شعور المرأة بعد الإنفصال

إذا تناهت الحلول وتنافرت القلوب وارتفع العذر وتفشت حالة الشقاق, عند ذلك هل يكون الطلاق هو الطب البديل?لا شك أن الكثير من النساء قبل الانفصال يعتقدن أن حدوث الطلاق سينهي الكثير من المشكلات التي يعانين منها, ولكن ما إن يحصل هذا الانفصال حتى يبدأ الشعور بفداحة المصيبة وعظم الخسارة وأنه بداية لمصيبة جديدة. فما هي المشكلات التي تطول المرأة الزوجة بعد الطلاق? هذا ما نحاول أن نسلط الضوء عليه بعد أن سألنا العديد من النساء المطلقات ممن فرض عليهن الطلاق وممن سعين إلى ذلك برغبة شخصية منهن كعلاج نهائي للمشكلة, إلا أنه وفي الحالتين كانت الإجابات تشير إلى شعور المرأة بالخيبة والإحباط والتأنيب لأنها تشعر أنها أمام تجربة فاشلة تلاحقها بذكرياتها وخواطرها الحلوة والمرة.‏ أجابتنا غادة بأنها أصيبت بحالة اكتئاب نفسي عميق ورثاء للذات ولسوء الحظ مع أنها هي التي سعت للطلاق وأصرت عليه, وأكدت أن مزاجها أصبح حاداً وتتأثر بشكل سريع بكل صغيرة وكبيرة.‏ وقد تحدثت أحلام الحاج محمد عن معاناتها بعد الطلاق, عندما جاءت إلى الجريدة منذ مدة وقالت: شعرت بفراغ عاطفي كبير وحرمان عائلي سواء من طرف الزوج أو من طرف أولادي, فراقهم صعب جداً, لكن ظروفي المادية كانت أصعب ولم أستطع احتضانهم,وذكرت بأنها لم تطلب الطلاق إلا بعد أن كثرت الخلافات, لكنها لم تتوقع أن يتخلى عنها زوجها بهذه السهولة ‏ وقالت: الحقيقة أنني لم أستطع الخروج من الماضي, ولا حتى الاندماج في المجتمع, وحاولت الانشغال في العمل طوال الوقت, وتجاهل نظرات اللوم وعلامات الاستفهام الواردة من هنا وهناك, وسعيت لارضاء الآخرين وإقناعهم بموقفي وصحة قراري لتحسين نظرتهم إلي ولم أنجح, فعدت للانزواء والانعزال من جديد.. وصدق من قال إن الطلاق جرح غائر عندما تضغط عليه ينزف أكثر, وإذا تركته يتفاقم أثره.‏ وعن الجانب الاجتماعي لهذه المسألة تحدثت الباحثة الاجتماعية رجاء خليل حيث قالت: ما بعد الطلاق على المستوى الاجتماعي هو أوجع وأوسع مما هو على الصعيد النفسي لأن المتضرر ليس المرأة والرجل فحسب بل المجتمع بأكمله, ولأن أكثر الاحصائيات الواردة في مجال الانحراف والضياع والفساد هي نتيجة نساء الطلاق وأولاد الطلاق , وقد أشارت الدراسات إلى 80% من النساء اللاتي يقعن في فخ الجريمة أو الفساد هو بسبب دوافع اقتصادية لأن نسبة كبيرة من النساء المطلقات يواجهن مشاكل اقتصادية بعد وقوع الانفصال.‏ وأشارت الباحثة إلى أن الطلاق هو أكبر ضربة نفسية توجه للطفل وتفقده الكثير من الطاقات والقدرات وأن هذه الردود النفسية تبقى كامنة حتى تظهر أثارها في المجتمع من خلال الممارسة والأقوال وطرق التفكير.‏ ولا ننسى هنا ما تشكله عودة المرأة المطلقة إلى منزل أبيها (لوحدها أو مع أولادها) من عبء ثقيل على أسرتها, إضافة إلى شعورها هي وأولادها بظلهم الثقيل على الآخرين وتحملهم للكلام القاسي وعبارات التأنيب والمنيات من المحيط من أخوال وإخوة وعمات وغيرهم الأمر الذي يدفعهم لتلافي ذلك بوسائل مختلفة حتى لو كانت أعمالاً مخالفة للقيم والمجتمع.‏ وللأسف رغم كل التحذيرات من الآثار السلبية المدمرة للطلاق فإننا نرى تصاعداً احصائياً لهذه الظاهرة ونلاحظ كيف تعج المحاكم بالنساء اللاتي يتوجهن لطلب الطلاق, فهل حسبت هذه المرأة المعاناة أم أنها لم تدركها بعد.‏ اتمنى ان ينال اعجاب الجميع ولكم مني خالص تحياتي نورجهان