حكاية من ملحمة كربلاء

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..

تحكي لنا كربلاء قصة فريدة لن تتكرر أبدا ، وتنبئ عن مدرسة عظيمة بنيت على مبادئ أعطت دروسا للأجيال ، قصة يذكرها الزمان ومبادئ ينهل منها الأحرار ..

سأقف اليوم وحكاية من حكايات تلك القصة التي روتها أرض كربلاء بعد أن سطرتها في صفحات التأريخ بحروف من نور لتبقى خالدة مابقي الدهر بطلها ساقي العطاشى وكفيل السبايا والأخ المواسي لأخيه في ساحة الوغى أبو الفصل العباس بن أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام ..

بدأت القصة قبل حادثة كربلاء بنيف وثلاثين عام ، حيث أراد الأمير عليه السلام أن يولد له ولد يقف مع سبط المصطفى وسيد الشهداء أبي عبد الله الحسين ويتكفل بحرم رسول الله صلى الله عليه وآله ، فأرسل لأخيه عقيل ليخبره أنه يريد أن يخطب له إمرأة ولدتها الفحولة من الرجال ، فخطب له عقيل فاطمة الكلابية فتزوجها الأمير وأنجبت له قمرا زاهرا أسماه العباس ومن بعده أربعة نجوم زينوا بيته وطيبوا نفس ولده الحسين ..

نشأ العباس وأخوته على إنكار الذات وإيثار آولاد السيدة الزهراء عليها السلام على أنفسهم وذلك بجهد يشكر له من أمهم الوفيه لسيدة النساء عليها السلام ، أم البنين عليه السلام ..

في كربلاء كان لعلي عليه السلام ما أراد حيث تجلت البطولة وبدت الشجاعة وبانت الوقفة الصادقة من أبي الفضل العباس لأخيه الحسين عليهما السلام ، وتجسدت أسمى معاني الوفاء والمواساة ، يذكرها الزمان خلال مواقفه التالية ..

في اليوم السابع من المحرم وبعد أن ضج الأطفال بالصراخ والبكاء بسبب العطش الذي كض أكبادهم استأذن العباس من أخيه الحسين ودخل نهر العلقمي بعد أن أبدى شجاعة أبيه حيدر الكرار ، كشف أربعة آلاف فارس عن المشرعة وملأ القربة وأتى بها لمخيم سيد الشهداء ، وفي اليوم العاشر أبت نفسه أن ترى ألم الحسرة على وجوه حرم رسول الله ، فاستأذن أخيه الحسين في وقت كان فيه الحسين منكسرا بسبب فقد أولاده وأعزته وصحابته الكرام ، لما أذن له الحسين دخل ساحة الوغى وأرعب الأعداء حتى كشفهم عن المشرعة ولما استقر به القرار ، غرف غرفة من الماء وقربها من فيه الا أنه بمجرد أن تذكر عطش الحسين وأطفاله أبى الا أن يكون مواسيا لهم فرمى الماء على الماء وملأ القربة وأحكم غطاءها واعتلى صهوة جواده وتوجه إلى حيث مخيم الحسين لكن الأعداء قطعوا عليه الطريق فجاهدهم وقتل منهم جمعا كبير ولم يتمكنوا منه الا بأسلوبهم الجبان حيث كمن له لعين وضربه على يمينه فقطعها وفعل لعين آخر بشماله كما الأول ، وبعد ذاك أتته السهام كرشق المطر ليقع سهم في عينه وسهم أراق القربة ومن ثم جاء لعين من خلفه وضرب هامته فخر صريعا مناديا بالأخوة للحسين حيث لم يناديه بها أبدا بل كان يناديه بسيدي ومولاي ، لما سمع الحسبن صوته جاءه منكسرا الظهر وجلس عنده ، لما وضع الحسين رأس أخيه العباس في حجره ، تجلت المواساة ناصعة من قمر بني هاشم لإمام زمانه حيث رفع رأسه عن حجر أخيه ووضعه على الأرض ولما سأله الحسين عن سبب ذلك قال له أخي حسين كيف لي أن أحتمل وضع رأسي في حجرك وأنت بعد ساعة يرفع رأسك رأس سنان ..

لتنتهي الحكاية برحيل العباس عن هذه الحياة عزيزا شجاعا وفيا مواسيا لكن القصة تبقى خالدة مابقي الزمان ، السلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا ..

صــ آل محمد ــداح (النجــ احمد ــار)

رزقنا واياكم زيارة وشفاعة ام البنين ع ان شاء الله

ربي ايبارك في جهودكم

احسنتم كثيرا

لكم منا دعاء بالعافيه

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيد عدنان الحمامي [ مشاهدة المشاركة ]

رزقنا واياكم زيارة وشفاعة ام البنين ع ان شاء الله ربي ايبارك في جهودكم احسنتم كثيرا لكم منا دعاء بالعافيه

شكر الله مسعاك وعظم لك الأجر في مصاب جدك أبا الأحرار عزيزي وأستاذي الغالي أبا قحطان