يجب إزالة الحجب المانعة لقبول الأعمال .

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
حديث شريف عن رسول الله (ص) عرف بحديث معاذ (رض) وفيما يلي جانب منه :
يقول معاذ كنت عند رسول الله (ص)، فقال : أحدثك بحديث، فإن عملت به انتفعت، وكان خيراً لك، وإن أهملته فقد تمت حجتي عليك!..
إعلم يامعاذ!.. إن صحيفة أعمال العبد حينما ترفع إلى السماء، وتصل إلى السماء الأولى، وفيها ملك ينظر إليها، فيرجعها إلى صاحبها ويقول : إنني أمرت أن أنظر إلى عمل صاحبها، فإن كتب فيها الغيبة، فأردها إلى صاحبها ولن أقبلها.
ثم ترفع صحيفة شخص آخر، لم يكن فيها الغيبة، عابرة السماء الأولى إلى السماء الثانية، فيتلقاها ملك في السماء الثانية وينظر إليها، ويقول أمرت أن أرى هل صاحبها كان متقياً، ويعمل بالحلال، وينتهي عن المحرم؟.. فإن لم يكن ذلك، فلن أقبل منه عملا ً وأردها!..
ثم يُرفع عمل شخص ثالث، ليس في صحيفته غيبة، وكان فيها التقوى والورع، فتجتاز السماء ين الأولى والثانية إلى السماء الثالثة، فيتلقاها ملك آخر، فيطلع عليها، فإذا به يرفضها، ويقول : أنني لا أقبل عمل كل متكبر!..
ثم يُرفع عمل شخص آخر، يخلو من الموانع الثلاثة السابقة الذكر، ويجتاز السماء الثالثة إلى الرابعة، فيطلبها ملك يقف على باب السماء الرابعة، ويطلع عليها ويمنعها من الصعود، ويقول : إنني لا أقبل صحيفة أعمال، كتب فيها إن صاحبها حسود!..
ثم يُرفع عمل شخص خامس، لم يكن في صحيفته شيئا من الموانع السابقة.. فترتقي تلك الصحيفة إلى السماء الخامسة، فيعترضها ملك، ويقول : إنني أمرت أن أرد عمل كل شخص خالطه العُجب.. العُجب في عبادته يتفاخر ويتباهى بها ويعظمها في نفسه متصوراً أنه بالغ في العمل والعبادة حتى صلد عمله في عينيه وكأنه الجبل!..
وعمل آخر يخلو من ذلك كله، يصعد إلى السماء السادسة، فيعترضه ملكاً بعد أن يطلع عليه ويقول : إني أمرت أن أرد وأرفض كل عمل يخلو من الرحمة والرأفة وأرميه على رأس صاحبه.. إنني لا أقبل عمل شخص قاسي القلب، ليس فيه أدنى ذرة من الرحمة والعطف.
ثم يُرفع عمل آخر يخلو من كل ماسبق، فيصل إلى السماء السابعة، فينظر فيه الملك الواقف على بابها فيرفضه!.. وينادي : إنني ملك الإخلاص وصاحب هذا العمل، كان مرائياً في عمله فلن أقبله.
ثم يُرفع عمل آخر يمر عبر الحجب السبعة، فيأتي النداء من مصدر الجلال القدسي إلى الملائكة : إن عمل هذا الشخص لم يكن خالصا ً لوجهنا، فلن نقبله.
إذاً حقاً علينا أن نتمعن في هذا الحديث، وخاصة في فقراته الأخيرة، والتي تؤكد على خطر الرياء وعمقه الذي قد يخفى على ملك السماء السابعة، ومع ذلك فإن الله - تعالى - يفضح صاحبه ولا يخفى عليه خافية.
ختاما ً يتجلى لنا من خلال هذا الحديث المبارك لرسول الله - عليه الصلاة والسلام - ضرورة مراجعة النفس قبل القيام بأي عمل من الأعمال، والنظر إلى النية، والتي هي أساس الأعمال وضرورة من ضرورات قبولها من قبل العلي الأعلى!.. حتى ولو كان هذا العمل أدنى من الذرة نفسها!..