النهضة الحسينية

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..

الحسين عليه السلام شخصية كاريزمية تملك حساً إنسانياً ، جذبت به قلوب الأحرار ليس في زمن واحد بل في كل الأزمان ، قام بنهضة عظيمة واجه بها الظلم والجور والعدوان ، لم تكن نهضته تهوراً أو تسرعاً كما يطبل ويزمر لها أهل الضلال بل نهضته خططت لها السماء ، وعرضتها عليه من خلال الرسالة المحمدية لينقذ بها الإسلام ، ووعدته بنيل أعلى الدرجات إن لبى ونهض وخر صريعاً على الرمضاء ، وشرب دمه تراب كربلاء ..

لم يكن الحسين مجبوراً على القيام بتلك النهضة ، ولم يكن مرغماً على مجابهة اللئام ، لكنه وعد بمنزلة عظيمة ومكانة خاصة وشأن رفيع لن يتحصل عليه إلا إذا ما قام ناهضاً في وجوه الطغاة ..

الحسين عليه السلام إمام حق ومصباح هدى وسفينة نجاة لذا أبت نفسه أن ترى الباطل مستشرياً والظلم سائداً والدين مستنجداً ولا يجد من ينقذه من براثم المدعين الأُمرة على المسلمين وهم للفسق رعاة ..

قام الحسين بنهضة أبعدته عن الأخ والحبيب وجعلته عن الوطن شريد وكلفته النفس والنفيس حتى صار على الرمضاء شهيد لم يجد ناصراً ينصره ولا معيناً يسنده إلا من طابت نفسه بمودته وفاضت مشاعره بعشقه واستضاء فكره بنور علمه وطابت خصاله بأريج أخلاقه ..

رحل الحسين وحيداً غريباً وصار اليوم علماً عظيماً يذكره الداني والقاصي ويعرف مبادئ نهضته القريب والبعيد ، العدو والحبيب ، ويسلك مسلكه الحر الأبي وإن لم يأخذ برسالة الهادي الأمين والنبي العظيم ومن أرسله الله رحمة للعالمين ..

أحرار العالم مذ صُرع الحسين وإلى يوم الناس هذا لم ينتصروا على طغاة أوطانهم إلا حينما قرأوا ثورة الحسين وتأملوا في أهدافها العظيمة فاتخذوها نبراساً يستضيئون به وطريقاً يصلون به للخلاص من الذل والهوان ..

الحسين سيبقى على مر السنين القائد الأول لكل حر أبي يريد العزة ويأبى الذلة ، ينشد الحياة الكريمة لأمته ومجتمعه ويرغب في حياة الخلود والذكر الجميل والإقامة الدائمة في قلوب الناس جيلاً بعد جيل ..

نهضة الحسين فريدةٌ ليس لها مثيل فهي النهضة الوحيدة التي قامت على أسس خطتت لها السماء وقادها من اختزلت فيه فضائل ومناقب أصحاب الكساء عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام ..

صــ آل محمد ــداح (النجــ احمد ــار)

احسنت كثيرا
وربي يحفظكم ان شاء الله

ربي ايبارك في جهودكم

احسنتم كثيرا



لكم منا دعاء بالعافيه