تأدبوا في حضرة خير الورى

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..

ماذا أرى؟ وما الذي أسمع؟ ما تأتيني من أخبار حيال تصرفات البعض من زوار طيبة التي طيبها الله بأشرف الخلق وطيَّب ترابها بجثمانه الطيب الطاهر يشيب له الرأس وينعصر له القلب وتفيض له المدامع حزناً وأساً ..

أتعلمون إلى من أنتم قاصدون؟ وفي أي بقعة تطأون؟ إنكم تقصدون ذا الخُلق العظيم وتطأون تراب من شرفها الله باحتواء جثمان أطهر وأشرف الخلق من الأولين والآخرين؟ أوما قرأتم تلك الآية التي وبخ الله فيها بعض الصحابة لرفع أصواتهم في ندائهم لخير العباد من وراء الحُجرات وجعلهم في عداد الذين لا يعقلون مع أنهم لم يفعلوا بمحضره ما تفعلون ، قال تعالى إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ 4 سورة الحجرات ..

شباب: بنات وأولاد إن كان توجهكم لطيبة بنية زيارة نبيكم فالتزموا الأدب بغض الطرف وحفظ الفرج وتجنب لغو الكلام ، وإن كنتم قاصدين السياحة فطيبة ليس المكان المخصص لذلك ، عليكم أن تحجزوا تذاكر السفر إلى ما تحلُوا فيه شهواتكم ورغباتكم وأهوائكم فالبقاع التي فيها ما تريدون كثيرة وأبوابها مفتوحة بفنادقها وباراتها وسينمائها ، أما طيبة فهي بقعة خصصت لمن أراد أن يغسل قلبه من رين الذنوب ويطيب نفسه بطبيب النفوس ويسموا بروحه لتكون من الله أقرب وإليه أحب فهي طيِّبة بطيب الحبيب المصطفى وسيد الورى وخير الأنبياء المصطفى الأمجد والمحمود الأحمد الذي بعظيم أخلاقه وطيب صفاته ورحمته الواسعة أخرج الناس من ظلمات الجهل لنور الإيمان وبه كانت الأمة خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، فكيف لكم أن تكونوا بقربه وتفعلون المنكر الذي يغيظه وأنتم تنتسبون إليه وتدعون أنكم تهتدون بهدي أوصيائه ..

إجعلوا زيارتكم لطيبة مفتاح لرحمة الله لكم وباب للدخول إلى رضوانه لا أن تجعلوها سبباً في سخط الله عليكم وزيادة في رين قلوبكم فتعودا حاملين أوزاراً ثقيلة يصعب تخفيفها عنكم لأنكم رأيتم في زيارتكم فرصة لعمل المنكر بعيداً عن رقابة الأهل ، انتبهوا يا شباب فإن غابت عين المخلوق الذي يرقبكم فعين الله لا تغيب وهي ترقب كل شاردة وواردة تعملونها فاتقوا الله وارجوا عفوه واجعلوا زيارتكم لنبيه ومن دفن في البقيع من الأئمة الأولياء سبباً في مرضاته عنكم ووده لكم لتكونوا من المرحومين لا المحرومين ..