#1
|
|||||||||
|
|||||||||
في خطى ابي الأحرار الحسين بن علي (عليه السلام)
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركة مكانة الحسين ومقامه السامي ولقد جاءت تربية الرسول ورعايته له تأكيد على انشاء هذا الوليد على سر جده الكريم ليكون تمثيلا عمليا ونظريا للحديث الشريف: (حسين مني وأنا من الحسين) ومن هنا كان الرسول (ص) يؤكد على محبته وحنانه للإمام الحسين في مناسبات عديدة منذ ولادته في السنة الرابعة للهجرة حتى يوم وفاته (ص)، التي امتدت سنوات وأشهر يقول سلمان المحمدي: كان الحسين على فخذ رسول الله وهو يقبله ويقول: انت السيد وابن السيد وأبو السادة، انت الإمام وابن الإمام وأبو الأئمة، انت الحجة وابو الحجة، تسعة من صلبك وتاسعهم قائمهم. وعن انس بن مالك، قال: سئل النبي: أي أهل بيتك أحب اليك قال: الحسن والحسين. والحسين له منزلته العالية حيث أشارت اليها الآيات والروايات الشريفة، ففي آية التطهير، حيث يقول الله تعالى: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) حيث أورد أهل الصحاح في سبب نزولها وذكروا حديث الكساء المعروف الذي جلل به عليا وفاطمة وحسنا وحسينا. وكذلك آية المباهلة، وغيرها. وعن مدى العلاقة المعنوية والرسالية بين النبي والحسين بما تملكه من انشداد نفسي تنطبق هذه العبارة حيث تقول: (الإسلام محمدي الوجود وحسيني البقاء). ولقد ساهم الإمام الحسين في حركة الإسلام الصاعدة وهو مازال في دور الصبا، فكان ذلك جليا في حياة أمير المؤمنين (ع)، إذ شارك في حروبه الثلاث، الجمل وصفين والنهروان. وخلال إمامة الحسن (ع) فقد عاش جنديا مطيعا وفيا لأخيه يسلك ما يريد. ثم رحل للمدينة مع أخيه وأهل بيته ليمارسوا دورهم في حفظ الرسالة وتبيان المسؤولية الشرعية. وأما دوره بعد رحيل أخيه الحسن (ع) فقد بدأت مرحلة جديدة من الظروف الاجتماعية والفكرية والسياسية، فقد اختط طريقا جديدا في تحديد مسار الحركة الإسلامية التي اضطلع بقيادتها بعد استشهاد أخيه الحسن (ع) أي بعد ان آل إليه أمر الإمامة الشرعية حسبما قضت الإرادة الإلهية حتى استشهد على أرض كربلاء عام 61 هـ. فالإمام الحسين من الليلة التي خرج فيها من المدينة وخلال مدة إقامته في مكة ومسيره من مكة إلى كربلاء حتى يوم استشهاده، كان يؤكد على هذه الحقيقة بإيماء أو صراحة، بأن هدفه من التحرك هو اسقاط القناع المزيف عن دولة يزيد المعادية للدين، وليس له هدف الا إقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومواجهة الظلم والجور والحفاظ على القرآن الكريم وإحياء الدين المحمدي. وهذه هي المهمة التي وضعها الله على عاتقه، حتى لوأدى ذلك إلى قتله وقتل أصحابه وأبنائه وأسر أهل بيته. ومن هنا تحرك الإمام الحسين بالرغم من تلك التحديات والمصاعب وهتف خلال مسيرته (من كان باذلا فينا مهجته وموطنا على لقاء الله نفسه فليرحل معنا). وهكذا ذهب الحسين محتضنا وسام الشهادة هو وأصحابه وأهل بيته ومنذ استشهاده وحتى يومنا هذا يحيي هذه الذكرى العاشورائية المقدسة، كل محبيه ومواليه وكل أولئك الذين يقدرون كرامة الإنسان وينحنون أمام كلمة الحق والعدل التي تقف في وجه السلطان الجائر، وكان أئمتنا المعصومون أيضا يحثون الناس على إقامة مآتم العزاء وهناك الكثير الكثير من الأحاديث المنقولة عن الأئمة (ع) في الترويج لهذه الشعائر، فعن الإمام الصادق (ع) انه قال: (ان البكاء والجزع مكروه للعبد في كل ما جزع ماخلا البكاء والجزع على الحسين بن علي، فإنه فيه مأجور). وقال الإمام الباقر لمحمد بن مسلم: مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين (ع) فإنه اتيان مفترض على كل مؤمن يقر للحسين (ع) بالإمامة من الله عزوجل فزيارة الحسين وإقامة المآتم والبكاء كلها صور الاستعراض وتجسيد ثورة الطف الدامية وتصوير لصدى الفاجعة الأليمة بكربلاء علاوة على انها تفاعل وتناغم بين الباكي والمبكى عليه، والبكاء يجعلك تتفاعل مع كل خطوة خطاها الأمام وتشعر انك نعم الوفي والمبايع لمبادئ وأهداف الإمام، والفرد الباكي والمقيم لشعائر الحسين هو بلاشك يثير في نفسه فلسفة الالتزام بالدين والتضحية والدفاع عن التعاليم السماوية. والبكاء أيضا يجعلنا ان لا ننسى الأهداف الحسينية المقدسة. ولقد قيل الكثير عن ملامح شخصية الإمام الحسين (ع) فليس بمقدورنا ان نستجلي منها الا القليل، فقد اتصف الإمام (ع) بعمق علاقته بربه سبحانه وما كان يتغافل عن هذه العلاقة حتى في ساعة الشدة والعسر، ومما كان يدعو من الدعاء: (اللهم ارزقني الرغبة في الآخرة حتى أعرف صدق ذلك في قلبي بالزهادة مني في دنياي، ولعل دعاءه في عرفة خير شاهد صريح عن مدى الدمج الروحي بين المخلوق والخالق، ولقد أفرغ الإمام ينابيع بلاغته بأقوال وأدعية مأثورة جمعت وطبعت في عدة مجلدات تحت عنوان (بلاغة الإمام الحسين (ع)) وفي كرمه وسخائه، انه دخلت عليه جارية فحيته بطاقة ريحان فقال لها: انت حرة لوجه الله، فقيل له تحييك بطاقة ريحان فتعتقها؟ فقال (ع): كذا أدبنا الله (واذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) وما كان أحسن منها الا عتقها. وأباؤه للضيم ومقاومته للظلم فقد ضربت به الأمثال وملئت لأجله المؤلفات، وخطب عنه الخطباء والأدباء فهو القدوة والأسوة لكل أبي حر، والمثال الذي يجب ان يحتذى لكل ذي نفس سامية، وكانت شخصية حيرت العقول وأذهلت النفوس. فسلام عليه في الخالدين.. وصدق الشاعر حين قال: كذب الموت فالحسين مخلد كلما أخلق الزمان تجدد اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
|
12-15-2012, 05:39 AM | #2 |
مديــر عام |
شجون الزهراء
ربي ايبارك في جهودكم احسنتم كثيرا عظم الله اجوركم واجورنا بمصاب ابي عبد الله الحسين ع لكم منا دعاء بالعافيه والتوفيق ان شاء الله تحياتي ودعائي |
|
|
|
|