.::||[ آخر المشاركات ]||::.
المهدوية في آخر الزمان‏ [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 195 ]       »     وانفصمتْ والله العروةُ الوُثقى... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 253 ]       »     21 رمضان .. ذكرى أليمة استشها... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 134 ]       »     نتقال الامام الى روضة الخلد وا... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 151 ]       »     مجلس شهادة أمير المؤمنين الإما... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 184 ]       »     الامام علي ابو الأيتام [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 131 ]       »     عقيلة الطالبيين مدرسة لنسائنا ... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 311 ]       »     كيف نكون قريبين من الإمام المه... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 152 ]       »     الإمام علي قدر هذه الأمة وقدره... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 129 ]       »     ما سَرُ تَعلق اليَتامى بالإمام... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 114 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 14594
 
 عدد الضغطات  : 5152


الإهداءات



إضافة رد
#1  
قديم 06-30-2015, 05:31 PM
عضو مميز
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 762
 تاريخ التسجيل : May 2015
 فترة الأقامة : 3273 يوم
 أخر زيارة : 08-15-2017 (06:01 PM)
 المشاركات : 475 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي شؤون الفتيات 2



سادساً ـ الثرثرة:
قد يعتقد البعض أنّ النساء أو الفتيات يتصفن عموماً بالثرثرة.. وربّما كان ذلك بسبب ظروف القهر الذي تعرضن له فرحن ينفسن عن بعض همومهنّ وأوجاعهنّ بالكلام المجرّد.. وربّما اتّخذت الثرثرة صفة العادة المتوارثة، أو فرصة للسمر والترويج عن النفس بعد نهار مثقل بالمتاعب.
وأيّاً كان السبب، فإنّنا لا نحبّ لكِ كفتاة مثقّفة وواعية ومؤمنة ورشيدة أن تأكلي لحم الكلمات النيِّئ.. فإطلاق العنان للكلام يوقع في أضرار ومفاسد كثيرة، كالغيبة والبهتان والكذب والمبالغة والهزء بالآخرين، وهو تعبير ـ سواء عند الرجال أو النساء ـ عن فراغ، أو تعبئة للفراغ بالفراغ!
ولذلك نهت بعض الأحاديث عن أن يكون كلام المؤمن هذراً. فلقد جاء في الحديث: «ليقل أحدكم خيراً أو فليسكت». وهذا ما عبّر عنه أحد الشعراء بقوله:
الصّمتُ زينٌ والسّكوتُ سلامةٌ فإذا نطقت فلا تكن مهذارا
ما إن ندمتُ على سكوتي مرّةً ولقد ندمتُ على الكلام مرارا
وليس هناك قاعدة يمكن اعتمادها عن كمّ الكلام وكمّ السكوت، فقد يكون السكوت في موضع الكلام مضرّاً، كما أنّ الكلام في موضع السكوت مضرّ، والتقدير متروك لنا، فالإعتدال حتى في الكلام محبّب.
كيف تبتعدين عن الثرثرة؟
- ابحثي عن صديقات هادئات وادعات يكرهن الكلام الكثير الذي لا فائدة ترجى منه، فالكلام الذي لا حاجة له ولا يغني شيئاً قد يكون ضرّه أكبر من نفعه، وقد يذهب مع الريح لكنّ تبعاته تبقى.
- ابتعدي ما أمكن عن أماكن الصخب والضجيج.. فالأماكن الهادئة تربِّي في النفس ملكة الهدوء والتأمّل والإقتصاد في الكلمات، والإقتصار على الضروري من الكلام، فلقد كان العرب قديماً يقولون للمتكلّم: «أوجز فأبلغ» أي اضغط كلماتك ولا تسهب بها. وقيل أيضاً: «الصمت أجمل حلية تتزيّن بها المرأة».
- تذكّري أنّ الفتيات الكثيرات الكلام غالباً ما يكنّ قليلات العمل.. فلا تزهدي بالوقت فتقطّعيه أو تقتليه بسكاكين الثرثرة والهذر، والكلام يجرّ الكلام، ففي الحديث: «وهل يكبّ الناس على مناخيرهم يوم القيامة سوى حصاد ألسنتهم».
يقول بعض المختصّين في الشؤون النفسية: «إنّ الحركات العفوية والتصرفات اللاّواعية والعادات التي تأصّلت ولم يبق عندك فيها يد، هي التي تضعف شخصية كلّ إنسان، إمرأة كان أو رجلاً، وهي التي تنزع عنك الصفات التي تحببك إلى الآخرين، وتجعلك محترماً عندهم».
- تأمّلي بين الحين والآخر في فتيات ثرثارات.. لا تتكلّمي معهنّ.. أنصتي فقط لما يقلن.. ستجدين الأحاديث المكرورة.. وربّما التافهة.. ومحاولات النّيـل من هذه وتلك.. والتنقلات السريعة بين مواضيع لا رابط بينها.. وقد لا تخرجين بمحصلة نافعة من كلامهنّ.. وتلك هي الثرثرة.. فهل تحبّين أن تكوني فرداً في القطيع أو عضواً في (الجوقة) أي تصبحين ثرثارة مثلهنّ؟!
- تذكّري دائماً قوله تعالى: (ما يلفظ مِن قول إلاّ لَدَيه رقيبٌ عتِيد) (ق/ 18).
إنّ الحاجة إلى السمر والأحاديث العفوية والدعابة ومجاذبة أطراف الحديث في بعض الشؤون الخاصّة والعامّة.. حاجة نفسية لإستفراغ بعض المتراكم في داخل صدورنا.. لكن تمضية الساعات الطويلة في الكلام الفارغ.. هو الثرثرة التي لا نريد لك أن توصفي بها.

سابعاً ـ حديث المرآة:
أقرب صديقة لأيّة فتاة هي المرآة.
تطول وقفاتها قبالتها.. تتطلّع فيها إلى جمالها ومحاسنها.. تسرِّح شعرها وتتأمّله.. كما تتأمل قوامها وهندامها وزينتها، وقد قيل في بعض الأمثال: «المرآة روح المرأة كما السيف روح المحارب».
ولن ينتهي حديث المرأة مع المرآة لا في صغر ولا في كبر.. فهي رفيقتها في البيت وفي السيارة وفي حقيبة اليد، بل وفي كلّ مكان ترى فيه وجهها حتى ولو كان سطحاً صقيلاً.
أمّا حديث المرآة إلى المرأة فنتمنّى عليك أن تسمعيه.
فقد لا تكون عيناك واسعتين.. لكن بإمكانك أن تتأمّلي بعدستيهما الكثير من عبر الحياة ودروسها ومحنها وامتحاناتها، وأن ترمي بنظراتهما إلى آفاق المستقبل، وأن تنظري بهما بعطف ولطف ورأفة إلى الصغار والكبار، وأن تغترفي بهما أنوار المعرفة.. ساعتها تأمّلي في المرآة.. وسترين أنّ لك عينين من أجمل العيون!
وقد لا يكون لك شعر طويل كثيف أسود أو أشقر.. لكنّكِ تحملين فوق رأسك تاجاً من الفضائل مرصّعاً بجواهر العفاف والنبل والسخاء ودفء العاطفة ورقّة الطبع.. قد لا يظهر تاجك المرصّع هذا في المرآة، لأ نّه غير مرئي.. لكنّ مرايا العيون تراه فتنبهر به!
وقد يكون حظّ وجهك من الجمال بسيطاً.. لكن ابتسامتك العذبة ونظراتك الحانيـة، وجبينك الوضّاء، وروحك الرقيقة الطافيـة على ملامحك، تعكس للمرآة وجهاً آخر.. كلّه إشراق!
وقد تبحثين عن أفضل كحل تكتحلين به.. لكنّ اكتحال عينيك بمرأى الرضا في عيون الناس عن أعمالك الصالحة لا يعدله كحل في جميع المكاحل المتوافرة في الأسواق!
وقد تسألين عن أروع أحمر شفاة تزينين به شفتيك، فلا تجدين كالإبتسامة الصافية التي تتدفق من شفتيك تدفّق الماء العذب من النبع الرقراق، ولا كالكلمات الطيِّبة التي تخرج منهما لتشيع الدفء والمحبّة والسلام من حولك!
إنّ لك جمالاً آخر لا تكشفه المرايا.. لكنّك ترينه في مرايا العيون.
فإبتسامة الوجه، وذلاقة اللسان، وشفافية الروح، ورشاقة السلوك، وزينة الحياء، وجواهر الأخلاق يُكسبن الفتاة، أي فتاة، تتحلّى بهنّ ألقاً وجمالاً وبهاءً يفوق جمال الطبيعة وسحرها.
لا نقول ذلك تهدئـة للخاطر وترضية للمشاعر، فالدراسات النفسية تتحدّث عن مغناطيسية الشخصية، أو ما يسمّى بـ «سحر الشخصية» ونقول إنّك قد ترين بعض الفتيات الجميلات لكنّهنّ لا يمتلكن الجاذبية التي لدى فئة من الفتيات، وقد ترين أخريات أقلّ حظّاً من الجمال لكنّهنّ يحظين بقسط كبير من السحر الحلال بما يمتلكن من مواصفات الجمال المعنوي والمزايا العاطرة والشمائل الوديعة.
فحينما تقفين أمام المرآة تأمّلي جمالك الآخر، فله إشعاع ينبثق من لمحات الذكاء في عينيك، ومن عذوبة الكلام في شفتيك، ومن استقامة السلوك في قوامك، ومن حركة البذل والعطاء في حياتك.
وتذكّري أيضاً:
أنّ الجمال الباهر مدعاة للغرور «إعجاب المرء بنفسه أحد حسّاد عقله»..
ومدعاة إلى الإفتـتان، والمفتون لا يطوِّر نفسـه. ففي الحديث: «الإعجاب يمنع من الإزدياد»..
ومدعاة إلى المتاعب الكثيرة..
وأنّ الجمال هبة الله، ونعمته التي تحتاج إلى الشكر، وشكرها أن تضعي جمالك في الموضع الصحيح، فلا تبرّج ولا خلاعة ولا ميوعة ولا مجون ولا استعراض..
أمّا التكلّف والتصنّع والتمثيل فمن مفسدات الجمال، فحتى لو كنت أجمل الجميلات فسوف يفسد التصنّع جمالك ويشوّهه.
إنّ البساطة جمال.. والنظافة جمال.. والأناقة جمال.. والتناسق جماله.. والذوق جمال.. والموهبة جمال.. والإبداع جمال.. ولمسات الجمال لو بحثتِ عنها كثيرة..
فإذا كان حظّك من الجمال بسيطاً فاعرضي على مرآة ذاتك جمالك الداخلي، وسترين أنّ لك جمالاً لا يشيخ..
وقد لا يرى الناس ذلك الجمال، فلهم الشكل الظاهري، لكنّ الوقت لن يطول بهم حتى يكتشفوا ذلك الجمال الأخّاذ.
وتذكّري أيضاً:
أنّنا لم نختر لون عيوننا وبشراتنا وشعورنا.. ولا طول قاماتنا.. ولا استدارة أو استطالة وجوهنا.. وقد يتدخّل التجميل ـ في أدوات زينة أو جراحة ـ في تعديلات طفيفة هنا وهناك، لكن جمالنا الخارجي غير قابل للتطوير كثيراً..
أمّا الجمال الآخر.. جمال الروح.. جمال الشخصية.. جمال الخصال، ففيه للنمو والرقيّ والسموّ، آفاق واسعة..
وإذا دعتك المرآة للمقارنة بين جمالك وبين جمال الأخريات.. فابحثي عن مزايا وصفات تتفرّدين بها.. ولا يمتلكنها،وستدركين أنّ لك جمالات أخرى ليس لهنّ مثلهنّ، وقد يحسدنك عليها!
وإذا كنتِ ذات جمال بارع..فاحمدي الله على أن حسّن خَلقَك.. واطلبي منه أن يُحسِّن خُلقَك، فمن الذكر أن تقولي وأنت تقفين إزاء المرآة: «أللّهمّ كما حسّنت خَلقي فحسِّن خُلقي».
وإذا دعاك جمالكِ للغرور، وكثيراً ما يصنع ذلك، فقولي له: ليس لك من فضل.. إنّك لستَ صناعتي.. إنّك إبداع الخالق!
وإذا دعاكِ حسنك الفتّان إلى التبرّج فتذكّري عفاف مريم ابنة عمران، والسيِّدة الزهراء (عليها السلام) ابنة النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم).
ولا تكتفي به شكلاً جميلاً.. بل ضُمِّي إليه جوهراً جميلاً!!

ثامناً ـ حاذري الوقوع في هذه الشباك!!
أربع شباك.. حاذري من الوقوع فيهنّ:
أ) المعاكسة.
ب) الهاتف.
ج) الرسالة.
د) المقهى الالكتروني.
ودعينا نقف عند كلّ واحـدة من هذه الشباك لنعرف مدى خطورتها على الفتيات المراهقات، بل وعلى غير المراهقات أيضاً.
فخّ المعاكسة:
نظراً لعدم انضباط عدد لا يستهان به من الشبّان بضوابط الأخلاق وقواعد السلوك، ولأنّ الخوف من رقابة الله وحسابه لم يعد يدور في خلد هؤلاء، وأيضاً لتأثيرات البيئة الأخرى وما تقوم به وسائل الإعلام المبتذلة التي دأبت على تشجيع الفحشاء والمنكر، بتنا نشـاهد الكثير من التصرّفات المخلّة بالآداب العامّة، تنتشر انتشار النار في الهشيم دونما وازع من ضمير أو رادع من قانون أو انزجار من رقيب.
ومن تلك التصرّفات (معاكسة الفتيات) سواء أمام أبواب المدارس حينما يحين موعد خروجهنّ، أو في الشوارع المؤدّية إلى بيوتهـنّ، أو حينما يتمشين لوحـدهنّ أو مع بعض صديقاتهنّ، أو في الأسواق التي يكثر تردد الفتيات عليها. أمّا الأماكن المختلطة كالنوادي والمتنزهات والحفلات، فحدّثي ولا حرج.
تنطلق خطورة المعاكسة، وهي الكلمات المعسولة التي يُطلقها شبان فارغون متسكّعون يتصيّدون أعراض الناس، من أنّ الفتاة بطبيعتها ميّالة إلى حبّ الثناء والاستحسان، وقد قال الشاعر في ذلك:
خدعوها بقولهم حسناءُ والغواني يغرّهنّ الثّناءُ
ولذا كانت تجمّعات الشباب الضائع في المنعطفات والطرق المؤدّية إلى المدارس ظاهرة شائعة، فتراهم يطلقون الكلمات التي فيها ثناء على جمال الفتاة، والأوصاف التي تشبع حالة الغرور لديها، فإذا ما صدّقت ذلك، كانت الخطوة الأولى نحو الانجرار والانجراف.
والفتيات في موقفهنّ من المعاكسة يختلفن.. فقد تسارع الفتاة إلى المضي في طريقها دون أن تُلقي بالاً للمتصيدين، وقد تبتسم فيعرف المعاكس أنّها استجابت لمعاكسـته، ليزداد خبثاً ومعاكسة ومطاردة حتى يوقع الطريدة في شباكه.
المعاكسةُ إذاً فخّ.. ينصبه شبّان لا همّ لهم سوى التباهي بسياراتهم الفارهة، وملابسهم الأنيقة ووقاحتهم الزائدة. وهم في العادة يعبثون بمشاعر الفتيات وليسوا جادّين إطلاقاً بإقامة علاقة شرعية معهنّ.
وقد لوحظ من خلال بعض التحقيقات أنّ الفتيات المحجّبات الملتزمات بالستر الشرعي أقلّ عرضة للتحرّش والمعاكسة، وكلّما كانت الفتاة متبرّجة أكثر كانت عرضة للتحرّش أكثر.
هذا فخّ ظاهره الرحمة وباطنه العذاب .
فقد تنخدع الفتاة من الحبوب التي يلقيها الصياد في فخّه، فتتصورها طعاماً مقدّماً بحسن نيّة، فتمشي برجلها إلى الفخ. ولو كان المعاكسون صادقين لأتوا البيوت من أبوابها، وطلبوا يد الفتاة من أهلها، لكنّهم عاطلون عن العمل يبحثون عن التسلية واللهو العابث واللذّة المحرّمة، ويبتهجون بتعريض الفتيات إلى المواقف الاجتماعية والأخلاقية المحرجة.
كوني من هؤلاء على حذر.
أمّا الكلمات التي تسمعينها منهم فهي اسطوانات مشروخة تقال لكِ ولكل صيد سهل يغري بنفسه، وهم يقولون ما لا يعنون.
إنّ الإعراض عن منتهكي الأعراض.. وإخبار الأهل بما يفعلون ليتولوا زجرهم وردعهم عن أفعالهم المنكرة، وعـدم التجاوب معهم حتى على مستوى الردّ على كلماتهم البذيئة، سوف يجنّبك الوقوع في هذا الفخّ.
مصيدة الهاتف:
من الاستخدامات السيِّئة لهذا الجهاز العصري الكثير الخدمات، استغلاله من قبل الشبان الفارغين الذين لا يراعون حرمة البيوت ولا سلامة وأمن أهلها. إنّهم يديرون قرص الهاتف على هذا البيت أو ذاك ليقوموا بمعاكسة الفتيات في عقر دارهنّ.
فتراهم يبثون عبر الأسلاك فحيحهم لإغواء الفتيات وإغرائهنّ بالمعصية، فإذا ما لمسوا أيّ تجاوب من لدن الفتاة المستهدفة تشجّعوا لتكرار المحاولة وإعادة الإتصال في أوقات مختلفة حتى أثناء الليل.
إنّهم يتحدّثون بألسنة الخداع والكذب عن استعدادهم للإقتران الشرعي كخطوة ممهدة لطمأنة الفتاة أنّهم يحبّونها حبّاً شريفاً عفيفاً يريدون له أن ينتهي بالزواج، ويطالبون الفتاة أن تفسح لهم المجال في التعريف بأنفسهم أكثر فيحدّدون لها مواعيد خارج البيت لتبدأ رحلة استدراج الطريدة.
وكما في المعاكسة المباشرة، فإنّ المعاكسة عبر الهاتف تستهدف الغاية الدنيئة نفسها: إيقاع الفتاة في شرك المطامع الشهوانية والأهواء الفاسدة.
ولذا فإنّ تعنيف هؤلاء في الهاتف، وتهديدهم بأخبار الأهل أو السلطات الأمنية ـ إن كانت هناك سلطات تحافظ على الأمن حقّاً ـ وإغلاق الهاتف بوجههم بانزعاج واضح، قد لا يقطع أمل بعضهم من تكرار المعاكسة، لكنّه في الغالب أسلوب ناجح في إيقافهم عند حدّهم.
كمين الرسالة:
وقد يلجأ صنف آخر من الشبّان الفارغين إلى كتابة الرسائل ليرقق مشاعر الفتاة التي يريد إيقاعها في الكمين المنصوب لها، فيختار العبارات اللاّهبة الساخنة، والأبيات الشعرية الغزلية الرقيقة، والمبالغة في وصف العواطف المتفجرة، والادّعاءات التي تقول إنّه لا يريد إلاّ الحسن، فيدسّها في يد فتاة أخرى لتوصلها إلى الفريسة أو يسلمها إليها مباشرة، وإذا عرف بريدها فبالبريد، وطرق هؤلاء اللاّهين في نصب كمائنهم كثيرة. فإذا ما مزّقت الفتاة الرسالة قبل قرائتها، ورمتها بوجه كاتبها، فإنّه سيرتدع، وربّما يبقى مصرّاً على لعبته لتصوّره أنّ إصراره قد يوحي للفتاة المستهدفة بصدق مشاعره، الأمر الذي قد ينطلي على بعض الفتيات اللواتي يتصورن أنّ الإصرار دليل الصدق والإخلاص وحسن النيّة.
إنّ إغلاق الباب منذ أوّل وهلة بوجه هذا اللص الذي يتصيّد في المياه العكرة هو أفضل ردّ يجنّب الفتاة متاعب لاحقة لا تُحصى إن هي فتحت الباب أو تركته موارباً.
إنّ الشيطان قد يأتي للفتاة من هذا الباب ويقول لها: لا تتركيه.. إنّه فرصتك.. والفرص تمرّ مرّ السحاب.. تشبّثي به إنّه صادق المشاعر.. إنّه يريدك زوجة له!
ولعلّ أفضل اختبار لهؤلاء هو الطلب منهم أن يقدّموا إثباتاً لصدق مشاعرهم في أن يتقدّموا لطلب يد الفتاة إن كانوا في سن وإمكانات تسمح لهم بالزواج، وإن كانوا دون ذلك فهذا دليل أنّهم ليسوا على استعداد للرباط الشرعي.
وقد يقول بعضهم أنّ هذه الخطوة لاحقة، وأ نّها ستأتي في حينها، وأ نّه يريد الاطمئنان لمشاعر الفتاة نحوه حتى يتقدّم لخطبتها، ولكنّ الفتاة الحكيمة الواعية تعرف أنّه سيطالبها بأكثر من ذلك، فحتى يتعرّف عليها لابدّ من لقاءات في الخلوات، وهي لقاءات محرّمة إن لم يكن هناك رابط شرعي أو عقد يجيز اللقاء، وقديماً قال الشاعر:
دخولُ المرءِ في الشبكاتِ سهلٌ ولكنّ المصيبة في الخروج!
إنّ التكتّم والسرية في هذه الأمور هي أوّل الوهن، فلابدّ من إخبار الأم المتفهّمة أو الصديقة المخلصة، أو الأخت الكبيرة ليكونوا عوناً لك في عدم الإنجرار وراء هذه اللعبة الخطيرة التي لا تدرين إلى أين تقودك؟!
وفي أثناء ذلك، تذكّري القصص المريرة لفتيات طرحن الثقة بأمثال هؤلاء الذين يأتون البيوت من أبوابها الخلفية، فكانت النتائج الوخيمة المؤسفة التي لا تترك مجالاً للندم.
إنّ الخـطوة الصغيرة تجرّ إلى الأكبر منها.. والانزلاق يجتذب الانزلاق.. والسقوط من مكان عال، بعدما تكون الفتاة قد أسلست القياد للمتصيّد ومشت معه خطوات في طريق مطامعه، اصاباته خطيرة.
وإذا رفضت الإنسياق وراء اللعبة، ضعي هذه اللاّفتة القرآنية نصبَ عينيك: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) (الطلاق/ 2-3)، ولا تصدّقي مقالة الشيطان أنّها فرصة ولا تضيعيها فقد لا يأتيك غيره، فالفرص الطيبة للتعرّف على شخص نبيل قادمة بإذن الله.
مُنزلق (المقهى الالكتروني):
نحن في عصر.. الدخول فيه إلى البيوت بلا استئذان.
فجهاز الحاسوب (الكومبيوتر) الذي راح يغزو البيوت على أنّه اختراع العصر ولغته.. بقدر ما جلب إلينا من الخيرات جلب معه أيضاً الكثير من الويلات.
فبعد ما أتيحت اللقاءات الحرّة عبر (الانترنيت) وازدادت فرص الانفتاح وغرف الدردشة، وامكانية المخاطبة عبر الصوت والصورة، وكثرت مواقع الإغواء والإغراء، بدأت تتكشّف مخاطر هذه القنوات التي ينفذ من خلالها الشيطان.
ففي دراسة عن مفاسد الشبكة العنكبوتية أجريت في إحدى البلدان الإسلامية إتّضح أنّ 90 % من روّاد المقاهي الألكترونية في سن خطرة وحرجة جداً، وأنّ 60 % من الشبّان والفتيات يقضون أوقاتهم في مواقع المحادثـة، وأنّ الإقبال عليها يأتي كنتيجة لضعف الرقابة الأسرية، والفراغ الذي يعاني منه الشباب، والفضول أو البحث عن الممنوع.
وخطورة هذه المقاهي في أنّها تجعل الباب مشرعاً لمغازلة الفتيات وإيقاعهنّ في الفخّ ـ شأنها شأن المعاكسة المباشرة والهاتف والمراسلة مع فارق أنّ المقهى يجمع ذلك كلّه!
وكما في مواجهة الشباك السابقة، فإن تذكّر أن طُعم الصنّارة التي تريد أن تصطادك قد يبدو حلو المذاق لكنّه يستبطن السمّ، ونعني بالسّم ما يخفيه الصيّاد من قرار التهام الفريسة.
إنّ الدخول على أي مقهى مشبوه أو مريب ستكون ضريبته باهضة، فسياسة الشيطان هي سياسة استدراجية، سياسة الخطوة خطوة (فلا تتّبِعوا خُطُوات الشّيطان ) (البقرة/ 168)، التي تقودكم إلى المنزلق الخطير والوقوع في جوف الهاوية.
لقد تبيّن من خلال دراسات اجتماعية عن تأثير الانترنيت والمقاهي الالكترونية أنّها كانت السبب في ضعف التوجّه الديني، وانخفاض المستوى الدراسي، وزيادة الاضطراب النفسي.
إنّ المشكلة ـ كما تعلمين ـ ليست في الكومبيوتر كجهاز،وإنّما في استخدامه، وقد صدق مَن قال: لسنا ضدّ التقنيات الحديثة من تلفاز وسينما وغيرها، وإنّما نحن ضدّ الفحشاء والمنكر.




رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




Loading...


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
سعودي كول