#1
|
|||||||||
|
|||||||||
العذراء الطاهرة
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ 35 سورة آل عمران دقائق معطرة بعبير الذكر لتلك المرأة الجليلة التي أرادها الله وعاءاً طاهراً لنبي من أنبياء أولي العزم والساعد الأيمن لإمام آخر الزمان عجل الله فرجه الشريف ، تلك المرأة التي تقبلها الله بقبول حسن وأنبتها نباتاً حسناً استجابة لدعاء أمها حينما وضعتها أنثى وقد نذرتها لله وهي جنين في بطنها ولم تعلم بعدُ بأنها ستكون أنثى ، وحيث أن الأنثى في ذلك الزمان ممنوعة من دخول المعبد والتفرغ لعباد المنعم بالوجود على العباد ، توسلت أمها إلى الله بأن يُسهل دخول إبنتها إلى المعبد راهبة عابدة قانتة راكعة ساجدة خاضعة منقطعة إليه زاهدة عن الدنيا وما تحوي من زخارف وملذات ، لتكن بذلك مهيأة لحمل المسيح الُمخلص لبني اسرائيل من ظلمة الجهل إلى نور الإيمان ومن استعباد البشر إلى وحدانية الله عز وجل ، ولتهنأ بقبول الله لنذرها التي نذرته بإخلاص حمداً وشكراً له على أن وهبها إياها بعد عمرٍ مديد خالٍ من زينة الحياة ، ليستجيب الله دعاءها ويقتبل نذرها وإن أتى أنثى ليُظهر لبني إسرائيل أن الأنثى لا تقل شأناً عن لبذكر في أي حال فكما أن الرجل قادر على التفرغ لعبادة الله والإنقطاع إليه فالمرأة أيضاً عندها المقدرة على ذلك بل قد تفوق عليه بتقواها وقربها من الله ، لتأتي مريم إلى الحياة وتُهيأ من قبل الله لخدول المعبد بتطهيرها من الرجس ، قد سخر لها نبي الله زكريا على نبينا وآله وعليه السلام ليكون كفيلها والمسئول عن شئونها ، لتنشأ طيبة طاهرة قد فاقت نساء زمانها زهداً وتقوى وطاعة للعزيز الحكيم لتسودهن فضلاً وخلقاً وزهداً وتقوى وعلماً ومعرفة ، بل قد فاقت في عبادتها حتى الرجال مما جعلهم يحسدونها ويلقون عليها التهم الواهية علهم بذلك يُبعدوها عن المعبد لتصفو لهم الأجواء في استغلال مكانتهم ككهنة في استخفاق عقول عامة الناس لنهب أموالهم بحجة أنهم ولاة الله والواسطة التي من خلالهم يستجيب الله الدعاء ويقضي الحاجات ، ووجود مريم الزاهدة والمتقية حقاً والمخلصة لله في عملها سيفضح أمرهم ييبدي زيفهم ويظهر للناس ما يخفون من حب الدنيا والبعد عن العبادة الخالصة لله العظيم ، فلما رأى زكريا منهم ذلك بنى لها بيتاً تتعبد فيه بعيداً عن مضايقتهم لها وتعهد بأن يأتيها في كل يوم للإطمئنان عليها ، وكلما دخل عليها وجد عندها طعام الشتاء في الصيف وطعام الصيف في الشتاء فتعجب من ذلك وسألها ذات يوم عن ماهية هذا الطعام ومن أين يأتيها فأجابته هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ 37 سورة آل عمران لتبقى مريم تزهر بود الود الله والإخلاص له في العمل حتى أذن لها أن تكون أماً طيبة للمسيح عيسى على نبينا وآله وعليه السلام فأرسل إليها الروح الأمين في مكان عبادتها ليهب ليهبه لها نبياً يهدي الناس إلى العبادة الحقة التي بها أبناء زمانها بالخلود في الجنان وينذرهم من عبادة الهوى والذي فيه الهلاك والدخول في دركات النيران خافت مريم من إتهام قومها لها بالبغي ، فطمنها المَلَك بأن الله أراد ذلك وهو عليه هين ، فبولادتها لهذا النبي سيُظهر لقومها وبجلاء بأنها طاهرة من الأرجاس وأن كل ما قالوه فيها إنما هي تهم واهية يريدون منه إبعادها عن المعبد ، فما كان من مريم إلا أن اتبذت بحملها مكانا قصياً وقد قيل أن ذلك المكان هو المكان الذي ذُبح فيه سيد الشهداء الحسين عليه السلام أي كربلاء المقدسة ليأتيها المخاض تحت جذع نخلة ، تمنت في تلك اللحظة أنها كانت ميتة قد نُسي أمرها ولا ترى تهم قومها لها بالخيانة والبغي ليأتيها النداء من جنينها ...أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا 24 وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا 25 فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ 26 سورة مريم لتأتي به قومها حاملة له على يديها فاستقبلوها بالتهامها بالخيانة ليُظهر وهيأهوا لها مكاناً لمقاضاتها فأظهر الله براءتها على لسان وليدها حيث قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا 30 وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا 32 وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا 33 وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا 34 سورة مريم لتبقى مريم بعد ذاك سيدة نساء زمانها وإحدى النساء اللواتي قال فيهن رسول الله صلى الله عليه وآله ( خير نساء العالمين أربع مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية مرأة فرعون ) الجامع الكبير حديث رقم 3328 البخاري فسلام على فخر نساء زمانها السيدة الفاضلة مريم أم المسيح يوم ولدت ويوم ماتت ويوم تبعث حية تشفع للمؤمنين أبناء قومها المصدقين لها والمترفعين عن اتهامها بالخيانة صــ آل محمد ــداح |
01-19-2012, 06:26 AM | #2 |
مديــر عام |
احسنتم كثيرا جميله هي كتاباتكم موفقين ان شاء الله وربي ايبارك بجهودكم صداح آل محمد لكم منا دعاء بالعافيه والتوفيق في خدمة الزهراء وبنيها ع احسنتم واحسن الله اليكم |
|
01-20-2012, 08:32 AM | #4 |
عضو مميز
|
أحسن الله إليكما وأدامكما متأسين بالصالحين من الخليقة رجالاً كانوا ام نساء
طاب مقامكم الزاهي أيها الغاليان أبا قحطان - خادمة الشفيع |
|
|
|
|