.::||[ آخر المشاركات ]||::.
المهدوية في آخر الزمان‏ [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 3577 ]       »     وانفصمتْ والله العروةُ الوُثقى... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 3612 ]       »     21 رمضان .. ذكرى أليمة استشها... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 2376 ]       »     نتقال الامام الى روضة الخلد وا... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 2447 ]       »     مجلس شهادة أمير المؤمنين الإما... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 3420 ]       »     الامام علي ابو الأيتام [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 1517 ]       »     عقيلة الطالبيين مدرسة لنسائنا ... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 2522 ]       »     كيف نكون قريبين من الإمام المه... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 1475 ]       »     الإمام علي قدر هذه الأمة وقدره... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 1524 ]       »     ما سَرُ تَعلق اليَتامى بالإمام... [ الكاتب : شجون الزهراء - آخر الردود : شجون الزهراء - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 1402 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 14619



إضافة رد
#1  
قديم 04-24-2012, 12:52 PM
المراقبين
نورجهان غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
اوسمتي
المشرفة المميزة وسام شكر وتقدير المراقب المميز المراقب المميز 
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل : Apr 2011
 فترة الأقامة : 4810 يوم
 أخر زيارة : 04-23-2023 (08:33 PM)
 المشاركات : 4,993 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي كرامة النفس.. أساس البناء الأخلاقي





كرامة النفس.. أساس البناء الأخلاقي








إنّ كرامة النفس تمثل أساس البناء الأخلاقي في الإسلام وهي رجوع الإنسان إلى ذاته وشرفه وكرامة نفسه.
- عزة النفس:
لقد ورد في كثير من التعاليم الإسلامية بيان حالة المناعة النفسية والإحساس بالشرف تحت عنوان (عزة النفس) وعلى رأسها تعبير القرآن الكريم (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) (المنافقون/ 8)، يعني انّ المؤمن يجب أن يعلم أنّ العزة منحصرة بالمؤمنين، فلابدّ ولأن يكون عزيزاً، فالعزة لا تليق به وهو يليق بالعزة وهذا نوع من الاهتمام.
وكذلك الحديث النبوي الذي يقول: (اطلبوا الحوائج بعزة الأنفس)، فإذا كانت لديك حاجة عند الآخرين فلا ينبغي ان تذل نفسك لدى الآخرين وتحقرها، بل يجب أن تطلب ما تريد مع عزة النفس وحفظ كرامتها، وكذلك الجملة المعروفة في نهج البلاغة حيث يقول الامام (ع) مخاطباً أصحابه: (الموت في حياتكم مقهورين والحياة في موتكم قاهرين).
فهنا نجد انّ العزة والسيادة ومسألة كرامة النفس لها قيمة عظيمة جدّاً بحيث انّ الإنسان إذا حصل عليها فلا يهم أن يكون بدنه حيا أو ميتاً، ولو فقدها فحركة البدن على الأرض لا تعني الحياة.
وكذلك قوله (هيهات منا الذلة) والتي كانت شعارا آخر في ذلك اليوم، وهناك عبارات أخرى قالها في يوم عاشوراء تتدفق بالحيوية والعزة وهي من أروع ما قيل في باب العزة كقوله (ع): "إني لا أرى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما". وكذلك ورد في كلماته (موت في عز خير من حياة في ذل). وهناك تعبير آخر أقرب حيث يقول: (الصدق عز والكذب ذل) فلابدّ أن يكون الإنسان صادقاً من جهة انّ الصدق عز للإنسان (هنا كان الصدق أساساً للعزة) والكذب ضعف وعجز والشخص الضعيف يكذب، اما الشخص القوي فلا يكذب.
ورد في نهج البلاغة في الحكمة الثانية: (ازرى بنفسه من استشعر الطمع ورضي بالذل من كشف عن ضره، وهانت عليه نفسه من أمر عليها لسانه). يعني انّ الشخص الذي جعل الطمع شعاراً له فقد اشترى بذلك حقارة نفسه، فهنا ذم الطمع لأنه يورث الذل للإنسان، فالأساس في الطمع هو حقارة النفس وذلتها، ومن المكروه شرعاً أن يذكر الشخص مشكلاته لكل شخص لأن ذلك يجعل الشخص حقيراً وذليلاً. وهناك عبارة أخرى وردت في نهج الامام (ع) يقول: "المنية ولا الدنية والتقلل ولا التوسل"، وهنا أيضاً نلاحظ عزة النفس والإباء ظاهرة في هذا الحديث، فلماذا يمد الإنسان يده إلى الآخرين ولا يرضى بالقليل.
مر أمير المؤمنين (ع) أمام دكان قصاب فقال القصاب: (ان لديه لحماً جيِّداً الا أن الامام أجاب بالرفض، وانه لا يملك المال لشراء اللحم، فأجاب القصاب: اصبر حتى يحصل لديك المال، فقال الامام (ع): وأنا أقول لنفسي بأن تصبر على اللحم.
وفي حديث آخر ورد عن الإمام الصادق (ع): "لا تكن فظا غليظاً يكره الناس قربك، ولا تكن واهنا يحقرك من عرفك". "فلا تكن غليظاً ولا ضعيفاً".
يجب أن يشعر الإنسان باحساسين متضادين دائماً: أن يعرف انه محتاج للناس، وكذلك يجب أن يشعرهم بعدم الحاجة إليهم فيسلك معهم سلوك المستغني عنهم ولكن هذا المعنى لا يجتمع في وقت واحد فلابدّ وأن يكون بالنسبة إلى شيئين ومن وجهتين، والامام (ع) يوضح ذلك ويقول: "فيكون افتقارك إليهم في لين كلامك وحس بشرك ويكون استغناؤك عنهم في نزاهة عرضك وبقاء عزك".
فعندما تكون المسألة متعلقة بالعزة والكرامة فلو تنازلت قليلاً فسوف تفقد عرضك وعزتك، فهنا لا محل للاحتياج بل يجب أن تسلك معهم سلوك الاستغناء واللامبالاة وعدم الاهتمام.
وهناك بعض العبارات الواردة تحت عنوان (العلو) كما يقول القرآن الكريم: (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران/ 139). والعبارة الأخرى هي تعبير عن القوة والقدرة ونوع من العودة إلى الذات وهي العبارة الواردة في حديث الامام الحسين (ع) يقول: "الصدق عز والكذب عجز"، وهنا يلتفت الإنسان إلى هذه النكتة وانه يجب أن يشعر بالقوة، وانّ الكذب والغيبة وامثال ذلك من العجز والضعف، واللين والجبن كما يقول الحديث في باب الغيبة: (الغيبة جهد العاجز) فالشخص القوي لا يبيح لنفسه أن يتحدث عن الآخرين بسوء في غيابهم.
وفي حديث آخر يقول (ع): "ليكن طلبك للمعيشة فوق كسب المضيع وترفع نفسك عن منزلة الواهن الضعيف).
فينبغي عليك أن تظهر بمظهر القوة ولا تظهر بمظهر الفرد الضعيف، ويقول انّ الإنسان يجب أن يذهب بنفسه لطلب المعيشة فمن الجهة الأخلاقية يعتبر قوة للشخص وعدم ذهابه دليل على ضعفه وعدم قدرته وهو المذموم في هذا الحديث.
- نفاسة النفيس:
التعبير الآخر هو (نفاسة النفيس) يعني انّ الإنسان لابدّ وان يعتبر نفسه وروحه بمنزلة الشيء النفيس الثمين، ويرى الأخلاق الحسنة متناسبة مع هذا الشيء النفيس، والأخلاق الرذيلة غير مناسبة له بل تحط من قيمته وفي هذا التعبير يجد الإنسان نفسه مالكا لرأس مال عظيم وثمين جدّاً وهو ذاته، ويقول للإنسان: احذر ان تضيع نفسك أو تلوثها لأنها ثمينة جدّاً.
يقول أمير المؤمنين (ع): "اكرم نفسك عن كل دنية فانك لن تعتاظ بما تبذل من نفسك عوضا"، إذا النفس جوهرة ثمينة فإذا استبدلتها بأي شيء فأنت مغبون، لا شيء أثمن من نفسك فهي أمر نفيس هذا يعني ان قيمة النفس فوق جميع القيم والاثمان فلا يقع شيء ثمنا لها كما لو كان شيء يمثل رمزاً لكرامة قوم أو شعب فإنه يكون فوق جميع القيم، يعني ان كل شعب لو وصل إلى الموت من الفقر فإنه غير مستعد للتنازل عنها.
وهناك أبيات من الشعر منسوبة إلى الامام علي :
اثامن بالنفس النفيسة ربها وليس لها في الخلق كلهم ثمن
ويعني الامام انه جعل ثمن نفسه الله عزّ وجلّ ولا يوجد ثمن لها في جميع مخلوقات الله.
الصفة الأخرى هي الغيرة: يعني ان بعض المسائل الأخلاقية تستوحي وجودها بمقتضى غيرة الإنسان.
يقول أمير المؤمنين (ع): "قدر الرجل على قدر همته، وشجاعته على قدر انفته، وعفته على قدر غيرته".
يعني انّ الإنسان بنفس النسبة التي يغار بها على عرضه يغار على أعراض الناس، فغيرته لا تسمح له مطلقاً بالتجاوز والاعتداء على أعراض البقية.
الکاتب : • الشهيد السيد مرتضى المطهري





كرامة النفس.. أساس البناء الأخلاقي








إنّ كرامة النفس تمثل أساس البناء الأخلاقي في الإسلام وهي رجوع الإنسان إلى ذاته وشرفه وكرامة نفسه.
- عزة النفس:
لقد ورد في كثير من التعاليم الإسلامية بيان حالة المناعة النفسية والإحساس بالشرف تحت عنوان (عزة النفس) وعلى رأسها تعبير القرآن الكريم (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) (المنافقون/ 8)، يعني انّ المؤمن يجب أن يعلم أنّ العزة منحصرة بالمؤمنين، فلابدّ ولأن يكون عزيزاً، فالعزة لا تليق به وهو يليق بالعزة وهذا نوع من الاهتمام.
وكذلك الحديث النبوي الذي يقول: (اطلبوا الحوائج بعزة الأنفس)، فإذا كانت لديك حاجة عند الآخرين فلا ينبغي ان تذل نفسك لدى الآخرين وتحقرها، بل يجب أن تطلب ما تريد مع عزة النفس وحفظ كرامتها، وكذلك الجملة المعروفة في نهج البلاغة حيث يقول الامام (ع) مخاطباً أصحابه: (الموت في حياتكم مقهورين والحياة في موتكم قاهرين).
فهنا نجد انّ العزة والسيادة ومسألة كرامة النفس لها قيمة عظيمة جدّاً بحيث انّ الإنسان إذا حصل عليها فلا يهم أن يكون بدنه حيا أو ميتاً، ولو فقدها فحركة البدن على الأرض لا تعني الحياة.
وكذلك قوله (هيهات منا الذلة) والتي كانت شعارا آخر في ذلك اليوم، وهناك عبارات أخرى قالها في يوم عاشوراء تتدفق بالحيوية والعزة وهي من أروع ما قيل في باب العزة كقوله (ع): "إني لا أرى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما". وكذلك ورد في كلماته (موت في عز خير من حياة في ذل). وهناك تعبير آخر أقرب حيث يقول: (الصدق عز والكذب ذل) فلابدّ أن يكون الإنسان صادقاً من جهة انّ الصدق عز للإنسان (هنا كان الصدق أساساً للعزة) والكذب ضعف وعجز والشخص الضعيف يكذب، اما الشخص القوي فلا يكذب.
ورد في نهج البلاغة في الحكمة الثانية: (ازرى بنفسه من استشعر الطمع ورضي بالذل من كشف عن ضره، وهانت عليه نفسه من أمر عليها لسانه). يعني انّ الشخص الذي جعل الطمع شعاراً له فقد اشترى بذلك حقارة نفسه، فهنا ذم الطمع لأنه يورث الذل للإنسان، فالأساس في الطمع هو حقارة النفس وذلتها، ومن المكروه شرعاً أن يذكر الشخص مشكلاته لكل شخص لأن ذلك يجعل الشخص حقيراً وذليلاً. وهناك عبارة أخرى وردت في نهج الامام (ع) يقول: "المنية ولا الدنية والتقلل ولا التوسل"، وهنا أيضاً نلاحظ عزة النفس والإباء ظاهرة في هذا الحديث، فلماذا يمد الإنسان يده إلى الآخرين ولا يرضى بالقليل.
مر أمير المؤمنين (ع) أمام دكان قصاب فقال القصاب: (ان لديه لحماً جيِّداً الا أن الامام أجاب بالرفض، وانه لا يملك المال لشراء اللحم، فأجاب القصاب: اصبر حتى يحصل لديك المال، فقال الامام (ع): وأنا أقول لنفسي بأن تصبر على اللحم.
وفي حديث آخر ورد عن الإمام الصادق (ع): "لا تكن فظا غليظاً يكره الناس قربك، ولا تكن واهنا يحقرك من عرفك". "فلا تكن غليظاً ولا ضعيفاً".
يجب أن يشعر الإنسان باحساسين متضادين دائماً: أن يعرف انه محتاج للناس، وكذلك يجب أن يشعرهم بعدم الحاجة إليهم فيسلك معهم سلوك المستغني عنهم ولكن هذا المعنى لا يجتمع في وقت واحد فلابدّ وأن يكون بالنسبة إلى شيئين ومن وجهتين، والامام (ع) يوضح ذلك ويقول: "فيكون افتقارك إليهم في لين كلامك وحس بشرك ويكون استغناؤك عنهم في نزاهة عرضك وبقاء عزك".
فعندما تكون المسألة متعلقة بالعزة والكرامة فلو تنازلت قليلاً فسوف تفقد عرضك وعزتك، فهنا لا محل للاحتياج بل يجب أن تسلك معهم سلوك الاستغناء واللامبالاة وعدم الاهتمام.
وهناك بعض العبارات الواردة تحت عنوان (العلو) كما يقول القرآن الكريم: (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران/ 139). والعبارة الأخرى هي تعبير عن القوة والقدرة ونوع من العودة إلى الذات وهي العبارة الواردة في حديث الامام الحسين (ع) يقول: "الصدق عز والكذب عجز"، وهنا يلتفت الإنسان إلى هذه النكتة وانه يجب أن يشعر بالقوة، وانّ الكذب والغيبة وامثال ذلك من العجز والضعف، واللين والجبن كما يقول الحديث في باب الغيبة: (الغيبة جهد العاجز) فالشخص القوي لا يبيح لنفسه أن يتحدث عن الآخرين بسوء في غيابهم.
وفي حديث آخر يقول (ع): "ليكن طلبك للمعيشة فوق كسب المضيع وترفع نفسك عن منزلة الواهن الضعيف).
فينبغي عليك أن تظهر بمظهر القوة ولا تظهر بمظهر الفرد الضعيف، ويقول انّ الإنسان يجب أن يذهب بنفسه لطلب المعيشة فمن الجهة الأخلاقية يعتبر قوة للشخص وعدم ذهابه دليل على ضعفه وعدم قدرته وهو المذموم في هذا الحديث.
- نفاسة النفيس:
التعبير الآخر هو (نفاسة النفيس) يعني انّ الإنسان لابدّ وان يعتبر نفسه وروحه بمنزلة الشيء النفيس الثمين، ويرى الأخلاق الحسنة متناسبة مع هذا الشيء النفيس، والأخلاق الرذيلة غير مناسبة له بل تحط من قيمته وفي هذا التعبير يجد الإنسان نفسه مالكا لرأس مال عظيم وثمين جدّاً وهو ذاته، ويقول للإنسان: احذر ان تضيع نفسك أو تلوثها لأنها ثمينة جدّاً.
يقول أمير المؤمنين (ع): "اكرم نفسك عن كل دنية فانك لن تعتاظ بما تبذل من نفسك عوضا"، إذا النفس جوهرة ثمينة فإذا استبدلتها بأي شيء فأنت مغبون، لا شيء أثمن من نفسك فهي أمر نفيس هذا يعني ان قيمة النفس فوق جميع القيم والاثمان فلا يقع شيء ثمنا لها كما لو كان شيء يمثل رمزاً لكرامة قوم أو شعب فإنه يكون فوق جميع القيم، يعني ان كل شعب لو وصل إلى الموت من الفقر فإنه غير مستعد للتنازل عنها.
وهناك أبيات من الشعر منسوبة إلى الامام علي :
اثامن بالنفس النفيسة ربها وليس لها في الخلق كلهم ثمن
ويعني الامام انه جعل ثمن نفسه الله عزّ وجلّ ولا يوجد ثمن لها في جميع مخلوقات الله.
الصفة الأخرى هي الغيرة: يعني ان بعض المسائل الأخلاقية تستوحي وجودها بمقتضى غيرة الإنسان.
يقول أمير المؤمنين (ع): "قدر الرجل على قدر همته، وشجاعته على قدر انفته، وعفته على قدر غيرته".
يعني انّ الإنسان بنفس النسبة التي يغار بها على عرضه يغار على أعراض الناس، فغيرته لا تسمح له مطلقاً بالتجاوز والاعتداء على أعراض البقية.
الکاتب : • الشهيد السيد مرتضى المطهري




ا

كرامة النفس.. أساس البناء الأخلاقي








إنّ كرامة النفس تمثل أساس البناء الأخلاقي في الإسلام وهي رجوع الإنسان إلى ذاته وشرفه وكرامة نفسه.
- عزة النفس:
لقد ورد في كثير من التعاليم الإسلامية بيان حالة المناعة النفسية والإحساس بالشرف تحت عنوان (عزة النفس) وعلى رأسها تعبير القرآن الكريم (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) (المنافقون/ 8)، يعني انّ المؤمن يجب أن يعلم أنّ العزة منحصرة بالمؤمنين، فلابدّ ولأن يكون عزيزاً، فالعزة لا تليق به وهو يليق بالعزة وهذا نوع من الاهتمام.
وكذلك الحديث النبوي الذي يقول: (اطلبوا الحوائج بعزة الأنفس)، فإذا كانت لديك حاجة عند الآخرين فلا ينبغي ان تذل نفسك لدى الآخرين وتحقرها، بل يجب أن تطلب ما تريد مع عزة النفس وحفظ كرامتها، وكذلك الجملة المعروفة في نهج البلاغة حيث يقول الامام (ع) مخاطباً أصحابه: (الموت في حياتكم مقهورين والحياة في موتكم قاهرين).
فهنا نجد انّ العزة والسيادة ومسألة كرامة النفس لها قيمة عظيمة جدّاً بحيث انّ الإنسان إذا حصل عليها فلا يهم أن يكون بدنه حيا أو ميتاً، ولو فقدها فحركة البدن على الأرض لا تعني الحياة.
وكذلك قوله (هيهات منا الذلة) والتي كانت شعارا آخر في ذلك اليوم، وهناك عبارات أخرى قالها في يوم عاشوراء تتدفق بالحيوية والعزة وهي من أروع ما قيل في باب العزة كقوله (ع): "إني لا أرى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما". وكذلك ورد في كلماته (موت في عز خير من حياة في ذل). وهناك تعبير آخر أقرب حيث يقول: (الصدق عز والكذب ذل) فلابدّ أن يكون الإنسان صادقاً من جهة انّ الصدق عز للإنسان (هنا كان الصدق أساساً للعزة) والكذب ضعف وعجز والشخص الضعيف يكذب، اما الشخص القوي فلا يكذب.
ورد في نهج البلاغة في الحكمة الثانية: (ازرى بنفسه من استشعر الطمع ورضي بالذل من كشف عن ضره، وهانت عليه نفسه من أمر عليها لسانه). يعني انّ الشخص الذي جعل الطمع شعاراً له فقد اشترى بذلك حقارة نفسه، فهنا ذم الطمع لأنه يورث الذل للإنسان، فالأساس في الطمع هو حقارة النفس وذلتها، ومن المكروه شرعاً أن يذكر الشخص مشكلاته لكل شخص لأن ذلك يجعل الشخص حقيراً وذليلاً. وهناك عبارة أخرى وردت في نهج الامام (ع) يقول: "المنية ولا الدنية والتقلل ولا التوسل"، وهنا أيضاً نلاحظ عزة النفس والإباء ظاهرة في هذا الحديث، فلماذا يمد الإنسان يده إلى الآخرين ولا يرضى بالقليل.
مر أمير المؤمنين (ع) أمام دكان قصاب فقال القصاب: (ان لديه لحماً جيِّداً الا أن الامام أجاب بالرفض، وانه لا يملك المال لشراء اللحم، فأجاب القصاب: اصبر حتى يحصل لديك المال، فقال الامام (ع): وأنا أقول لنفسي بأن تصبر على اللحم.
وفي حديث آخر ورد عن الإمام الصادق (ع): "لا تكن فظا غليظاً يكره الناس قربك، ولا تكن واهنا يحقرك من عرفك". "فلا تكن غليظاً ولا ضعيفاً".
يجب أن يشعر الإنسان باحساسين متضادين دائماً: أن يعرف انه محتاج للناس، وكذلك يجب أن يشعرهم بعدم الحاجة إليهم فيسلك معهم سلوك المستغني عنهم ولكن هذا المعنى لا يجتمع في وقت واحد فلابدّ وأن يكون بالنسبة إلى شيئين ومن وجهتين، والامام (ع) يوضح ذلك ويقول: "فيكون افتقارك إليهم في لين كلامك وحس بشرك ويكون استغناؤك عنهم في نزاهة عرضك وبقاء عزك".
فعندما تكون المسألة متعلقة بالعزة والكرامة فلو تنازلت قليلاً فسوف تفقد عرضك وعزتك، فهنا لا محل للاحتياج بل يجب أن تسلك معهم سلوك الاستغناء واللامبالاة وعدم الاهتمام.
وهناك بعض العبارات الواردة تحت عنوان (العلو) كما يقول القرآن الكريم: (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران/ 139). والعبارة الأخرى هي تعبير عن القوة والقدرة ونوع من العودة إلى الذات وهي العبارة الواردة في حديث الامام الحسين (ع) يقول: "الصدق عز والكذب عجز"، وهنا يلتفت الإنسان إلى هذه النكتة وانه يجب أن يشعر بالقوة، وانّ الكذب والغيبة وامثال ذلك من العجز والضعف، واللين والجبن كما يقول الحديث في باب الغيبة: (الغيبة جهد العاجز) فالشخص القوي لا يبيح لنفسه أن يتحدث عن الآخرين بسوء في غيابهم.
وفي حديث آخر يقول (ع): "ليكن طلبك للمعيشة فوق كسب المضيع وترفع نفسك عن منزلة الواهن الضعيف).
فينبغي عليك أن تظهر بمظهر القوة ولا تظهر بمظهر الفرد الضعيف، ويقول انّ الإنسان يجب أن يذهب بنفسه لطلب المعيشة فمن الجهة الأخلاقية يعتبر قوة للشخص وعدم ذهابه دليل على ضعفه وعدم قدرته وهو المذموم في هذا الحديث.
- نفاسة النفيس:
التعبير الآخر هو (نفاسة النفيس) يعني انّ الإنسان لابدّ وان يعتبر نفسه وروحه بمنزلة الشيء النفيس الثمين، ويرى الأخلاق الحسنة متناسبة مع هذا الشيء النفيس، والأخلاق الرذيلة غير مناسبة له بل تحط من قيمته وفي هذا التعبير يجد الإنسان نفسه مالكا لرأس مال عظيم وثمين جدّاً وهو ذاته، ويقول للإنسان: احذر ان تضيع نفسك أو تلوثها لأنها ثمينة جدّاً.
يقول أمير المؤمنين (ع): "اكرم نفسك عن كل دنية فانك لن تعتاظ بما تبذل من نفسك عوضا"، إذا النفس جوهرة ثمينة فإذا استبدلتها بأي شيء فأنت مغبون، لا شيء أثمن من نفسك فهي أمر نفيس هذا يعني ان قيمة النفس فوق جميع القيم والاثمان فلا يقع شيء ثمنا لها كما لو كان شيء يمثل رمزاً لكرامة قوم أو شعب فإنه يكون فوق جميع القيم، يعني ان كل شعب لو وصل إلى الموت من الفقر فإنه غير مستعد للتنازل عنها.
وهناك أبيات من الشعر منسوبة إلى الامام علي :
اثامن بالنفس النفيسة ربها وليس لها في الخلق كلهم ثمن
ويعني الامام انه جعل ثمن نفسه الله عزّ وجلّ ولا يوجد ثمن لها في جميع مخلوقات الله.
الصفة الأخرى هي الغيرة: يعني ان بعض المسائل الأخلاقية تستوحي وجودها بمقتضى غيرة الإنسان.
يقول أمير المؤمنين (ع): "قدر الرجل على قدر همته، وشجاعته على قدر انفته، وعفته على قدر غيرته".
يعني انّ الإنسان بنفس النسبة التي يغار بها على عرضه يغار على أعراض الناس، فغيرته لا تسمح له مطلقاً بالتجاوز والاعتداء على أعراض البقية.
الکاتب : • الشهيد السيد مرتضى المطهري





كرامة النفس.. أساس البناء الأخلاقي








إنّ كرامة النفس تمثل أساس البناء الأخلاقي في الإسلام وهي رجوع الإنسان إلى ذاته وشرفه وكرامة نفسه.
- عزة النفس:
لقد ورد في كثير من التعاليم الإسلامية بيان حالة المناعة النفسية والإحساس بالشرف تحت عنوان (عزة النفس) وعلى رأسها تعبير القرآن الكريم (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) (المنافقون/ 8)، يعني انّ المؤمن يجب أن يعلم أنّ العزة منحصرة بالمؤمنين، فلابدّ ولأن يكون عزيزاً، فالعزة لا تليق به وهو يليق بالعزة وهذا نوع من الاهتمام.
وكذلك الحديث النبوي الذي يقول: (اطلبوا الحوائج بعزة الأنفس)، فإذا كانت لديك حاجة عند الآخرين فلا ينبغي ان تذل نفسك لدى الآخرين وتحقرها، بل يجب أن تطلب ما تريد مع عزة النفس وحفظ كرامتها، وكذلك الجملة المعروفة في نهج البلاغة حيث يقول الامام (ع) مخاطباً أصحابه: (الموت في حياتكم مقهورين والحياة في موتكم قاهرين).
فهنا نجد انّ العزة والسيادة ومسألة كرامة النفس لها قيمة عظيمة جدّاً بحيث انّ الإنسان إذا حصل عليها فلا يهم أن يكون بدنه حيا أو ميتاً، ولو فقدها فحركة البدن على الأرض لا تعني الحياة.
وكذلك قوله (هيهات منا الذلة) والتي كانت شعارا آخر في ذلك اليوم، وهناك عبارات أخرى قالها في يوم عاشوراء تتدفق بالحيوية والعزة وهي من أروع ما قيل في باب العزة كقوله (ع): "إني لا أرى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما". وكذلك ورد في كلماته (موت في عز خير من حياة في ذل). وهناك تعبير آخر أقرب حيث يقول: (الصدق عز والكذب ذل) فلابدّ أن يكون الإنسان صادقاً من جهة انّ الصدق عز للإنسان (هنا كان الصدق أساساً للعزة) والكذب ضعف وعجز والشخص الضعيف يكذب، اما الشخص القوي فلا يكذب.
ورد في نهج البلاغة في الحكمة الثانية: (ازرى بنفسه من استشعر الطمع ورضي بالذل من كشف عن ضره، وهانت عليه نفسه من أمر عليها لسانه). يعني انّ الشخص الذي جعل الطمع شعاراً له فقد اشترى بذلك حقارة نفسه، فهنا ذم الطمع لأنه يورث الذل للإنسان، فالأساس في الطمع هو حقارة النفس وذلتها، ومن المكروه شرعاً أن يذكر الشخص مشكلاته لكل شخص لأن ذلك يجعل الشخص حقيراً وذليلاً. وهناك عبارة أخرى وردت في نهج الامام (ع) يقول: "المنية ولا الدنية والتقلل ولا التوسل"، وهنا أيضاً نلاحظ عزة النفس والإباء ظاهرة في هذا الحديث، فلماذا يمد الإنسان يده إلى الآخرين ولا يرضى بالقليل.
مر أمير المؤمنين (ع) أمام دكان قصاب فقال القصاب: (ان لديه لحماً جيِّداً الا أن الامام أجاب بالرفض، وانه لا يملك المال لشراء اللحم، فأجاب القصاب: اصبر حتى يحصل لديك المال، فقال الامام (ع): وأنا أقول لنفسي بأن تصبر على اللحم.
وفي حديث آخر ورد عن الإمام الصادق (ع): "لا تكن فظا غليظاً يكره الناس قربك، ولا تكن واهنا يحقرك من عرفك". "فلا تكن غليظاً ولا ضعيفاً".
يجب أن يشعر الإنسان باحساسين متضادين دائماً: أن يعرف انه محتاج للناس، وكذلك يجب أن يشعرهم بعدم الحاجة إليهم فيسلك معهم سلوك المستغني عنهم ولكن هذا المعنى لا يجتمع في وقت واحد فلابدّ وأن يكون بالنسبة إلى شيئين ومن وجهتين، والامام (ع) يوضح ذلك ويقول: "فيكون افتقارك إليهم في لين كلامك وحس بشرك ويكون استغناؤك عنهم في نزاهة عرضك وبقاء عزك".
فعندما تكون المسألة متعلقة بالعزة والكرامة فلو تنازلت قليلاً فسوف تفقد عرضك وعزتك، فهنا لا محل للاحتياج بل يجب أن تسلك معهم سلوك الاستغناء واللامبالاة وعدم الاهتمام.
وهناك بعض العبارات الواردة تحت عنوان (العلو) كما يقول القرآن الكريم: (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران/ 139). والعبارة الأخرى هي تعبير عن القوة والقدرة ونوع من العودة إلى الذات وهي العبارة الواردة في حديث الامام الحسين (ع) يقول: "الصدق عز والكذب عجز"، وهنا يلتفت الإنسان إلى هذه النكتة وانه يجب أن يشعر بالقوة، وانّ الكذب والغيبة وامثال ذلك من العجز والضعف، واللين والجبن كما يقول الحديث في باب الغيبة: (الغيبة جهد العاجز) فالشخص القوي لا يبيح لنفسه أن يتحدث عن الآخرين بسوء في غيابهم.
وفي حديث آخر يقول (ع): "ليكن طلبك للمعيشة فوق كسب المضيع وترفع نفسك عن منزلة الواهن الضعيف).
فينبغي عليك أن تظهر بمظهر القوة ولا تظهر بمظهر الفرد الضعيف، ويقول انّ الإنسان يجب أن يذهب بنفسه لطلب المعيشة فمن الجهة الأخلاقية يعتبر قوة للشخص وعدم ذهابه دليل على ضعفه وعدم قدرته وهو المذموم في هذا الحديث.
- نفاسة النفيس:
التعبير الآخر هو (نفاسة النفيس) يعني انّ الإنسان لابدّ وان يعتبر نفسه وروحه بمنزلة الشيء النفيس الثمين، ويرى الأخلاق الحسنة متناسبة مع هذا الشيء النفيس، والأخلاق الرذيلة غير مناسبة له بل تحط من قيمته وفي هذا التعبير يجد الإنسان نفسه مالكا لرأس مال عظيم وثمين جدّاً وهو ذاته، ويقول للإنسان: احذر ان تضيع نفسك أو تلوثها لأنها ثمينة جدّاً.
يقول أمير المؤمنين (ع): "اكرم نفسك عن كل دنية فانك لن تعتاظ بما تبذل من نفسك عوضا"، إذا النفس جوهرة ثمينة فإذا استبدلتها بأي شيء فأنت مغبون، لا شيء أثمن من نفسك فهي أمر نفيس هذا يعني ان قيمة النفس فوق جميع القيم والاثمان فلا يقع شيء ثمنا لها كما لو كان شيء يمثل رمزاً لكرامة قوم أو شعب فإنه يكون فوق جميع القيم، يعني ان كل شعب لو وصل إلى الموت من الفقر فإنه غير مستعد للتنازل عنها.
وهناك أبيات من الشعر منسوبة إلى الامام علي :
اثامن بالنفس النفيسة ربها وليس لها في الخلق كلهم ثمن
ويعني الامام انه جعل ثمن نفسه الله عزّ وجلّ ولا يوجد ثمن لها في جميع مخلوقات الله.
الصفة الأخرى هي الغيرة: يعني ان بعض المسائل الأخلاقية تستوحي وجودها بمقتضى غيرة الإنسان.
يقول أمير المؤمنين (ع): "قدر الرجل على قدر همته، وشجاعته على قدر انفته، وعفته على قدر غيرته".
يعني انّ الإنسان بنفس النسبة التي يغار بها على عرضه يغار على أعراض الناس، فغيرته لا تسمح له مطلقاً بالتجاوز والاعتداء على أعراض البقية.
الکاتب : • الشهيد السيد مرتضى المطهري





كرامة النفس.. أساس البناء الأخلاقي








إنّ كرامة النفس تمثل أساس البناء الأخلاقي في الإسلام وهي رجوع الإنسان إلى ذاته وشرفه وكرامة نفسه.
- عزة النفس:
لقد ورد في كثير من التعاليم الإسلامية بيان حالة المناعة النفسية والإحساس بالشرف تحت عنوان (عزة النفس) وعلى رأسها تعبير القرآن الكريم (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) (المنافقون/ 8)، يعني انّ المؤمن يجب أن يعلم أنّ العزة منحصرة بالمؤمنين، فلابدّ ولأن يكون عزيزاً، فالعزة لا تليق به وهو يليق بالعزة وهذا نوع من الاهتمام.
وكذلك الحديث النبوي الذي يقول: (اطلبوا الحوائج بعزة الأنفس)، فإذا كانت لديك حاجة عند الآخرين فلا ينبغي ان تذل نفسك لدى الآخرين وتحقرها، بل يجب أن تطلب ما تريد مع عزة النفس وحفظ كرامتها، وكذلك الجملة المعروفة في نهج البلاغة حيث يقول الامام (ع) مخاطباً أصحابه: (الموت في حياتكم مقهورين والحياة في موتكم قاهرين).
فهنا نجد انّ العزة والسيادة ومسألة كرامة النفس لها قيمة عظيمة جدّاً بحيث انّ الإنسان إذا حصل عليها فلا يهم أن يكون بدنه حيا أو ميتاً، ولو فقدها فحركة البدن على الأرض لا تعني الحياة.
وكذلك قوله (هيهات منا الذلة) والتي كانت شعارا آخر في ذلك اليوم، وهناك عبارات أخرى قالها في يوم عاشوراء تتدفق بالحيوية والعزة وهي من أروع ما قيل في باب العزة كقوله (ع): "إني لا أرى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما". وكذلك ورد في كلماته (موت في عز خير من حياة في ذل). وهناك تعبير آخر أقرب حيث يقول: (الصدق عز والكذب ذل) فلابدّ أن يكون الإنسان صادقاً من جهة انّ الصدق عز للإنسان (هنا كان الصدق أساساً للعزة) والكذب ضعف وعجز والشخص الضعيف يكذب، اما الشخص القوي فلا يكذب.
ورد في نهج البلاغة في الحكمة الثانية: (ازرى بنفسه من استشعر الطمع ورضي بالذل من كشف عن ضره، وهانت عليه نفسه من أمر عليها لسانه). يعني انّ الشخص الذي جعل الطمع شعاراً له فقد اشترى بذلك حقارة نفسه، فهنا ذم الطمع لأنه يورث الذل للإنسان، فالأساس في الطمع هو حقارة النفس وذلتها، ومن المكروه شرعاً أن يذكر الشخص مشكلاته لكل شخص لأن ذلك يجعل الشخص حقيراً وذليلاً. وهناك عبارة أخرى وردت في نهج الامام (ع) يقول: "المنية ولا الدنية والتقلل ولا التوسل"، وهنا أيضاً نلاحظ عزة النفس والإباء ظاهرة في هذا الحديث، فلماذا يمد الإنسان يده إلى الآخرين ولا يرضى بالقليل.
مر أمير المؤمنين (ع) أمام دكان قصاب فقال القصاب: (ان لديه لحماً جيِّداً الا أن الامام أجاب بالرفض، وانه لا يملك المال لشراء اللحم، فأجاب القصاب: اصبر حتى يحصل لديك المال، فقال الامام (ع): وأنا أقول لنفسي بأن تصبر على اللحم.
وفي حديث آخر ورد عن الإمام الصادق (ع): "لا تكن فظا غليظاً يكره الناس قربك، ولا تكن واهنا يحقرك من عرفك". "فلا تكن غليظاً ولا ضعيفاً".
يجب أن يشعر الإنسان باحساسين متضادين دائماً: أن يعرف انه محتاج للناس، وكذلك يجب أن يشعرهم بعدم الحاجة إليهم فيسلك معهم سلوك المستغني عنهم ولكن هذا المعنى لا يجتمع في وقت واحد فلابدّ وأن يكون بالنسبة إلى شيئين ومن وجهتين، والامام (ع) يوضح ذلك ويقول: "فيكون افتقارك إليهم في لين كلامك وحس بشرك ويكون استغناؤك عنهم في نزاهة عرضك وبقاء عزك".
فعندما تكون المسألة متعلقة بالعزة والكرامة فلو تنازلت قليلاً فسوف تفقد عرضك وعزتك، فهنا لا محل للاحتياج بل يجب أن تسلك معهم سلوك الاستغناء واللامبالاة وعدم الاهتمام.
وهناك بعض العبارات الواردة تحت عنوان (العلو) كما يقول القرآن الكريم: (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران/ 139). والعبارة الأخرى هي تعبير عن القوة والقدرة ونوع من العودة إلى الذات وهي العبارة الواردة في حديث الامام الحسين (ع) يقول: "الصدق عز والكذب عجز"، وهنا يلتفت الإنسان إلى هذه النكتة وانه يجب أن يشعر بالقوة، وانّ الكذب والغيبة وامثال ذلك من العجز والضعف، واللين والجبن كما يقول الحديث في باب الغيبة: (الغيبة جهد العاجز) فالشخص القوي لا يبيح لنفسه أن يتحدث عن الآخرين بسوء في غيابهم.
وفي حديث آخر يقول (ع): "ليكن طلبك للمعيشة فوق كسب المضيع وترفع نفسك عن منزلة الواهن الضعيف).
فينبغي عليك أن تظهر بمظهر القوة ولا تظهر بمظهر الفرد الضعيف، ويقول انّ الإنسان يجب أن يذهب بنفسه لطلب المعيشة فمن الجهة الأخلاقية يعتبر قوة للشخص وعدم ذهابه دليل على ضعفه وعدم قدرته وهو المذموم في هذا الحديث.
- نفاسة النفيس:
التعبير الآخر هو (نفاسة النفيس) يعني انّ الإنسان لابدّ وان يعتبر نفسه وروحه بمنزلة الشيء النفيس الثمين، ويرى الأخلاق الحسنة متناسبة مع هذا الشيء النفيس، والأخلاق الرذيلة غير مناسبة له بل تحط من قيمته وفي هذا التعبير يجد الإنسان نفسه مالكا لرأس مال عظيم وثمين جدّاً وهو ذاته، ويقول للإنسان: احذر ان تضيع نفسك أو تلوثها لأنها ثمينة جدّاً.
يقول أمير المؤمنين (ع): "اكرم نفسك عن كل دنية فانك لن تعتاظ بما تبذل من نفسك عوضا"، إذا النفس جوهرة ثمينة فإذا استبدلتها بأي شيء فأنت مغبون، لا شيء أثمن من نفسك فهي أمر نفيس هذا يعني ان قيمة النفس فوق جميع القيم والاثمان فلا يقع شيء ثمنا لها كما لو كان شيء يمثل رمزاً لكرامة قوم أو شعب فإنه يكون فوق جميع القيم، يعني ان كل شعب لو وصل إلى الموت من الفقر فإنه غير مستعد للتنازل عنها.
وهناك أبيات من الشعر منسوبة إلى الامام علي :
اثامن بالنفس النفيسة ربها وليس لها في الخلق كلهم ثمن
ويعني الامام انه جعل ثمن نفسه الله عزّ وجلّ ولا يوجد ثمن لها في جميع مخلوقات الله.
الصفة الأخرى هي الغيرة: يعني ان بعض المسائل الأخلاقية تستوحي وجودها بمقتضى غيرة الإنسان.
يقول أمير المؤمنين (ع): "قدر الرجل على قدر همته، وشجاعته على قدر انفته، وعفته على قدر غيرته".
يعني انّ الإنسان بنفس النسبة التي يغار بها على عرضه يغار على أعراض الناس، فغيرته لا تسمح له مطلقاً بالتجاوز والاعتداء على أعراض البقية.
الکاتب : • الشهيد السيد مرتضى المطهري





كرامة النفس.. أساس البناء الأخلاقي








إنّ كرامة النفس تمثل أساس البناء الأخلاقي في الإسلام وهي رجوع الإنسان إلى ذاته وشرفه وكرامة نفسه.
- عزة النفس:
لقد ورد في كثير من التعاليم الإسلامية بيان حالة المناعة النفسية والإحساس بالشرف تحت عنوان (عزة النفس) وعلى رأسها تعبير القرآن الكريم (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) (المنافقون/ 8)، يعني انّ المؤمن يجب أن يعلم أنّ العزة منحصرة بالمؤمنين، فلابدّ ولأن يكون عزيزاً، فالعزة لا تليق به وهو يليق بالعزة وهذا نوع من الاهتمام.
وكذلك الحديث النبوي الذي يقول: (اطلبوا الحوائج بعزة الأنفس)، فإذا كانت لديك حاجة عند الآخرين فلا ينبغي ان تذل نفسك لدى الآخرين وتحقرها، بل يجب أن تطلب ما تريد مع عزة النفس وحفظ كرامتها، وكذلك الجملة المعروفة في نهج البلاغة حيث يقول الامام (ع) مخاطباً أصحابه: (الموت في حياتكم مقهورين والحياة في موتكم قاهرين).
فهنا نجد انّ العزة والسيادة ومسألة كرامة النفس لها قيمة عظيمة جدّاً بحيث انّ الإنسان إذا حصل عليها فلا يهم أن يكون بدنه حيا أو ميتاً، ولو فقدها فحركة البدن على الأرض لا تعني الحياة.
وكذلك قوله (هيهات منا الذلة) والتي كانت شعارا آخر في ذلك اليوم، وهناك عبارات أخرى قالها في يوم عاشوراء تتدفق بالحيوية والعزة وهي من أروع ما قيل في باب العزة كقوله (ع): "إني لا أرى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما". وكذلك ورد في كلماته (موت في عز خير من حياة في ذل). وهناك تعبير آخر أقرب حيث يقول: (الصدق عز والكذب ذل) فلابدّ أن يكون الإنسان صادقاً من جهة انّ الصدق عز للإنسان (هنا كان الصدق أساساً للعزة) والكذب ضعف وعجز والشخص الضعيف يكذب، اما الشخص القوي فلا يكذب.
ورد في نهج البلاغة في الحكمة الثانية: (ازرى بنفسه من استشعر الطمع ورضي بالذل من كشف عن ضره، وهانت عليه نفسه من أمر عليها لسانه). يعني انّ الشخص الذي جعل الطمع شعاراً له فقد اشترى بذلك حقارة نفسه، فهنا ذم الطمع لأنه يورث الذل للإنسان، فالأساس في الطمع هو حقارة النفس وذلتها، ومن المكروه شرعاً أن يذكر الشخص مشكلاته لكل شخص لأن ذلك يجعل الشخص حقيراً وذليلاً. وهناك عبارة أخرى وردت في نهج الامام (ع) يقول: "المنية ولا الدنية والتقلل ولا التوسل"، وهنا أيضاً نلاحظ عزة النفس والإباء ظاهرة في هذا الحديث، فلماذا يمد الإنسان يده إلى الآخرين ولا يرضى بالقليل.
مر أمير المؤمنين (ع) أمام دكان قصاب فقال القصاب: (ان لديه لحماً جيِّداً الا أن الامام أجاب بالرفض، وانه لا يملك المال لشراء اللحم، فأجاب القصاب: اصبر حتى يحصل لديك المال، فقال الامام (ع): وأنا أقول لنفسي بأن تصبر على اللحم.
وفي حديث آخر ورد عن الإمام الصادق (ع): "لا تكن فظا غليظاً يكره الناس قربك، ولا تكن واهنا يحقرك من عرفك". "فلا تكن غليظاً ولا ضعيفاً".
يجب أن يشعر الإنسان باحساسين متضادين دائماً: أن يعرف انه محتاج للناس، وكذلك يجب أن يشعرهم بعدم الحاجة إليهم فيسلك معهم سلوك المستغني عنهم ولكن هذا المعنى لا يجتمع في وقت واحد فلابدّ وأن يكون بالنسبة إلى شيئين ومن وجهتين، والامام (ع) يوضح ذلك ويقول: "فيكون افتقارك إليهم في لين كلامك وحس بشرك ويكون استغناؤك عنهم في نزاهة عرضك وبقاء عزك".
فعندما تكون المسألة متعلقة بالعزة والكرامة فلو تنازلت قليلاً فسوف تفقد عرضك وعزتك، فهنا لا محل للاحتياج بل يجب أن تسلك معهم سلوك الاستغناء واللامبالاة وعدم الاهتمام.
وهناك بعض العبارات الواردة تحت عنوان (العلو) كما يقول القرآن الكريم: (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران/ 139). والعبارة الأخرى هي تعبير عن القوة والقدرة ونوع من العودة إلى الذات وهي العبارة الواردة في حديث الامام الحسين (ع) يقول: "الصدق عز والكذب عجز"، وهنا يلتفت الإنسان إلى هذه النكتة وانه يجب أن يشعر بالقوة، وانّ الكذب والغيبة وامثال ذلك من العجز والضعف، واللين والجبن كما يقول الحديث في باب الغيبة: (الغيبة جهد العاجز) فالشخص القوي لا يبيح لنفسه أن يتحدث عن الآخرين بسوء في غيابهم.
وفي حديث آخر يقول (ع): "ليكن طلبك للمعيشة فوق كسب المضيع وترفع نفسك عن منزلة الواهن الضعيف).
فينبغي عليك أن تظهر بمظهر القوة ولا تظهر بمظهر الفرد الضعيف، ويقول انّ الإنسان يجب أن يذهب بنفسه لطلب المعيشة فمن الجهة الأخلاقية يعتبر قوة للشخص وعدم ذهابه دليل على ضعفه وعدم قدرته وهو المذموم في هذا الحديث.
- نفاسة النفيس:
التعبير الآخر هو (نفاسة النفيس) يعني انّ الإنسان لابدّ وان يعتبر نفسه وروحه بمنزلة الشيء النفيس الثمين، ويرى الأخلاق الحسنة متناسبة مع هذا الشيء النفيس، والأخلاق الرذيلة غير مناسبة له بل تحط من قيمته وفي هذا التعبير يجد الإنسان نفسه مالكا لرأس مال عظيم وثمين جدّاً وهو ذاته، ويقول للإنسان: احذر ان تضيع نفسك أو تلوثها لأنها ثمينة جدّاً.
يقول أمير المؤمنين (ع): "اكرم نفسك عن كل دنية فانك لن تعتاظ بما تبذل من نفسك عوضا"، إذا النفس جوهرة ثمينة فإذا استبدلتها بأي شيء فأنت مغبون، لا شيء أثمن من نفسك فهي أمر نفيس هذا يعني ان قيمة النفس فوق جميع القيم والاثمان فلا يقع شيء ثمنا لها كما لو كان شيء يمثل رمزاً لكرامة قوم أو شعب فإنه يكون فوق جميع القيم، يعني ان كل شعب لو وصل إلى الموت من الفقر فإنه غير مستعد للتنازل عنها.
وهناك أبيات من الشعر منسوبة إلى الامام علي :
اثامن بالنفس النفيسة ربها وليس لها في الخلق كلهم ثمن
ويعني الامام انه جعل ثمن نفسه الله عزّ وجلّ ولا يوجد ثمن لها في جميع مخلوقات الله.
الصفة الأخرى هي الغيرة: يعني ان بعض المسائل الأخلاقية تستوحي وجودها بمقتضى غيرة الإنسان.
يقول أمير المؤمنين (ع): "قدر الرجل على قدر همته، وشجاعته على قدر انفته، وعفته على قدر غيرته".
يعني انّ الإنسان بنفس النسبة التي يغار بها على عرضه يغار على أعراض الناس، فغيرته لا تسمح له مطلقاً بالتجاوز والاعتداء على أعراض البقية.
الکاتب : • الشهيد السيد مرتضى المطهري





كرامة النفس.. أساس البناء الأخلاقي








إنّ كرامة النفس تمثل أساس البناء الأخلاقي في الإسلام وهي رجوع الإنسان إلى ذاته وشرفه وكرامة نفسه.
- عزة النفس:
لقد ورد في كثير من التعاليم الإسلامية بيان حالة المناعة النفسية والإحساس بالشرف تحت عنوان (عزة النفس) وعلى رأسها تعبير القرآن الكريم (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) (المنافقون/ 8)، يعني انّ المؤمن يجب أن يعلم أنّ العزة منحصرة بالمؤمنين، فلابدّ ولأن يكون عزيزاً، فالعزة لا تليق به وهو يليق بالعزة وهذا نوع من الاهتمام.
وكذلك الحديث النبوي الذي يقول: (اطلبوا الحوائج بعزة الأنفس)، فإذا كانت لديك حاجة عند الآخرين فلا ينبغي ان تذل نفسك لدى الآخرين وتحقرها، بل يجب أن تطلب ما تريد مع عزة النفس وحفظ كرامتها، وكذلك الجملة المعروفة في نهج البلاغة حيث يقول الامام (ع) مخاطباً أصحابه: (الموت في حياتكم مقهورين والحياة في موتكم قاهرين).
فهنا نجد انّ العزة والسيادة ومسألة كرامة النفس لها قيمة عظيمة جدّاً بحيث انّ الإنسان إذا حصل عليها فلا يهم أن يكون بدنه حيا أو ميتاً، ولو فقدها فحركة البدن على الأرض لا تعني الحياة.
وكذلك قوله (هيهات منا الذلة) والتي كانت شعارا آخر في ذلك اليوم، وهناك عبارات أخرى قالها في يوم عاشوراء تتدفق بالحيوية والعزة وهي من أروع ما قيل في باب العزة كقوله (ع): "إني لا أرى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما". وكذلك ورد في كلماته (موت في عز خير من حياة في ذل). وهناك تعبير آخر أقرب حيث يقول: (الصدق عز والكذب ذل) فلابدّ أن يكون الإنسان صادقاً من جهة انّ الصدق عز للإنسان (هنا كان الصدق أساساً للعزة) والكذب ضعف وعجز والشخص الضعيف يكذب، اما الشخص القوي فلا يكذب.
ورد في نهج البلاغة في الحكمة الثانية: (ازرى بنفسه من استشعر الطمع ورضي بالذل من كشف عن ضره، وهانت عليه نفسه من أمر عليها لسانه). يعني انّ الشخص الذي جعل الطمع شعاراً له فقد اشترى بذلك حقارة نفسه، فهنا ذم الطمع لأنه يورث الذل للإنسان، فالأساس في الطمع هو حقارة النفس وذلتها، ومن المكروه شرعاً أن يذكر الشخص مشكلاته لكل شخص لأن ذلك يجعل الشخص حقيراً وذليلاً. وهناك عبارة أخرى وردت في نهج الامام (ع) يقول: "المنية ولا الدنية والتقلل ولا التوسل"، وهنا أيضاً نلاحظ عزة النفس والإباء ظاهرة في هذا الحديث، فلماذا يمد الإنسان يده إلى الآخرين ولا يرضى بالقليل.
مر أمير المؤمنين (ع) أمام دكان قصاب فقال القصاب: (ان لديه لحماً جيِّداً الا أن الامام أجاب بالرفض، وانه لا يملك المال لشراء اللحم، فأجاب القصاب: اصبر حتى يحصل لديك المال، فقال الامام (ع): وأنا أقول لنفسي بأن تصبر على اللحم.
وفي حديث آخر ورد عن الإمام الصادق (ع): "لا تكن فظا غليظاً يكره الناس قربك، ولا تكن واهنا يحقرك من عرفك". "فلا تكن غليظاً ولا ضعيفاً".
يجب أن يشعر الإنسان باحساسين متضادين دائماً: أن يعرف انه محتاج للناس، وكذلك يجب أن يشعرهم بعدم الحاجة إليهم فيسلك معهم سلوك المستغني عنهم ولكن هذا المعنى لا يجتمع في وقت واحد فلابدّ وأن يكون بالنسبة إلى شيئين ومن وجهتين، والامام (ع) يوضح ذلك ويقول: "فيكون افتقارك إليهم في لين كلامك وحس بشرك ويكون استغناؤك عنهم في نزاهة عرضك وبقاء عزك".
فعندما تكون المسألة متعلقة بالعزة والكرامة فلو تنازلت قليلاً فسوف تفقد عرضك وعزتك، فهنا لا محل للاحتياج بل يجب أن تسلك معهم سلوك الاستغناء واللامبالاة وعدم الاهتمام.
وهناك بعض العبارات الواردة تحت عنوان (العلو) كما يقول القرآن الكريم: (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران/ 139). والعبارة الأخرى هي تعبير عن القوة والقدرة ونوع من العودة إلى الذات وهي العبارة الواردة في حديث الامام الحسين (ع) يقول: "الصدق عز والكذب عجز"، وهنا يلتفت الإنسان إلى هذه النكتة وانه يجب أن يشعر بالقوة، وانّ الكذب والغيبة وامثال ذلك من العجز والضعف، واللين والجبن كما يقول الحديث في باب الغيبة: (الغيبة جهد العاجز) فالشخص القوي لا يبيح لنفسه أن يتحدث عن الآخرين بسوء في غيابهم.
وفي حديث آخر يقول (ع): "ليكن طلبك للمعيشة فوق كسب المضيع وترفع نفسك عن منزلة الواهن الضعيف).
فينبغي عليك أن تظهر بمظهر القوة ولا تظهر بمظهر الفرد الضعيف، ويقول انّ الإنسان يجب أن يذهب بنفسه لطلب المعيشة فمن الجهة الأخلاقية يعتبر قوة للشخص وعدم ذهابه دليل على ضعفه وعدم قدرته وهو المذموم في هذا الحديث.
- نفاسة النفيس:
التعبير الآخر هو (نفاسة النفيس) يعني انّ الإنسان لابدّ وان يعتبر نفسه وروحه بمنزلة الشيء النفيس الثمين، ويرى الأخلاق الحسنة متناسبة مع هذا الشيء النفيس، والأخلاق الرذيلة غير مناسبة له بل تحط من قيمته وفي هذا التعبير يجد الإنسان نفسه مالكا لرأس مال عظيم وثمين جدّاً وهو ذاته، ويقول للإنسان: احذر ان تضيع نفسك أو تلوثها لأنها ثمينة جدّاً.
يقول أمير المؤمنين (ع): "اكرم نفسك عن كل دنية فانك لن تعتاظ بما تبذل من نفسك عوضا"، إذا النفس جوهرة ثمينة فإذا استبدلتها بأي شيء فأنت مغبون، لا شيء أثمن من نفسك فهي أمر نفيس هذا يعني ان قيمة النفس فوق جميع القيم والاثمان فلا يقع شيء ثمنا لها كما لو كان شيء يمثل رمزاً لكرامة قوم أو شعب فإنه يكون فوق جميع القيم، يعني ان كل شعب لو وصل إلى الموت من الفقر فإنه غير مستعد للتنازل عنها.
وهناك أبيات من الشعر منسوبة إلى الامام علي :
اثامن بالنفس النفيسة ربها وليس لها في الخلق كلهم ثمن
ويعني الامام انه جعل ثمن نفسه الله عزّ وجلّ ولا يوجد ثمن لها في جميع مخلوقات الله.
الصفة الأخرى هي الغيرة: يعني ان بعض المسائل الأخلاقية تستوحي وجودها بمقتضى غيرة الإنسان.
يقول أمير المؤمنين (ع): "قدر الرجل على قدر همته، وشجاعته على قدر انفته، وعفته على قدر غيرته".
يعني انّ الإنسان بنفس النسبة التي يغار بها على عرضه يغار على أعراض الناس، فغيرته لا تسمح له مطلقاً بالتجاوز والاعتداء على أعراض البقية.
الکاتب : • الشهيد السيد مرتضى المطهري





كرامة النفس.. أساس البناء الأخلاقي








إنّ كرامة النفس تمثل أساس البناء الأخلاقي في الإسلام وهي رجوع الإنسان إلى ذاته وشرفه وكرامة نفسه.
- عزة النفس:
لقد ورد في كثير من التعاليم الإسلامية بيان حالة المناعة النفسية والإحساس بالشرف تحت عنوان (عزة النفس) وعلى رأسها تعبير القرآن الكريم (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) (المنافقون/ 8)، يعني انّ المؤمن يجب أن يعلم أنّ العزة منحصرة بالمؤمنين، فلابدّ ولأن يكون عزيزاً، فالعزة لا تليق به وهو يليق بالعزة وهذا نوع من الاهتمام.
وكذلك الحديث النبوي الذي يقول: (اطلبوا الحوائج بعزة الأنفس)، فإذا كانت لديك حاجة عند الآخرين فلا ينبغي ان تذل نفسك لدى الآخرين وتحقرها، بل يجب أن تطلب ما تريد مع عزة النفس وحفظ كرامتها، وكذلك الجملة المعروفة في نهج البلاغة حيث يقول الامام (ع) مخاطباً أصحابه: (الموت في حياتكم مقهورين والحياة في موتكم قاهرين).
فهنا نجد انّ العزة والسيادة ومسألة كرامة النفس لها قيمة عظيمة جدّاً بحيث انّ الإنسان إذا حصل عليها فلا يهم أن يكون بدنه حيا أو ميتاً، ولو فقدها فحركة البدن على الأرض لا تعني الحياة.
وكذلك قوله (هيهات منا الذلة) والتي كانت شعارا آخر في ذلك اليوم، وهناك عبارات أخرى قالها في يوم عاشوراء تتدفق بالحيوية والعزة وهي من أروع ما قيل في باب العزة كقوله (ع): "إني لا أرى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما". وكذلك ورد في كلماته (موت في عز خير من حياة في ذل). وهناك تعبير آخر أقرب حيث يقول: (الصدق عز والكذب ذل) فلابدّ أن يكون الإنسان صادقاً من جهة انّ الصدق عز للإنسان (هنا كان الصدق أساساً للعزة) والكذب ضعف وعجز والشخص الضعيف يكذب، اما الشخص القوي فلا يكذب.
ورد في نهج البلاغة في الحكمة الثانية: (ازرى بنفسه من استشعر الطمع ورضي بالذل من كشف عن ضره، وهانت عليه نفسه من أمر عليها لسانه). يعني انّ الشخص الذي جعل الطمع شعاراً له فقد اشترى بذلك حقارة نفسه، فهنا ذم الطمع لأنه يورث الذل للإنسان، فالأساس في الطمع هو حقارة النفس وذلتها، ومن المكروه شرعاً أن يذكر الشخص مشكلاته لكل شخص لأن ذلك يجعل الشخص حقيراً وذليلاً. وهناك عبارة أخرى وردت في نهج الامام (ع) يقول: "المنية ولا الدنية والتقلل ولا التوسل"، وهنا أيضاً نلاحظ عزة النفس والإباء ظاهرة في هذا الحديث، فلماذا يمد الإنسان يده إلى الآخرين ولا يرضى بالقليل.
مر أمير المؤمنين (ع) أمام دكان قصاب فقال القصاب: (ان لديه لحماً جيِّداً الا أن الامام أجاب بالرفض، وانه لا يملك المال لشراء اللحم، فأجاب القصاب: اصبر حتى يحصل لديك المال، فقال الامام (ع): وأنا أقول لنفسي بأن تصبر على اللحم.
وفي حديث آخر ورد عن الإمام الصادق (ع): "لا تكن فظا غليظاً يكره الناس قربك، ولا تكن واهنا يحقرك من عرفك". "فلا تكن غليظاً ولا ضعيفاً".
يجب أن يشعر الإنسان باحساسين متضادين دائماً: أن يعرف انه محتاج للناس، وكذلك يجب أن يشعرهم بعدم الحاجة إليهم فيسلك معهم سلوك المستغني عنهم ولكن هذا المعنى لا يجتمع في وقت واحد فلابدّ وأن يكون بالنسبة إلى شيئين ومن وجهتين، والامام (ع) يوضح ذلك ويقول: "فيكون افتقارك إليهم في لين كلامك وحس بشرك ويكون استغناؤك عنهم في نزاهة عرضك وبقاء عزك".
فعندما تكون المسألة متعلقة بالعزة والكرامة فلو تنازلت قليلاً فسوف تفقد عرضك وعزتك، فهنا لا محل للاحتياج بل يجب أن تسلك معهم سلوك الاستغناء واللامبالاة وعدم الاهتمام.
وهناك بعض العبارات الواردة تحت عنوان (العلو) كما يقول القرآن الكريم: (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران/ 139). والعبارة الأخرى هي تعبير عن القوة والقدرة ونوع من العودة إلى الذات وهي العبارة الواردة في حديث الامام الحسين (ع) يقول: "الصدق عز والكذب عجز"، وهنا يلتفت الإنسان إلى هذه النكتة وانه يجب أن يشعر بالقوة، وانّ الكذب والغيبة وامثال ذلك من العجز والضعف، واللين والجبن كما يقول الحديث في باب الغيبة: (الغيبة جهد العاجز) فالشخص القوي لا يبيح لنفسه أن يتحدث عن الآخرين بسوء في غيابهم.
وفي حديث آخر يقول (ع): "ليكن طلبك للمعيشة فوق كسب المضيع وترفع نفسك عن منزلة الواهن الضعيف).
فينبغي عليك أن تظهر بمظهر القوة ولا تظهر بمظهر الفرد الضعيف، ويقول انّ الإنسان يجب أن يذهب بنفسه لطلب المعيشة فمن الجهة الأخلاقية يعتبر قوة للشخص وعدم ذهابه دليل على ضعفه وعدم قدرته وهو المذموم في هذا الحديث.
- نفاسة النفيس:
التعبير الآخر هو (نفاسة النفيس) يعني انّ الإنسان لابدّ وان يعتبر نفسه وروحه بمنزلة الشيء النفيس الثمين، ويرى الأخلاق الحسنة متناسبة مع هذا الشيء النفيس، والأخلاق الرذيلة غير مناسبة له بل تحط من قيمته وفي هذا التعبير يجد الإنسان نفسه مالكا لرأس مال عظيم وثمين جدّاً وهو ذاته، ويقول للإنسان: احذر ان تضيع نفسك أو تلوثها لأنها ثمينة جدّاً.
يقول أمير المؤمنين (ع): "اكرم نفسك عن كل دنية فانك لن تعتاظ بما تبذل من نفسك عوضا"، إذا النفس جوهرة ثمينة فإذا استبدلتها بأي شيء فأنت مغبون، لا شيء أثمن من نفسك فهي أمر نفيس هذا يعني ان قيمة النفس فوق جميع القيم والاثمان فلا يقع شيء ثمنا لها كما لو كان شيء يمثل رمزاً لكرامة قوم أو شعب فإنه يكون فوق جميع القيم، يعني ان كل شعب لو وصل إلى الموت من الفقر فإنه غير مستعد للتنازل عنها.
وهناك أبيات من الشعر منسوبة إلى الامام علي :
اثامن بالنفس النفيسة ربها وليس لها في الخلق كلهم ثمن
ويعني الامام انه جعل ثمن نفسه الله عزّ وجلّ ولا يوجد ثمن لها في جميع مخلوقات الله.
الصفة الأخرى هي الغيرة: يعني ان بعض المسائل الأخلاقية تستوحي وجودها بمقتضى غيرة الإنسان.
يقول أمير المؤمنين (ع): "قدر الرجل على قدر همته، وشجاعته على قدر انفته، وعفته على قدر غيرته".
يعني انّ الإنسان بنفس النسبة التي يغار بها على عرضه يغار على أعراض الناس، فغيرته لا تسمح له مطلقاً بالتجاوز والاعتداء على أعراض البقية.
الکاتب : • الشهيد السيد مرتضى المطهري





كرامة النفس.. أساس البناء الأخلاقي








إنّ كرامة النفس تمثل أساس البناء الأخلاقي في الإسلام وهي رجوع الإنسان إلى ذاته وشرفه وكرامة نفسه.
- عزة النفس:
لقد ورد في كثير من التعاليم الإسلامية بيان حالة المناعة النفسية والإحساس بالشرف تحت عنوان (عزة النفس) وعلى رأسها تعبير القرآن الكريم (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) (المنافقون/ 8)، يعني انّ المؤمن يجب أن يعلم أنّ العزة منحصرة بالمؤمنين، فلابدّ ولأن يكون عزيزاً، فالعزة لا تليق به وهو يليق بالعزة وهذا نوع من الاهتمام.
وكذلك الحديث النبوي الذي يقول: (اطلبوا الحوائج بعزة الأنفس)، فإذا كانت لديك حاجة عند الآخرين فلا ينبغي ان تذل نفسك لدى الآخرين وتحقرها، بل يجب أن تطلب ما تريد مع عزة النفس وحفظ كرامتها، وكذلك الجملة المعروفة في نهج البلاغة حيث يقول الامام (ع) مخاطباً أصحابه: (الموت في حياتكم مقهورين والحياة في موتكم قاهرين).
فهنا نجد انّ العزة والسيادة ومسألة كرامة النفس لها قيمة عظيمة جدّاً بحيث انّ الإنسان إذا حصل عليها فلا يهم أن يكون بدنه حيا أو ميتاً، ولو فقدها فحركة البدن على الأرض لا تعني الحياة.
وكذلك قوله (هيهات منا الذلة) والتي كانت شعارا آخر في ذلك اليوم، وهناك عبارات أخرى قالها في يوم عاشوراء تتدفق بالحيوية والعزة وهي من أروع ما قيل في باب العزة كقوله (ع): "إني لا أرى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما". وكذلك ورد في كلماته (موت في عز خير من حياة في ذل). وهناك تعبير آخر أقرب حيث يقول: (الصدق عز والكذب ذل) فلابدّ أن يكون الإنسان صادقاً من جهة انّ الصدق عز للإنسان (هنا كان الصدق أساساً للعزة) والكذب ضعف وعجز والشخص الضعيف يكذب، اما الشخص القوي فلا يكذب.
ورد في نهج البلاغة في الحكمة الثانية: (ازرى بنفسه من استشعر الطمع ورضي بالذل من كشف عن ضره، وهانت عليه نفسه من أمر عليها لسانه). يعني انّ الشخص الذي جعل الطمع شعاراً له فقد اشترى بذلك حقارة نفسه، فهنا ذم الطمع لأنه يورث الذل للإنسان، فالأساس في الطمع هو حقارة النفس وذلتها، ومن المكروه شرعاً أن يذكر الشخص مشكلاته لكل شخص لأن ذلك يجعل الشخص حقيراً وذليلاً. وهناك عبارة أخرى وردت في نهج الامام (ع) يقول: "المنية ولا الدنية والتقلل ولا التوسل"، وهنا أيضاً نلاحظ عزة النفس والإباء ظاهرة في هذا الحديث، فلماذا يمد الإنسان يده إلى الآخرين ولا يرضى بالقليل.
مر أمير المؤمنين (ع) أمام دكان قصاب فقال القصاب: (ان لديه لحماً جيِّداً الا أن الامام أجاب بالرفض، وانه لا يملك المال لشراء اللحم، فأجاب القصاب: اصبر حتى يحصل لديك المال، فقال الامام (ع): وأنا أقول لنفسي بأن تصبر على اللحم.
وفي حديث آخر ورد عن الإمام الصادق (ع): "لا تكن فظا غليظاً يكره الناس قربك، ولا تكن واهنا يحقرك من عرفك". "فلا تكن غليظاً ولا ضعيفاً".
يجب أن يشعر الإنسان باحساسين متضادين دائماً: أن يعرف انه محتاج للناس، وكذلك يجب أن يشعرهم بعدم الحاجة إليهم فيسلك معهم سلوك المستغني عنهم ولكن هذا المعنى لا يجتمع في وقت واحد فلابدّ وأن يكون بالنسبة إلى شيئين ومن وجهتين، والامام (ع) يوضح ذلك ويقول: "فيكون افتقارك إليهم في لين كلامك وحس بشرك ويكون استغناؤك عنهم في نزاهة عرضك وبقاء عزك".
فعندما تكون المسألة متعلقة بالعزة والكرامة فلو تنازلت قليلاً فسوف تفقد عرضك وعزتك، فهنا لا محل للاحتياج بل يجب أن تسلك معهم سلوك الاستغناء واللامبالاة وعدم الاهتمام.
وهناك بعض العبارات الواردة تحت عنوان (العلو) كما يقول القرآن الكريم: (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران/ 139). والعبارة الأخرى هي تعبير عن القوة والقدرة ونوع من العودة إلى الذات وهي العبارة الواردة في حديث الامام الحسين (ع) يقول: "الصدق عز والكذب عجز"، وهنا يلتفت الإنسان إلى هذه النكتة وانه يجب أن يشعر بالقوة، وانّ الكذب والغيبة وامثال ذلك من العجز والضعف، واللين والجبن كما يقول الحديث في باب الغيبة: (الغيبة جهد العاجز) فالشخص القوي لا يبيح لنفسه أن يتحدث عن الآخرين بسوء في غيابهم.
وفي حديث آخر يقول (ع): "ليكن طلبك للمعيشة فوق كسب المضيع وترفع نفسك عن منزلة الواهن الضعيف).
فينبغي عليك أن تظهر بمظهر القوة ولا تظهر بمظهر الفرد الضعيف، ويقول انّ الإنسان يجب أن يذهب بنفسه لطلب المعيشة فمن الجهة الأخلاقية يعتبر قوة للشخص وعدم ذهابه دليل على ضعفه وعدم قدرته وهو المذموم في هذا الحديث.
- نفاسة النفيس:
التعبير الآخر هو (نفاسة النفيس) يعني انّ الإنسان لابدّ وان يعتبر نفسه وروحه بمنزلة الشيء النفيس الثمين، ويرى الأخلاق الحسنة متناسبة مع هذا الشيء النفيس، والأخلاق الرذيلة غير مناسبة له بل تحط من قيمته وفي هذا التعبير يجد الإنسان نفسه مالكا لرأس مال عظيم وثمين جدّاً وهو ذاته، ويقول للإنسان: احذر ان تضيع نفسك أو تلوثها لأنها ثمينة جدّاً.
يقول أمير المؤمنين (ع): "اكرم نفسك عن كل دنية فانك لن تعتاظ بما تبذل من نفسك عوضا"، إذا النفس جوهرة ثمينة فإذا استبدلتها بأي شيء فأنت مغبون، لا شيء أثمن من نفسك فهي أمر نفيس هذا يعني ان قيمة النفس فوق جميع القيم والاثمان فلا يقع شيء ثمنا لها كما لو كان شيء يمثل رمزاً لكرامة قوم أو شعب فإنه يكون فوق جميع القيم، يعني ان كل شعب لو وصل إلى الموت من الفقر فإنه غير مستعد للتنازل عنها.
وهناك أبيات من الشعر منسوبة إلى الامام علي :
اثامن بالنفس النفيسة ربها وليس لها في الخلق كلهم ثمن
ويعني الامام انه جعل ثمن نفسه الله عزّ وجلّ ولا يوجد ثمن لها في جميع مخلوقات الله.
الصفة الأخرى هي الغيرة: يعني ان بعض المسائل الأخلاقية تستوحي وجودها بمقتضى غيرة الإنسان.
يقول أمير المؤمنين (ع): "قدر الرجل على قدر همته، وشجاعته على قدر انفته، وعفته على قدر غيرته".
يعني انّ الإنسان بنفس النسبة التي يغار بها على عرضه يغار على أعراض الناس، فغيرته لا تسمح له مطلقاً بالتجاوز والاعتداء على أعراض البقية.
الکاتب : • الشهيد السيد مرتضى المطهري

نسال الله تعالى التوفيق تقبل الله منا هذا القليل
تحياتي لجميع الموالين
خادمة اهل البيت عليهم السلام نورجهان



 توقيع : نورجهان


رد مع اقتباس
قديم 04-24-2012, 06:09 PM   #2
المراقبين


الصورة الرمزية خادمة الشفيع
خادمة الشفيع غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 399
 تاريخ التسجيل :  Nov 2011
 أخر زيارة : 06-27-2014 (07:17 PM)
 المشاركات : 2,720 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Iraq
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Forestgreen
افتراضي



نورجهان



 
 توقيع : خادمة الشفيع

اللهم صلِّ على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين




رد مع اقتباس
قديم 04-24-2012, 09:10 PM   #3
مديــر عام


الصورة الرمزية سيد عدنان الحمامي
سيد عدنان الحمامي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 05-22-2024 (02:53 PM)
 المشاركات : 7,694 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Iraq
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkgreen
افتراضي




اسئله ان يرزقنا واياكم شفاعة الزهراء ع

نور جهان اسئل الله بقضاء الحوائج واياكم يارب










 
 توقيع : سيد عدنان الحمامي



رد مع اقتباس
قديم 04-27-2012, 01:35 AM   #4
المراقبين


الصورة الرمزية نورجهان
نورجهان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 04-23-2023 (08:33 PM)
 المشاركات : 4,993 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي





 
 توقيع : نورجهان



رد مع اقتباس
قديم 04-27-2012, 05:00 PM   #5
عضو مميز


الصورة الرمزية عابس الشاكري
عابس الشاكري غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 450
 تاريخ التسجيل :  Mar 2012
 أخر زيارة : 01-29-2013 (02:58 PM)
 المشاركات : 345 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



طاب عطائكم

و حماكم الرب






 

رد مع اقتباس
قديم 04-29-2012, 05:17 PM   #6
المراقبين


الصورة الرمزية نورجهان
نورجهان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 04-23-2023 (08:33 PM)
 المشاركات : 4,993 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي





 
 توقيع : نورجهان



رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




Loading...


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
سعودي كول