سكرات الموت وهول المطلع

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
رفقاً بي ملائكة ربي
أحبابي وأعزائي ومن أسعد بجمال الحديث معكم
طاب يومكم وتقبل الله منكم صالح العمل وأعانكم الله على إتمام صيام هذا الشهر الفضيل والإجتهاد بصالح العمل فيما تبقى من أيامه ولياليه

أحبتي أتعلمون من هو الناطق بهذه الكلمات التي تُشعرنا بعِظَم الألم في لحظة الموت وسكراته التي فيها تنتزع الملائكة الروح من الجسد وشدة المعاناة التي يلقاها الإنسان في هذه اللحظة الرهيبة والعصيبة من جراء ذلك والحال التي يكون عليها
إنه إمام المتقين الذي لم يغفل عن ذكر الله للحظة واحدة ولم يتجرأ على عباد الله بكلمة سوء واحدة
إنه سيد الموحدين الذي لم يكفر بالله طرفة عين
إنه سيف الله الذي سلطه ليقطع به دابر الكافرين
إنه العابد الزاهد الذي ترتعد فرائسه ويصفر لونه ويُغشى عليه حينما يكون في خلوة مع ربه
إنه الأب الروحي لأمة الإسلام والهادي إلى تطبيق رسالة خير الأنام
إنه أسد الله الذي خاض المعارك ولم يعبأ بالموت
إنه من المُفدي لرسول الله والبائت على فراشه ليقيه شر الأعداء
إنه وصي خير النبيين ومن عنده علم الكتاب المبين
إنه قالع باب خيبر والذي عجزت عن فتحه أربعة وأربعون من الرجال الأشداء
إنه من كان يأنس بالحرب في سبيل الله كما يأنس الطفل بمحالب أمه ولا يهاب الموت بل يراه أحلى من الشهد لذا كانت مقولته المشهورة عندما ضربه أشقى الأشقياء ابن مجلم اللعين على جبينه وشجه إلى نصفين فزت ورب الكعبة ، لما يرى في لقاء الله من جمال وفي مرضاته من حلاوة لا يستشعرها إلا من ذاب في حب الله ليهون في سبيله ما سواه
إنه المشفق على الأرامل وكافل الأيتام
إنه المنفق في سبيل الله والمطعم للفقراء والأيتام والمساكين بنية التقرب لله
إنه الأمين على الأمة والعارف بحقوق العباد
نعم إنه ذلك الإنسان الذي ابتاع نفسه لمرضاة الله ليشري بها نعيم الله والخلود في جنانه ليكون ميزاناً للأعمال وقسيماً للجنة والنار ليدخل المتمسكين بنهجة والسائرين في دربه والحائدين عن نهج أعدائه في دار السلام ، ويودي بمن عارضة وخالفه وحاربه وسعى في إضلال الأمة عن النهج الذي هو سالكه إلى دركات الجحيم
نعم إن من قالها هو من كان قريباً من الله وأخاً لرسول الله ومن حفت بملائكة الرحمة في لحظة انتزاع روحه ومع ذاك استشعر المعاناة والألم في لحظة انتزاع روحه من جسده فنادى على الملائكة بهذا النداء وخاطبهم بهذه الكلمات
فكيف بمن قد غرق في المعاصي من قرنه إلى أخمص قدميه
كيف بمن لم يتورع عن محارم الله ليهتكها نهاراً جهاراً
كيف بمن ظلم عباد الله وجار عليهم وعثى في الأرض الفساد
كيف بمن ترعرع في أحضان الشيطان ليرضع منه الشر ويلبس جلد الحيات
كيف بمن خان الأمانة وضيع الصلاة
كيف بمن غرته الأموال فجعلته أسيراً لها يصرفها في اللهو بنفس راضية وفي مجالات الخير يمسكها بيد مضمومة ليمنعها عن الوصول إلى جائع أو عريان
كيف بمن أدخل النار في جوفه بأكله لمال الأيتام
كيف بمن أطاع نفسه وتبع هواه وتاه في حب الدنيا ونسي رب العباد
نعم ما هو حالنا نحن المقصرين في حق ربنا والمرتكبين لأكابر الذنوب وعظيم المعاصي
كيف بنا حين يدنو منا الأجل في لحظة الإحتظار
إن كان من هو حبيب لله ينادي الملائكة بالرفق به فماذا عسى أن نقول نحن وهل يحق لنا ان نتفوه بكلمة في تلك اللحظة التي نرى فيها أهوال المطلع ونتحسر فيها على هذه الحياة
نعم إنها للحظة رهيبة هي تلك اللحظة التي نرى فيها ملك الموت والصورة التي تمثل فيها والتي تتناسب والعمل الذي أحرزناه في هذه الحياة فإن كان خيراً أسعدتنا صورته وإن كان شراً أرعبتنا صورته
ومن ثم الطريقة التي بها ينتزع روحنا والتي أيضاً تكون متناسبة مع عملنا فإن كان جميلاً سلها بسلام وإن كان قبيحاً انتزعها بشدة لنتأذى ونتألم بما لم نرى نظيراً له طوال عيشنا في هذه الحياة
وبعد: تبقى الحسرة على ما تركنا من مال لغيرنا والذي بقينا لسنين نجمعه لا لفائدة تعود علينا ولا لأجل صرفه في مجال يكون ذخراً لنا بعد الممات
نتحسر على أنفسنا ونحن راحلين عن أحبةً لنا عشنا معهم عمراً تآلفنا معهم وتخالفنا مع بعضهم وها هي لحظة الرحيل قد حانت ونحن لم نتمكن من طلب السماح منهم لنُبرئ ذممنا من ويل ما عملناه بهم من فعل قبيح أو كلام بذيء
فكيف يا تُرى يكون حالنا في لحظة الموت وهل نتمكن من النداء لملائكة ربنا بالرفق بنا كما فعل الأمير حينما حانت منه لحظة الإحتظار؟

أعاننا الله وإياكم على سكرات الموت ونسأله جل شأنه أن يرزقنا الراحة والرحمة عند الموت والمغفرة بعد الموت والعفو عند الحساب
صــ آل محمد ــداح

احسنتم كثييييييييييييييييييييييييييييرا وربي يتقبلوا منكم كل خيييييييير

شكرا عله الطرح الرائع والمميز

اللهم نسألك حسن الخاتمه اللهم آآآآآآآآآآآآمين

ونكون عله ولايتهم ع

وسئل الله الكم دوام التوفيق السداد بحق محمد آل محمد ص

حشرنا واياكم مع محمد وآل محمد ص

وننتظر منكم كل جديد من مواضيع شيقه ومفيده للقارئ

تحياتي ودعائي

اللهم اجعل لنا حسن العاقبه يارب

واحشرنا مع من نحب

وهم محمد وال محمد ص

وارزقنا مرضاة الزهراء وبنيها ع

لكم منا الدعاء بالتوفيق بمرضاة لله صداح آل محمد

احسنتم كثيرا وموفقين ان شاء الله

جميل الموضوع

تحياتي ودعائي

وربي يرعاكم

بارك الله فيك

أنامل طيبة حطت هنا لتسطر بأقلام زاهية روعة التعليق وزينة التعقيب

بارك الله فيكم وأدام تواجدكم الدافع لي للتقدم للأمام

تحية ود لكم جميعاً أيها الأحبة

خادم خدام الزجية - سيد عدنان - أكرم النجفي