دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب

دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب

من المعلوم أنّ
الظُّلمَ هو الجَوْرُ ومُجاوَزَةُ الحدِّ، ولا أقصد ظلم الحاكم رعيّته فقط، إنّما ظلم الإنسان أخاه الإنسان على كافة الأصعدة، إن في الدائرة الصغرى –الأسرة- أو في دائرة المجتمع: في مراكز العمل أو الدراسة، أو في الحيّ أو القرية، وفي أي مكان آخر يحتك الإنسان ببني جنسه.

فالظّلم، كما يقول رسول الله صلّى الله عليه وآله هو الظّلمات يوم القيامة، وهو ألأم الرذائل، وهو في الدنيا بوار، وفي الآخرة دمار على حدّ قول أمير المؤمنين عليه السلام، ولو تذكّر الظالم أنه سينال عقابه بالدنيا قبل الآخرة، فإنّه سيكبح غيّه وطغيانه، فهذه سنّة كونيّة، فقد وعد الله تعالى بنصرة المظلوم والاقتصاص من الظالم، وكما يقول أمير المؤمنين عليه السلام: "الظّلم في الدنيا بوار، وفي الآخرة دمار".

ولا يحتاج الإنسان إلى لفت نظره إلى الظلم، ففي كلّ منا موجات استشعار توخزه عندما نظلم الآخرين... فالوالدان، مثلاً، يعلمان أنّهما ظلما أطفالهما عند الضرب المبرح أو الإهمال المتعمّد، وكل فرد يعي مقدار ظلمه الآخرين على مستوى الكلمة أو الإشارة أو التصرّف أو السلوك، أو حياكة الدسائس والمؤامرات ضدهم، وربما قتلهم أو نفيهم أو سجنهم، أو أي عمل يؤدي بهم إلى ذلك ظلماً وعدواناً...

ولا يرتاح المظلوم حتى يرى عدل الله في ظالمه، وكما يقال: تندمل من المظلوم جراحه، إذا انكسر من الظالم جناحه. وجاء في الحديث أنّ الله تعالى يقول: وعزّتي لأجيبنّ دعوة المظلوم وإن كان كافراً.
ولو أردنا التكلّم عن الظلم لما وجدنا أبلغ مما جاء في الأحاديث الشريفة، حيث تعرّضت تلك الأحاديث إلى نفسيّة الظالم وإلى المصير الأسود الذي ينتظره في الدنيا والآخرة، وإلى إدانة الساكت عن ظلم أخيه وهو قادر على نصرته، وكيف أنّ الله تعالى يستجيب دعوة المظلوم في الدنيا.

وفي القرآن الكريم عدد كبير من الآيات التي أشارت إلى الظلم، وإلى الظالمين وسوء عاقبتهم في الدنيا قبل الآخرة، منها على سبيل المثال:

{وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} البقرة: 258؛ آل عمران: 86؛ المائدة: 51؛ الأنعام: 144؛ التوبة: 19، 109؛ القصص: 50؛ الأحقاف: 10؛ الصّف: 7؛ الجمعة: 5.
{وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ} يونس: 13.
{فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} النّمل: 52.
وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} آل عمران: 57.
{إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} الأنعام: 21؛ يوسف: 23.
{وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} هود: 44.


الظلم والظالمون في الأحاديث الشريفة

رسول الله صلى الله عليه وآله

-إنّ العبد إذا ظلم فلم ينتصر، ولم يكن له من ينصره، ورفع طرفه إلى السماء فدعا الله، قال الله: لبيّك أنا أنصرك عاجلاً وآجلاً.
-يقول الله عزّ وجلّ: وعزّتي وجلالي لأنتقمنّ من الظّالم في عاجله وآجله، ولأنتقمنّ ممن رأى مظلوماً فقدر أن ينصره فلم ينصره.
-إنّ الله تعالى يقول: وعزّتي لأجيبنّ دعوة المظلوم وإن كان كافراً.
-أوحى الله إلى نبيّ من أنبيائه... إذا ظلمت بمظلمة فَارْضَ بانتصاري لك، فإنّ انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك.
-ما من عبد ظُلم فشخص بصره إلى السماء ثم قال: يا ربّ؛ عبدك، ظُلِمْتُ فلم أنتصر إلّا بك، إلّا قال الله لبيّك عبدي! لأنصرنّك ولو بعد حين.
-اشتدّ غضب الله على من ظلم من لا يجد ناصراً غير الله.
-بين الجنّة والعبد سبع [عقبات]، أهونها الموت، قال أنس: قلت: يا رسول الله فما أصعبها؟ قال: الوقوف بين يدي الله عزّ وجلّ إذا تعلّق المظلومون بالظالمين.
-اتّقوا دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب [وفي لفظ: "فإنّها مستجابة"].
- إيّاكم والظّلم، فإنه يخرّب قلوبكم.
-إنه ليأتي العبد يوم القيامة وقد سرّته حسناته، فيجيء الرجل فيقول: يا ربّ ظلمني هذا، فيؤخذ من حسناته فيجعل في حسنات الذي سأله، فما يزال كذلك حتّى ما يبقى له حسنة، فإذا جاء من يسأله نظر إلى سيئاته فجعلت مع سيّئات الرجل، فلا يزال يستوفى منه حتّى يدخل النار.

-الظّلم ثلاثة: فظلم لا يغفره الله، وظلم يغفره الله، وظلم لا يتركه.
-إيّاكم والظّلم، فإن الظّلم عند الله هو الظّلمات يوم القيامة.
-اتّقوا الظّلم، فإنّه ظلمات يوم القيامة.
-قال لرجل يحبّ أن يحشر يوم القيامة في النور: لا تظلم أحداً، تحشر يوم القيامة في النور.
-الدواوين عند الله ثلاثة: ديوان لا يعبأ الله به شيئاً، وديوان لا يترك الله منه شيئاً، وديوان لا يغفره الله؛ فأمّا الديوان الذي لا يغفره الله فالشرك، قال الله تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ} [المائدة: 72]. وأمّا الديوان الذي لا يعبأ الله به شيئاً، فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربّه، من صوم يوم تركه، أو صلاة تركها، فإنّ الله يغفر ذلك ويتجاوز إن شاء الله. وأمّا الديوان الذي لا يترك الله منه شيئا فظلم العباد بعضهم بعضاً، القصاص لا محالة.
-الظّلم ثلاثة: فظلم لا يتركه الله... أمّا الذي لا يترك: فظلم العباد فيما بينهم، يقص الله بعضهم من بعض.
-إنّ الله يمهل الظالم حتّى يقول قد أهملني، ثمّ يأخذه أخذة رابية، إنّ الله حمد نفسه عند هلاك الظالمين فقال: {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}. [الأنعام: 45]
-أوحى الله عزّ وجلّ إليّ: يا أخا المرسلين! يا أخا المنذرين! أنذر قومك أن لا يدخلوا بيتاً من بيوتي إلا بقلوب سليمة وألسن صادقة، وأيد نقيّة، وفروج طاهرة، ولا يدخلوا بيتاً من بيوتي ولأحد من عبادي عند أحد منهم ظلامة، فإنّي ألعنه ما دام قائماً بين يدي يصلّي حتى يرد تلك الظلامة إلى أهلها.

الإمام علي عليه السلام

-ظلم الضّعيف أفحش الظّلم.
-لـمّا سئل أي ذنب أعجل عقوبة لصاحبه؟ -: من ظلم من لا ناصر له إلا الله، وجاور النعمة بالتقصير، واستطال بالبغي على الفقير.
-من أفحش الظّلم ظلم الكرام.
-ظلم المستسلم أعظم الجرم.
-بئس الظّلم ظلم المستسلم أشدّ المظالم.
-أجور النّاس، من عدّ جوره عدلاً منه.
-الظّلم في الدنيا بوار، وفي الآخرة دمار.
-الظّلم يزلّ القدم، ويسلب النّعم ويهلك الأُمم.
-الظّلم تبعات موبقات.
-أقدموا على الله مظلومين، ولا تقدموا عليه ظالمين.
-من ظلم عباد الله، كان الله خصمه دون عباده.
-بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد.
-الله الله في عاجل البغي، وآجل وخامة الظّلم، وسوء عاقبة الكبر.
-اذكر عند الظّلم، عدل الله فيك، وعند القدرة، قدرة الله عليك.
-والله لأن أبيت على حسك السعدان مسهّداً، أو أُجرّ في الأغلال مصفّداً، أحبَّ إلّي من أن ألقى الله ورسوله يوم القيامة ظالماً لبعض العباد، وغاصباً لشيء من الحطام، وكيف أظلم أحداً لنفس يسرع إلى البلى قفولها، ويطول في الثرى حلولها؟.
-والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها، على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلته.
-الجور عسوف.
-شرّ الناس من يظلم الناس.
-سينتقم الله ممن ظلم، مأكلاً بمأكل، ومشرباً بمشرب، من مطاعم العلقم، ومشارب الصبر والمقر.
-الجور ممحاة.
-أخسركم أظلمكم.
-إيّاك والظّلم، فمن ظلم كرهت أيّامه.
-إيّاك والظّلم، فإنّه يزول عمن تظلمه، ويبقى عليك.
-إيّاك والظّلم، فإنه أكبر المعاصي.
-إيّاك والجور، فإنّ الجائر لا يريح رائحة الجنّة.
-الجور أحد المدمّرين.
-ليس شيء أدعى إلى تغيير نعمة الله وتعجيل نقمته من إقامة على ظلم، فإن الله سميع دعوة المضطهدين المظلومين، وهو للظالمين بالمرصاد.
-من ظلم قصم عمره.
-من جار قصم عمره.
-راكب الظّلم يدركه البوار.
-راكب الظّلم يكبو به مركبه.
-بالظّلم تزول النّعم.
-ينام الرجل على الثكل ولا ينام على الظّلم.
-من جار أهلكه جوره.
-من عمل بالجور عجل الله هلكه.
-احذر العسف والحيف، فإن العسف يعود بالجلاء، والحيف يدعو الى السيف.
-إذا حدتك القدرة على ظلم الناس، فاذكر قدرة الله سبحانه على عقوبتك، وذهاب ما أتيت إليهم عنهم وبقاءه عليك.
-قال الله تعالى: وعزّتي وجلالي لا يجوزني ظلم ظالم ولو كفّ بكفّ، ولو مسحة بكفّ، ونطحة ما بين الشاة القرناء إلى الشاة الجماء، فيقتص الله للعباد بعضهم من بعض حتّى لا يبقى لأحد عند أحد مظلمة، ثمّ يبعثهم الله إلى الحساب.
-الظّلم الذي لا يترك فظلم العباد بعضهم بعضاً، القصاص هناك شديد، ليس هو جرحاً بالمدى، ولا ضرباً بالسياط، ولكنه ما يستصغر ذلك معه.
-ولئن أمهل الظالم فلن يفوت أخذه وهو له بالمرصاد على مجاز طريقه، وبموضع الشجا من مساغ ريقه.
-ظلامة المظلومين يمهلها الله سبحانه ولا يهملها.
-ليس شيء أدعى إلى تغيير نعمة الله وتعجيل نقمته من إقامة على ظلم، فإن الله يسمع دعوة المضطهدين، وهو للظالمين بالمرصاد.
-يوم العدل على الظالم أشد من يوم الجور على المظلوم.
-يوم المظلوم على الظالم أشدّ من يوم الظالم على المظلوم.
-في وصيته للحسنين عليهما السلام -: كونا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً.
-أيّها الناس! أعينوني على أنفسكم، وأيم الله لأنصفنّ المظلوم من ظالمه، ولأقودنّ الظالم بخزامته، حتى أورده منهل الحق وإن كان كارهاً.

الإمام محمّد الباقر عليه السلام

- الظّلم في الدنيا هو الظّلمات في الآخرة.
-لما حضر عليّ بن الحسين عليهما السلام الوفاة ضمّني إلى صدره، ثم قال: يا بنيّ أوصيك بما أوصاني به أبي عليه السلام حين حضرته الوفاة وبما ذكر أنّ أباه أوصاه به، قال: يا بني! إيّاك وظلم من لا يجد عليك ناصراً إلا الله.

الإمام جعفر الصادق عليه السلام

-ثلاث دعوات لا يحجبن عن الله تعالى: دعاء الوالد لولده إذا برّه، ودعوته عليه إذا عقّه، ودعاء المظلوم على ظالم، ودعاؤه لمن انتصر له منه، ورجل مؤمن دعا لأخ له مؤمن واساه فينا، ودعاؤه عليه إذا لم يواسه مع القدرة عليه واضطرار أخيه إليه.
-إيّاكم أن تعينوا على مسلم مظلوم فيدعو الله عليكم ويستجاب له فيكم، فإنّ أبانا رسول الله صلى الله عليه وآله كان يقول: إنّ دعوة المسلم المظلوم مستجابة.
-نهى رسول الله صلى الله عليه وآله أن يؤكل ما تحمل النّملة بفيها وقوائمها.
-ما من مظلمة أشدّ من مظلمة لا يجد صاحبها عليها عونا إلا الله عزّ وجلّ.

طابت انفاسكم الصافية بحق محمد وال محمد اللهم العن ظالمي محمد وال محمد

(اللهم صــــــــــــ على محمد واـــــــــــــــــــــل محمد وعجــــــــــــــ فرج اـــــــــــــــــــــــل بيت محمد)


كلمات رائعه
سلمت الانامل التي خطت هذه العبارات

موفقين ان شاء الله وربي ايعافيكم

وايبارك بجهودكم

المعارف


لكم منا دعاء بالعافيه

والتوفيق في خدمة الزهراء وبنيها ع

احسنتم واحسن الله اليكم