الحرمان الحقيقي الحرمان من رؤية الملكوت

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين



قال عمار بن ياسر : و الله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا السعفات من هجر لعلمنا أنا على حق وأنهم على باطل . و قال أيضاً و هو مع علي (ع) : اللهم انك تعلم أني لو اعلم ان رضاك ان أضع ظبة سيفي في بطني ثم انحني عليه حتى يخرج من ظهري لفعلت . وروي في نهج البلاغة عن علي (ع) انه قال : ( ما شككت في الحق مذ رايته) نهج البلاغة الحكمة ١٨٤…

فمن كان (( على بينة من ربه)) سورة هود الآية ١٧…لا يدخل الشك في قلبه . و الشاك هو الذي لم يجد سبيلا الى الملكوت ولم تتعد عبادته الصورة والظاهر ولم يصل الى حكمة العبادة . وان حكمة العبادة هي الوصول الى الملكوت و مشاهدة الملكوت مقرونة باليقين ولا يوجد في العالم شي أسمى و اعلى من اليقين الذي وهبه الله لخاصة أوليائه .
ولو كان ابراهيم(ع) حاضرا في هذا الزمان الم يقل لنا نفس ما قاله لعباد الأوثان في زمانه ؟ (( اف لكم و لما تعبدون من دون الله)) سورة الأنبياء ٦٧… وذلك لما نعبد ما صنعناه من أصنام في أنفسنا ، حيث اتبعنا اهواءنا و بتنا نفرح اذا ما مدحونا ونستاء اذا ما نقدونا نقدا بناءا سالما ونحب أنفسنا حبا جما كاذبا ، فهل نحن عباد أنفسنا ام لا ؟ ولو كان ابراهيم الخليل (ع) فيما بيننا لما قال لنا : اف لكم ولما تعبدون من اهوائكم؟
وأما اذا وصلنا الى الملكوت فسنشاهد باطن أنفسنا ولو شهدنا باطن أنفسنا وباطن الآخرين لما اعتمدنا على غير الله لحظه واحدة وسنكون عند ذاك من شيعة ابراهيم الخليل(ع) : (( ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوا وهذا النبي)) سورة ال عمران ٦٨.. محمد (ص) . و حينئذ سيستجيب الانسان دعوة ربه حيث يقول (( أ و لم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض )) سورة الأعراف ١٨٥.. ويصل الى ملكوت العالم
نسألكم الدعاء ..