ربيع القرآن

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين



اقترن هذا الشهر العظيم بدستور الأمة ومعجزة خير المرسلين كتاب الله المبين ، فهو ربيع هذا الشهر ، يحلو للؤمن تلاوته والتدبر في آياته لنيل الأجر العظيم والجزاء الأوفى من أكرم الأكرمين
نعم لقد أنزل الله آياته البينات على قلب المصطفى صلى الله عليه وآله في شهر رمضان بدليل قوله تعالى شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ 185 سورة البقرة
وجعله هدى للناس يهتدون بنور ما يحوي من علوم ظاهرة وباطنه أظهرها لهم خاتم الأنبياء وأوكل تفسيرها بعد رحيله إلى عترته الأطهار ليبينوا ما تشابه منه ليُجنبوهم الضلال والتيه عن جادة الطريق الذي رسمه لهم سيد الأنبياء بأمر من خالق السماء
نعم أيها الأفاضل
إنه كلام الله العظيم نزل به الروح الأمين على قلب المصطفى ، ليرسم به خارطة طريق الهداية للأمة ويأمرهم بأن يأخذوا بما جاء فيه من أحكام إلهية تسموا بهم وتنظم شئونهم وتكفيهم الحاجة إلى الجاحدين لله والحائدين عن نهج رسول الله والمبغضين لأولياء الله


كان نزوله في ليلة مباركة هي ليلة القدر التي باركها الله لتكون خير من ألف شهر تُقدر فيها أعمال العباد ، وتُغفر فيها ذنوبهم إذا ما أخلصوا لله فيها بالعبادة وتوجهوا إليه بالنوافل وتعاهدوا أن يكونوا متكاتفين وعلى بركة الله متحابين يتواصلون فيما بينهم ويتركون البغض والشحناء قال تعالى إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ 3 سورة الدخان
ومن نعم الله علينا وفضله وكرمه في هذا الشهر الفضيل أن جعل أجر تلاوتنا لكتابه المبين بأضعاف ما تكون في غيره من الشهور فتلاوة الآية فيه تعدل ختمة في بقية الشهور
فهنيئاً لمن جلس بخشوع وفتح دفتي القرآن وبدأ متعوذاً من الشيطان ومسمياً باسم الرحمن وتلا ما يتيسر له من آياته البينات في كل يوم من ايام هذا الشهر الكريم ليكون من المتزودين بمائدة الخالق العظيم والفائزين غداً بشفاعة القرآن ليكونوا من أهل رحمة الله والداخلين في جنانه متقلبين في نعيمه المقيم لايسمعون فيها لغواً ولا تأثيماً إلا قيلاً سلاماً سلاما


صــ آل محمد ــداح