كلمة تفوح عطراً

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
ما جمل أن أبتدئ مقالتي بإلقاء أرق تحية قد عطرتها بعبير الود ليفوح شذاها مخترقاً الحواجز ومتخطياً المسافات وعابراً البحار ومنتشراً في الفضاء ليصل وبأقل من لمح البصر إلى نفوسٍ طالماً اشتقت للقائها ،لأهنأ بزينة الكلام معها ، وأُمتع ناظري بقراءة ما صاغته عقولها وسطرته أناملها من كلام يحوي ما قد اختلج في صدورها من مشاعر طيبة رسمتها في لوحة فنية وبروزتها بفكرها الوضاء الحاوي لنور العلم وجمال المعرفة ، نعم ها أنا ذا وبعد أن طيبتُ هذه الصفحة بأجمل التحيايا وأطيبها سأتطيب بلقاء أحبة لي يربطني بهم الود والأخوة والمنفعة المتبادلة في الله ومن أجل إعلاء كلمة الله من خلال هذه المشاركات الطيبة والتي بالفعل ولا مجاملة في ذلك قربتني بأناسٍ طالما وددتُ أن أكون قريباً منهم وعرفتني بأناس طالما تمنيتُ لو أني أعرفهم أناسٌ بهم ارتقى فكري وبهم ازداد علمي وبهم عرفتُ كيف تحلو الحياة ، أناس تتنوع أفكارهم بشتى العلوم التي أفتقر إليها ، لأجد نفسي أطرق أبوابهم لأنهل من كل منهم العلم الذي يُفيدني ولأطبعه في باطن عقلي ليبقى مخزوناً في أرشيف أفكاري ، فإذا ما احتجتُ إليه نشرته للقارئ الكريم بعد أن صغته بأسلوب بسيط أصل به إلى الهدف المشود ألا وهو النصح والإرشاد وإظهار الحكمة لتي من خلالها أنتشال إنساناً قابعاً بأفكار الضلال ، وآخر مولعاً بزخارف الحياة ، قد أبعده هواه عن الخوف من خالقه وأغواه شيطانه ليوقعه في شراكه وسولت له نفسه لتمنعه من عبادة ربه ، لم يجد من يُعينه على الخروج مما هو فيه من جهلٍ وضلال ، فإذا ما تمعن في مقولة صغتها بعد أن جمعتها من أفكار أحبة لي شاركوني جمال النفس وزينة العقل وحسن الخُلق ، اهتزت لها مشاعره وارتاحت لها نفسه ووجد فيها ضالته للوصول إلى ما كان يجهله ، فيتوقف متفكراً ليجد أنه كان خاطئاً وعن جادة لحق حائداً فيندم ويتحسر على ظلمه لنفسه ، ويعود بعدها إلى رشده ويترك ما كان يُضله ، فلا يملك حينها إلا أن يبكي ليغسل خطاياه بدموع عينيه ، ويُطهر قلبه من درن المعاصي ، ويتعوذ بالله من إغواء الشيطان ، ويتوب إلى الرحمن ويتحول بعدها من إنسان بعيد عن الله إلى آخر يتوق للقاء الله ، فلا يملك حينها إلا أن يخط كلمات الثناء بدموع عينيه لتصل إلي من خلال رده فأشعر عندها بالفرح الممزوج بدموع بالبكاء فأبدي لذلك الحمد والثناء للواحد المنان الذي سخرني لأكون ممن يُسعد حياة إنسان بانتشاله من عبادة الشيطان إلى عبادة الرحمن ومن حب الدنيا وزخارفها إلى التوقع للجنة ونعيمها ، فلا يسعني عندها إلا أن أدعوه صادقاً أن يوفقني دائماً لنهل الخير ممن يحملون في جنبات نفوسهم الخير وأبثه في قلوب من نفوسهم تحوي الخير وإن زلت أقدامهم جهلاً أو تقصيراً

صــ آل محمد ــداح