آية من آيات الجمال

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين

القمر ذلك الكوكب العجيب ، اقترن بالأرض منذ ملايين السنين ، له تأثير في استقرارها ، فهو المنظم لحركة البحر وهو المسئول عن حساب الزمن من خلال تنقله من منزل إلى منزل ، يُعرف في أول الشهر بالهلال وفي الثلث الأول منه بالأحدب وفي منتصفه بالبدر وفي الثلث الأخير منه بالأحدب وفي نهايته بالمحاق ، أمرنا الشارع المقدس بأن نتخذه علامة نعرف به بداية كل شهر وأمرنا الدين الحنيف برؤيته ليتحقق لنا دخول شهر رمضان والذي فيه أذنٌ لنا بالتعبد لله الواحد الأحد بالصيام نهاراً والقيام ليلاً لنيل الخير والبركة والأجر والمغفرة ونزول الرحمة لتُغسل نفوسنا من مشوبات الأعمال ، يتسم هذا الكوكب بجمال نوره الفضي الهادئ واستدارة قرصه عند منتصف الشهر ليبدو بهياً زاهياً يُريح النفوس المتعبة ويهدئ القلوب المجهدة ويُعين أصحاب المشاعر على إظهار ما لديهم من جمال القول وبحور الشعر لتتفتح قرائحهم فتُخرج مخزون البلاغة الممزوجة بنغم الكلمة وسمو المعنى وجمال القوافي ليطلقوها عند شواطئ البحار بعد أن يستمتعوا بجمال هدوء مياهها ولمعان القمر على سطحها بذلك النور العجيب ، الزاهي والجميل ، نعم إن لهذا الكوكب أثر بالغ ليس على الأرض فحسب بل على من جعله الله خليفة عليها ومُعمراً لها ، فهدوء نوره يدفع الإنسان للتأمل في جمال صنع الله ، ويعين المحبين على التخاطب بلغة جميلة لا تخلو من اسمه ، وجمال صورته ، ويسعد من كان قد علت وجهه الكآبه وأربكه القلق وأذهب الأرق النوم من عينيه ، حينما يخرج إلى الفلا ويستمتع بهدوء ذلك البدر وجمال نوره فيعود إلى بيته وقد نسي الهم وارتفع عنه الغم وزال منه الأرق ليخلد بأمان في نوم عميق
نعم إنه لآية من آيات الله ونعمه من نعمه على العباد لما يحوي من فوائد قد ذكرتها وفوائد كثيرة لم أذكرها تحسباً لعدم الإطالة فالمقام قصير والوقت لا يُسعف لسرد ما يطيل ، ويكفي أن أُبين أنه آية من آيات الجمال والتي يلزم منا الشكر للمعبود والسجود له منةً له وحمداً أن خلقه لنا ليُنير دروبنا في الليالي الحالكة بالظلام ونتعلم به حساب السنين والأيام ، وتسمتع نفوسنا بمخاطبة الأحباب باسمه ليكون علامة لجذب القلوب ولقاء الأحبة
فــــ سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين

صــ آل محمد ــداح

جزاك الله خيرا ...

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أكرم النجفي [ مشاهدة المشاركة ]

جزاك الله خيرا ...

بارك الله فيك وحماك يامن عشقت الجمال وحمد عليه ذو الجلال

طاب مقامك أيها الفاضل الكريم

أكرم النجفي