نفسٌ سمت فأسعدت

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
ما أجمل تلك النفس المطمئنة التي لاتخشى إلا الله ولا ترجو الخير إلا منه ، تصبر على بلائه وتحمده في سرائه تتوق إلى لقياه وتلتذ بطاعته وتتعشق إلى مناجاته ، تبث شكواها إليه دون سواه ، إن أصابها السوء لم تجزع وإن وهبها الخير لم تمنع ، تبتغي مرضاة الله ولا تأخذها في الحق لومة لائم ، واثقة بالله لا تتعجل بالقنوط من أمرٍ ابتلاها به ، ولا تعترض عليه في بلية أرادها لها ، نظرتها ثاقبة تخرق الحجب لتصل بها إلى مكانتها العظيمة عند خالقها ، فيهون عند ذلك عليها أعسر الأمور ، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، وتُقيم الإعوجاج ، عرفت الله فتاهت في حبه ، وهان عليها ما سواه ، ترى الله في كل شيء وتلاحظه في أدق الأشياء ، ترى بأن العين التي لا تراه قد غشاها العمى فلا تُبصر آياته التي تجلت مُشرقة كالشمس في كبد السماء ، لا يغيب عنها أبداً فهو ظاهر بآياته ونعماه ، حركاتها وسكناتها لم تكن لولا وجود الله ، لا تضيق بها الحياة حتى وهي في ساحة الوغى تقابل جحافل جيش الضلال المددجة بأسلحة الفتك الغادرة قد مزقت الجسد الحاوي لها بسيوف ورماح ، تُنادي بلذيذ الود لخالق السماء اللهم انت متعالي المكان عظيم الجبروت شديد المحال غني عن الخلائق عريض الكبرياء قادر على ما تشاء قريب الرحمة صادق الوعد سابغ النعمة حسن البلا، قريب اذا دعيت محيط بما خلقت قابل التوبة لمن تاب اليك قادر على ما اردت ومدرك ما طلبت وشكور اذا شكرت وذكور اذا ذكرت؛ ادعوك محتاجا وأرغب اليك فقيرا وأفزع اليك خائفا وأبكي اليك مكروبا وأستعين بك ضعيفا وأتوكل عليك كافيا، احكم بيننا وبين قومنا فانهم غرونا وخدعونا وخذلونا وغدروا بنا وقتلونا ونحن عترة نبيك وولد حبيبك محمد بن عبدالله الذي اصطفيته بالرسالة وائتمنته على وحيك فاجل لنا من امرنا فرجا ومخرجا برحمتك يا ارحم الراحمين
لترسم بذلك طريقاً معبداً لكل الأحرار يسلكونه لمقارعة الطغاة في أي زمان ومكان ليعيشوا كرماء أو يموتوا أعزاء
أنها نفس سيد الشهداء الحسين ابن علي عليهما السلام التي قال فيها العظيم المنان يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ 27 ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً 28 فَادْخُلِي فِي عِبَادِي 29 وَادْخُلِي جَنَّتِي 30 سورة الفجر

صــ آل محمد ــداح