بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تناول سماحة السيد ضياء الخباز عبر كلمة له يوم الجمعة 28 / 5 / 1433 هـ احدى سلبيات وسائل الاتصال السريعة.
وقال سماحة السيد الخباز ان من جملة الظواهر التي لمستها في عالم الواتساب : ظاهرة تناقل الروايات المنسوبة لأهل البيت ( عليهم آلاف التحية والثناء ) - سيما مولانا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) - وهي ظاهرة حسنة وجميلة جداً ، فعوضاً عن تناقل النكات الماجنة والمقاطع الترفية الموجبة لتلف الأوقات الثمينة ، فإنّ من الجميل جداً أن يسعى المؤمن لنشر كلمات السادة المعصومين ( عليهم السلام ) وإيصالها إلى الآخرين، وهو أمر شجعت عليه تعاليمهم الشريفة واعتبرته من مصاديق إحياء أمرهم.
واستوقف سماحته الأمر قائلا ان هناك كثيراً مما كان يصلني من الروايات - وهو بالعشرات - كان بعيداً كلّ البعد عن أساليب روايات المعصومين ( عليهم السلام ) ، مما دعاني لمتابعة كل ما يصل ، فوجدت أن أكثره لا أصل له في مجاميعنا الحديثية المباركة رغم الفحص والتتبع الكثير .
وتساءل سماحته عن من الذي يقف وراء هذه الظاهرة ؟ وما هي أهدافه منها ؟ ، مشيرا الى انه في حال تناول ماينسب الى اهل البيت المعصومين من غير ان نثبت صحة كلامهم نكون من المساهمين في نشر الأكاذيب على أهل البيت ( عليهم السلام ).
وذكر الخباز ان لهذا النقل الخاطئ أثران سلبيان:
الأول : تكوين ثقافة دينية ومفاهيمية خاطئة عند شريحة من الناس ، وهي الشريحة التي اعتادت أن تستمد ثقافتها السريعة والهشة من أمثال هذه المصادر والقنوات .
الثاني : تشويه فكر أهل البيت ( عليهم السلام ) . ففي الوقت الذي يصف فيه الإمام الهادي ( عليه السلام ) كلامهم المبارك بأنه نور ، فيقول في الزيارة الجامعة الكبيرة : ( كلامكم نور ) ، وفي الوقت الذي يقول فيه الإمام الرضا ( عليه السلام ) : ( فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا ) ، نقرأ فيما ينسب لهم ( عليهم السلام ) في عالم الواتساب كلاماً يمجه الذوق العربي السليم ، وتأباه المفاهيم الدينية القطعية ، ولو وصل - وقطعاً سيصل - مثل هذا النحو من الكلام الممجوج ، والمنسوب للمعصوم ( عليه السلام ) ، لغير أتباع أهل البيت ( عليهم السلام ) لكان موجباً لتشويه معالم فكرهم النيّر ، ونكون نحن ممن ساهم في الوصول إلى هذه النتيجة المرة .
وحذر سماحته من تناقل ما لم يتثبت من صحة نسبته إلى المعصوم ( عليه السلام )، مؤكدا انه في حال العثور عليه في شيء من مصادرنا الموثوقة ، ولا ينبغي الانخداع بالروايات التي تصل مع ذكر المصدر إلى جانبها ، فإن التدليس عنها ليس ببعيد ، إلا أن يتم التثبت من ذلك ، أو تصل من شخص مؤتمن موثوق ، مشيرا الى اننا بهذا نكون ممن ساهم في صيانة أحاديث أهل البيت ، وتحصين الثقافة الدينية العامة ، والحفاظ على نقاء فكرهم بعيداً عن كل شائبة .
وختم كلمته برواية شريفة عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) قال فيها واصفاً أعداءهم : ( ويحدثون ويروون عنّا ما لم نقل ، تهجيناً منهم لنا ، وكذباً منهم علينا ، وتقرباً إلى ولاتهم وقضاتهم بالزور والكذب ) .
نسال الله تعالة التوفيق وحسن العاقبة
تحياتي للجميع الموالين
نورجهان