الحرّية. ‏
‏ عندما استعاد ميثم حرّيته اتجه إلى سوق الكوفة وأصبح بائعاً للتمر، وعاش حياة بسيطة. ‏شيء واحد كان ينمو في قلبه: إيمانه بالإسلام وحبّه لعلي بن أبي طالب عليه السَّلام . ‏
لقد علّمه الإمام أن الإسلام هو طريق الحريّة، فإذا أراد المرء أن يحيا كريماً ويموت سعيداً ‏فما عليه إلاّ أن يؤمن بالله واليوم الآخر ولا يخشى أحداً إلاً الله. ‏
وكان الإمام علي عليه السلام يحبّ ميثماً لصفاء روحه وطهارة نفسه، لهذا كان يقصده في ‏دكانه في السوق ويتحدّث إليه ويعلّمه. وكان ميثم يُصغي إلى أحاديث الإمام لأنّه يعرف أن ‏عليّاً هو باب مدينة علم النبي صلى الله عليه وآله وقد قال سيّدنا محمّد صلى الله عليه وآله : ‏أنا مدينة العلم وعلي بابها. ‏
‏ ‏
الاسم الحقيقي ‏
لو لا ذلك اللقاء لظلّ ميثم غلاماً عند تلك المرأة الأسدية ولكان اسمه " سالماً ". ‏
عندما ما اشتراه الإمام من المرأة سأله عن اسمه فقال: ‏
ـ اسمي سالم. ‏
فقال الإمام: ‏
ـ لقد أخبرني رسول الله ان اسمك عند العجم ميثم. ‏
فقال ميثم بدهشة لأن أحداً لا يعرف اسمه الحقيقي: ‏
ـ صدق الله ورسوله. ‏
و منذ ذلك الوقت وميثم لا يفارق الإمام علي عليه السلام. ‏
لقد وجد التلميذ اُستاذاً عظيماً تربّى في أحضان الرسالة. ‏

في الصحراء ‏
كان الإمام علي عليه السلام يخرج إلى الصحراء ليلاً يعبد الله ويدعو، ويصطحب معه في ‏بعض الأحيان رجلاً من أصحابه فيفيض عليه من علوم الوحي ما شاء الله. ‏
كان يصطحب معه ميثماً إلى الصحراء فيتحدّث إليه ويعلّمه ويخبره بما سيحصل في مستقبل ‏الأيام، والإمام لا يعلم الغيب ولكنه يحفظ ما سمعه من سيّدنا محمّد صلى الله عليه وآله الذي ‏أخبره بأشياء كثيرة تحصل في المستقبل. ‏
وكان ميثم يصغي إلى كلّ ما يسمعه فإذا قام الإمام للصلاة صلّى خلفه ويصغي بخشوع إلى ‏مناجاة الإمام فتنطبع في فؤاده الحروف وتضيء في نفسه الكلمات. ‏

في دكان التمار ‏
ذات يوم ذهب الإمام علي عليه السلام إلى دكان التمر في السوق وجلس مع ميثم. ‏
عرضت لميثم التمار حاجة فاستأذن الإمام لقضائها وغادر الدكان. ‏
ظلّ الإمام في الدكان ليبيع التمر. وفي الأثناء جاء رجل واشترى تمراً بأربعة دراهم ‏ومضى. ‏
‏ عندما جاء ميثم ورأى الدراهم تعجب لأن الدراهم كانت مزيّفة. ‏
ابتسم الإمام وقال: ‏
ـ سوف يعود صاحب الدراهم. ‏
تعجّب ميثم مرّة اُخرى، إذ كيف سيعود بعدما اشترى تمراً جيداً بدراهم مزيّفة. ‏
وبعد ساعة جاء صاحب الدراهم وقال بانزعاج: ‏
ـ لا أُريد هذا التمر انّه مرّ كالحنظل.. كيف يكون التمر مرّاً؟! ‏
فقال الإمام: ‏
ـ كما تكون دراهمك مزيفة. ‏
فتح صاحب الدراهم فمه دهشة، وأخذ دراهمه. ‏

حبر الأمّة ‏
كان ميثم عالماً كبيراً، فلقد تلقى علمه عن الإمام علي عليه السلام، قال يوماً لحبر الأمّة عبد ‏الله بن عباس: ‏
ـ يا بن عباس سلني ما شئت من تفسير القرآن، فلقد تعلمت تنزيله من أمير المؤمنين ‏وعلّمني تأويله. ‏
فكان ابن عباس يجلس كما يجلس التلميذ أمام معلمه يتعلّم دروس التفسير وعلم التأويل. ‏
كان ميثم التمار عندما يرى عمرو بن حريث وهو من زعماء أهل الكوفة يقول له: ‏
ـ سوف أصبح جارك فأحسن جواري. ‏
فيتعجب عمرو ويقول: ‏
أتريد شراء دار ابن مسعود أم دار ابن الحكم؟ ‏
ولكن ميثم كان يسكت، ويبقى عمرو بن حريث في حيرة، ترى ماذا يقصد ميثم بذلك؟ ‏

السوق ‏
وعندما أصبح زياد بن أبيه حاكماً على الكوفة، راح يطارد أصحاب الإمام ويقتلهم الواحد ‏بعد الآخر بأوامر معاوية الحاقد على الإمام علي وأصحابه، فكان يأمر بشتم الإمام فوق ‏المنابر كلّ يوم. ‏
ذات يوم جاء اهل السوق إلى ميثم واشتكوا عنده مما يلاقونه من الظلم، وقالوا له: ‏
ـ انهض معنا إلى الأمير نشكو إليه عامل السوق، ونسأله أن يعزله ويولّي علينا غيره. ‏
مضى ميثم معهم فدخل القصر وحدّث الوالي مما يعانيه الباعة في السوق. ‏
كان أحد الجلاوزة من الحاقدين قد غاظه منطق ميثم وشجاعته فقال: ‏
ـ أتعرف هذا أيها الأمير؟ انّه الكذاب مولى الكذّاب. ‏
كان يعني أنّه أحد أصحاب الإمام علي عليه السَّلام . ‏
قال ميثم: ‏
ـ بل أنا الصادق مولى الصادق أمير المؤمنين حقّاً. ‏
كان حبيب بن مظاهر صحابياً جليل القدر لازم الإمام بعد وفاة سيّدنا محمّد صلى الله عليه ‏وآله وكان من حواريه أي من أقرب أصحابه ذات يوم مرّ ميثم وكان راكباً فرساً بمجلس ‏لبني أسد، وكان حبيب بن مظاهر هو الآخر راكباً فرساً أيضاً قادماً من الجهة المقابلة فتقابلا ‏أمام بني أسد فتحدّثا قليلاً وكان بنو أسد يصغون إليهما. ‏
قال حبيب مبتسماً: ‏
ـ لكأني بشيخ أصلح ضخم البطن يبيع البطيخ عند دار الرزق قد صلب في حبّ أهل بيت ‏نبيّه. ‏
فقال ميثم: ‏
ـ وأنا أعرف رجلاً أحمر له ضفيرتان يخرج لنصرة ابن بنت نبيّه فيقتل ويجال برأسه ‏بالكوفة. ‏
افترق الصديقان، وظل بنو أسد يتهامسون فقالوا: ‏
ـ ما رأينا أكذب من هذين. ‏
وفي الأثناء مرّ " رشيد الهجري " وكان صديقاً لهما وهو من حواري الإمام علي أيضاً فسأل ‏عنهما، فقالوا: ‏
ـ كانا هنا ثم افترقا.. وقد سمعناهما يقولان كذا وكذا. ‏
ابتسم رشيد وقال: ‏
ـ رحم الله ميثماً لقد نسي أن يقول: ويزاد في عطاء الذي يجيء بالرأس مائة درهم. ‏ومضى رشيد فيما ظل بنو أسد متعجبين منه فقالوا: ‏
ـ وهذا والله أكذب منهما. ‏
وتمرّ الأيام حتى إذا حلّ شهر المحرّم من سنة إحدى وستين للهجرة رأوا رأس حبيب بن ‏مظاهر فوق رمح طويل يطوف به جلاوزة ابن زياد في شوارع الكوفة. ‏

القافلة ‏
عندما مات معاوية بن أبي سفيان جاء إلى الحكم بعده ابنه يزيد، وكان يزيد شاباً في الثلاثين ‏من عمره، يشرب الخمر ويقضي وقته في اللعب واللهو مع الكلاب والقرود. ‏
لهذا امتنع الإمام الحسين عن مبايعته لأنّه ليس أهلاً للخلافة وإدارة شؤون المسلمين. وكان ‏أهل الكوفة قد ملّوا ظلم معاوية فأرسلوا إلى الإمام الحسين لكي يأتي إليهم ويخلّصهم من ‏ظلم بني أُمية. ‏
نقل الجواسيس ما يجري في الكوفة إلى يزيد، وكان يزيد يستشير " سرجون " وهو رجل ‏نصراني يحقد على المسلمين. ‏
أشار سرجون في تعيين عبيد الله بن زياد حاكماً على الكوفة إضافة إلى البصرة. ‏

السجن ‏
عندما وصل عبيد الله بن زياد الكوفة بدأ بحملة اعتقالات واسعة وزجّ الكثير من المسلمين ‏في السجون، خاصّة أصحاب الإمام علي والذين يؤيدون الإمام الحسين عليه السَّلام . ‏
و كان مصير ميثم السجن، وتلا ذلك اعتقال المختار الثقفي وعبد الله بن الحارث فكانوا في ‏زنزانة واحدة. ‏
عندما وقعت مذبحة كربلاء وقتل سبط النبي صلى الله عليه وآله وصل الخبر إلى السجناء ‏فتألموا. ‏
قال المختار لصاحبيه في السجن ميثم التمار وعبد الله بن الحارث: ‏
ـ استعدا للقاء الله، فهذا الظالم لن يتورّع عن قتل الناس جميعاً بعدما قتل الحسين. ‏
فقال عبد الله بن الحارث: ‏
ـ نعم إن لم يقتلنا اليوم فسيقتلنا غداً. ‏
فقال ميثم: ‏
ـ كلا لن يقتلكما. ‏
و التفت إلى المختار وقال: ‏
ـ أخبرني حبيبي علي عليه السَّلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنّك ستخرج وستثأر ‏من قتلة الحسين وأنصاره وتطأ بقدمك رأس الطاغية عبيد الله بن زياد. ‏
ثم قال لعبد الله بن الحارث: ‏
ـ وأما أنت فستخرج وتتولّى حكم البصرة. ‏

الإيمان ‏
لقد وهب الله ميثماً إيماناً عميقاً، فكان صلِباً لا يخاف الظالمين. كان الناس يخافون من عبيد ‏الله بن زياد ويرتعدون أمامه، اما ميثم التمار فكان ينظر إليه بدون اكتراث. ‏
في زمن معاوية وابنه يزيد كان حبّ الإمام علي عليه السَّلام جريمة كبرى، يعاقبون عليها ‏كلّ من يتهم بها. ‏
فكان الشرطة يطاردون أصحاب الإمام، يهدمون دورهم ويلقونهم في السجن أو يقتلونهم. ‏
كان الإمام علي يعرف ذلك، لهذا أوصى أصحابه. ‏
فقد قال لميثم ذات يوم: ‏
ـ كيف أنت يا ميثم إذا دعاك بنو أمية إلى البراءة مني. ‏
قال ميثم: ‏
ـ والله لا أبرأ منك. ‏
كان ميثم يعتقد أن البراءة من الإمام يعني براءة من الإسلام، والبراءة من الإسلام يعني ‏الكفر. ‏
فقال الإمام: ‏
ـ إذن والله تقتل وتصلب. ‏
قال ميثم: ‏
ـ أصبر فان هذا في سبيل الله قليل. ‏
فقال الإمام: ‏
ـ ستكون معي في الجنة. ‏

النهاية ‏
بعد استشهاد الإمام الحسين في كربلاء قام عبيد الله بن زياد بقتل الكثير من أصحاب الإمام ‏علي عليه السَّلام وفي طليعتهم ميثم التمار. ‏
أمر عبيد الله بن زياد بإحضاره من السجن وقال له باستعلاء: ‏
ـ لقد سمعت بأنك من أصحاب علي. ‏
ـ نعم. ‏
ـ تبرأ منه. ‏
ـ فإذا لم أفعل. ‏
ـ سأقتلك إذن. ‏
ـ والله لقد أخبرني أمير المؤمنين بأنك ستقتلني وتصلبني وتقطع يدي ورجلي ولساني. ‏
صاح ابن زياد بعصبية: ‏
ـ سأكذب أمامك. ‏
ابتسم ميثم ساخراً من هذا الأحمق. ‏
أمر ابن زياد الجلاوزة بصلبه على جذع النخلة قرب دار عمرو بن حريث وأن يقطعوا يديه ‏ورجليه فقط. ‏

الجار ‏
عندما شاهد عمرو بن حريث ميثم مصلوباً على جذع النخلة، عرف قصد ميثم عندما كان ‏يقول له: سوف أصبح جارك فأحسن جواري. ‏
لهذا كان عمرو بن حريث يأمر إحدى فتياته بأن تكنس مكان الصلب وترشّه بالماء. ‏
قال رجل لميثم وهو يتألم لمصيره: ‏
ـ لقد كنت عن هذا غنياً. ‏
أي كان بإمكانك أن تعيش لو انّك تبرأت من علي. ‏
فقال ميثم والإبتسامة تشرق في وجهه: ‏
ـ والله ما نبتت هذه النخلة إلاّ لي ولا عشت إلاّ لها. ‏
و عندها أدرك الناس سرّ زيارة ميثم للنخلة طوال تلك السنين. ‏

أيها الناس ‏
و راح ميثم التمار يحدّث الناس قائلاً: ‏
ـ أيها الناس من أراد أن يسمع الحديث عن علي بن أبي طالب فليأتي إلّي. ‏
و انطلق يحدّثهم ألواناً من العلوم، فاجتمع الناس حوله. ‏
‏ ‏و ينقل الجواسيس أخبار ميثم الذي فضح حكمهم القائم على الظلم والجهل. ‏
أمر ابن زياد بقطع لسانه، وعندما تقدّم الجلاّد نحوه أخرج ميثم لسانه قائلاً: ‏
ـ لقد أخبرني بذلك أمير المؤمنين. ‏
ثم تقدّم جلاّد آخر فطعنه بحربته قائلاً: ‏
ـ والله لقد كنت ما علمتك قوّاماً تقضي الليل في العبادة صوّاماً كثير الصيام . ‏
و هكذا انطفأت حياة هذا المجاهد، كما تنطفئ الشموع. ‏

المصلوب ‏
فرضت الشرطة حراسة مشدّدة حول المصلوب، لأن الناس يحبّون هذا الإنسان الشهيد، الذي ‏قضى حياته تقيّاً يعمل الخير للناس. ‏
و ذات ليلة اجتمع سبعة أشخاص، كانوا هم أيضاً ممّن يبيعون التمر في السوق. كانوا ‏يحبون ذلك الشهيد، وقرروا حمل الجسد الطاهر لدفنه. ‏
عندما انتصف الليل جاءوا يراقبون الشرطة، كانوا مشغولين بإيقاد النار. ‏
عندما اشتعلت النار وتصاعدت ألسنتها في الفضاء، تقدّم اثنان من التمَّارين. امسك أحدهما ‏بجذع النخلة، وراح الآخر ينشر الجذع. وما هي الاّ لحظات وانفصل الجذع. ‏
و حمل الأصدقاء جسد الشهيد العظيم، واتجهوا به خارج الكوفة وهناك انزلوا الشهيد، ‏وفتحوا وثاقه. ‏
رموا الخشبة بعيداً، ودفنوا جسد الشهيد، وتركوا علامة تدلّ على قبره. ‏
و تمرّ ستة أعوام، واذا بالمختار يعلن الثورة في الكوفة، ثم يصطدم جيشه بجيش عبيد الله ‏بن زياد على شواطئ نهر " الخازر " في مدينة الموصل، وإذا بسيف إبراهيم الأشتر يهوي ‏على راس الأفعى عبيد الله بن زياد. ‏
و عندما جاءوا برأس ابن زياد إلى المختار، نهض من سريره ووضع قدمه فوق وجه ‏الطاغية وتذكر كلمات ميثم له في السجن: ‏
ـ ستخرج من السجن يا مختار وستتولى الثأر من قتلة الحسين وأنصاره وتطأ بقدميك على ‏وجنتيه، بهذا أخبرني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السَّلام . ‏
و تدور الأيام، فلا يبقى أثر للجلادين. لقد اندثروا واندثر معهم ظلمهم وطغيانهم ولا يذكرهم ‏أحدٌ إلاّ باللعنة عليهم وعلى من مكّن لهم. ‏
و عندما يغادر الزائر اليوم مدينة النجف الأشرف لزيارة آثار الكوفة سيشاهد في الطريق ‏قبّة جميلة تزين ضريح الشهيد ميثم التمار الذي أدهش الناس بصموده الملحمي ومقاومته ‏للطغاة.

اللهم أرزقنا شفاعة سيدي ومولاي أمير المؤمنين
علي أبن أبي طالب عليه السلام
تحياتي للجميع نورجهان










 توقيع : نورجهان


رد مع اقتباس
قديم 10-31-2011, 10:00 AM   #2
عضو مميز


الصورة الرمزية ابو مجتبى البدراوي
ابو مجتبى البدراوي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 70
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 08-31-2013 (10:50 AM)
 المشاركات : 1,193 [ + ]
 التقييم :  10
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



عساااااااك دومااا بهذااا التميز
كنت هنااا


 

رد مع اقتباس
قديم 10-31-2011, 03:34 PM   #3
مشرف


الصورة الرمزية محمد أبورغيف
محمد أبورغيف غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 85
 تاريخ التسجيل :  May 2011
 أخر زيارة : 07-14-2014 (01:24 PM)
 المشاركات : 850 [ + ]
 التقييم :  10
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



وفقتم لكل خير
شكرا على الطرح الرائع
جزاكم الباري الف خير


 

رد مع اقتباس
قديم 10-31-2011, 06:46 PM   #4
مديــر عام


الصورة الرمزية سيد عدنان الحمامي
سيد عدنان الحمامي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 05-22-2024 (02:53 PM)
 المشاركات : 7,694 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Iraq
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkgreen
افتراضي




رزقنا واياكم

شفاعة امير المؤمنين ع

ربي ايبارك بجهودكم












نور جهان


لكم منا دعاء بالعافيه

والتوفيق في خدمة الزهراء وبنيها ع

احسنتم والحسن الله اليكم

موضوع جميل بمعلومته

ينفع المتصفح

لانه يحمل

الفائده

اسئله لكم الامن والامان والعافيه

ان شاء الله

لكم منا تحيات ودعاء

وربي يرعاكم ويخليكم


 
 توقيع : سيد عدنان الحمامي



رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




Loading...


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
سعودي كول