أعوذ بالله من الشبطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
تقبل الله صيامكم في هذا اليوم وأعانكم على صيام بقية أيام رمضان والقيام في لياليه بالطاعة وحين التنفل
سأخصص موضوعي معكم لهذا اليوم بنبذة تعريفية عن عدو الله الأول الذي آل على نفسه أن يغوي بني آدم أجمعين ليميلوا عن عبادته وشكر نعمه وفضله والتي أهمها نعمة الوجود إلا عباده المخلصين الذين حصنوا أنفسهم بالعصمة عن كل ما فيه سخط الرب العظيم من صغير أو كبير
نعم أيها المؤمنون : ستكون سفرتي معكم في هذا اليوم خطيرة حيث نرى فيها الهوية الشخصية لذلك العين الرجيم ومن ثم نتوقف في محطات عديدة تظهر بجلاء صفاته وإغواءاته لبني آدم والسبب الرئيس الذي استحق به من الله الطرد عن رحمته ليكون شيطاناً رجيماً وفي الختام نتوقف ومحطة الخلاص من وسوسة وإغواء هذا اللعين الرجيم العياذ بالله من ومن شروره
نبدأ والمحطة الأولى والتي فيها نذكر هويته وانتمائه
اسمه: ابليس .. شهرته: الشيطان .. كنيته: أبو مرة .. لقبه: الرجيم .. انتمائه: ينتمي إلى عالم الجن
المحطة الثانية: في هذه المحطة نذكر أن إبليس كان في صفوف الملائكة قبل أن يخلق الله آدم بآلاف السنين يتبعد لله بلا كلل ولا ملل ، إلا أنه لما علم بأن الله خلق آدم من الطين تكبر عليه وعصى بذلك أمر الله له بالسجود مع الملائكة لآدم لأنه يرى أن المادة التي خلق هو منها أعني بذلك النار أفضل من المادة التي خلق منها آدم وهي الطين ويتبين ذلك من خلال قول الله تعالى: وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ 11 قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ 12 سورة الأعراف وقد عرض إبليس على الله أن يعبده إلى ما شاء على أن يعفيه من هذه السجدة لكن الله نفاه وطرده من رحمته ولم يقبل منه أي عمل فهو يريد أن يعبد من حيث يشاء لا من حيث يشاء غيره ، من هنا نصب إبليس العداوة لآدم وحسده على ما آتاه الله فعمد إلى إغوائه بالأكل من شجرة بأكله لها يخرج من الجنة وما فيها من نعيم ويبداً بتكليف الله له على هذه الأرض بدعوة أبنائه للعمل الصالح والعبادة الحسنة التي المقربة إلى الله ليستحق بها الإنسان الخلود في مرضاة الله رغماً عن أنف الشيطان ومكائده التي لا تضر المؤمن لأن كيد الشيطان كان ضعيفاً
المحطة الثالثة: أستعرض في هذه المحطة الساعات التي يبث فيها إبليس جنوده لإغواء الإنسان علني بذلك أوفق لتحذيركم من إغواءاته خصوصاً في هذه الأوقات .. نعم أيها الأحبة إن إبليس اللعين يختار الساعة التي تغيب فيها الشمس ليبث فيها جنود الليل ويبث جنود النهار في الساعة التي تطلع فيها الشمس ، لذا أوصي نفسي وأوصيكم بعدم الغفلة في هاتين الساعتين حتى لا نكون في قبضة إبليس وجنوده وعلينا بالإستعاذة بالله من شره وجنوده في هاتين الساعتين والعمل فيهما بما فيه مرضات الله جل وعلا لنفتح بهما أيامنا وليالينا بذكر الله والإستعاذة من الشيطان وجنوده الملاعين
المحطة الرابعة: أسطر في هذه المحطة وسائل إبليس في الإنسان إلى الهاوية داعياً الله أن يحمينا منها وجنبنا سلوكها لنكون من الناجين من شراك الشيطان والفائزين بمرضاة الرحمن .. وسيلته الأولى: دعوته للإنسان بالكفر بالله والجحود بدين الله والتكذيب بلقاء الله .. الوسيلة الثانية: دعوته للإنسان بالشرك بالله .. وسيلته الثالثة: دعوته للإنسان بأن يفعل عظام المعاصي وكبائر الذنوب .. وسيلته الرابعة: يزين الصغائر للإنسان ليوقعه من خلالها في الكبائر ليهوي بها في قعر الجحيم .. وسيلته الخامسة: يغوي الإنسان لعمل المباحات في أوقات العبادة ليضيع بها ما أوجبه الله عليه من فرائض وواجات ليجد نفسه غداً صفر اليدين فلا يجد له ما ينجيه من عذاب الله فيسقط في قعر جهنم خاسراً .. يشغل الإنسان بأمور قد تكون أهميتها بالنسبة للدين قليلة جداً على ما فيها الأجر لأهميتها العظمى فالإيمان كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله ( بضع وستون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ) الوسيلة الأخيرة: تسليطه لشياطين الإنس في أن يستهزئوا من عبادة المؤمن وتدينه حتى يحيد عما هو عليه خجلاً
المحطة الأخيرة: سأقف عندها وكيفية الخلاص من إغواءات الشيطان ووساوسه
1- بذكر الله والإكثار من الصلاة على محمد وآله الأطهار
2- كثرة الإستغفار
3- قول بسم الله الرحمن الرحيم عند الشروع في أي عمل
4- زيارة الأخوان
5- الإحسان إلى الأولياء
6- الدعاء
7- ترك بعض الأحوال أيعدم الشرب من وقوف أو التبول في ماء نقيع أو التخلي في بيت مهجور أو المشي بنعل واحدة .
أعاذنا الله وإياكم من ابليس ووساوسه وإغواءاته وأجارنا من شروره ومكائده بجاه عباده المخلصين محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين
صــ آل محمد ــداح