معجزة كربلاء

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..
الليلة تزهر في سماء المجد معجزة كربلاء وعقيلة بني هاشم السيدة زينب الحوراء عليها السلام لتبدأ مشوار العمل بإزهارة لا معة خلدتها المواقف الشجاعة التي بها شعت شمس مبادئ الثورة الحسينية لتضيء الطريق لمن ينشد الحرية من بني البشر المستضعفون والمظلومون من قبل من طغاة لا دين لهم ولا قلب إنسان ..
إزدانت سماء المجد في الخامس من شهر جمادى الأولى سنة خمسة هجرية بلمعان نور تلك النجمة الهاشمية فازدان مولدها بنور المصطفى وطاب بطيب علي وفاطمة ودام بشعاع الحسنين السيدين عليهم وعليها سلام الله ..
فتحت عينيها في بيت العصمة والنجابة ونشأت في أحضان أصحاب الكساء فاستقت منهم كل خير لطهرت نفسها بالإيمان باكتسابها للعصمة من خيرة الأنام ..
نهلت الحوراء زينب عليها السلام العلم وتعلمت الحكمة واستقت الشجاعة وطابت نفسها بالحياء وازدانت باﻹباء ممن تربت في بيوتهم ونشأت في أحضانهم وترعرعت على أيديهم فصارت بذلك لبوة علي وبطلة كربلاء ..
تجلت مواقفها العظيمة بعد استشهاد أخيها الحسين عليه السلام ، حيث كانت لعياله خير راعي ولمبادئ نهضته خير حافظ ولطريق الحرية الذي عبده عليه السلام خير دليل ، فهي بحق وكما أسميتها في بدء المقال معجزة كربلاء ..
لقد خلدت الحوراء زينب عليها السلام بسلاح الإيمان الذي جابهت به أعتى الطغاة وتمكنت من أن تتغلب عليهم مع يملكون من سلاح مادي وإعلامي ، فكانت بسلاحها هذا المنتصر والدال على طريق النهضة الحسينية بعد هدمها لأسوار التعتيم التي بناها قاتلي أخيها الحسين ليبدوا ما يشوه صورته الناصعة ونهضته الخالدة ويخفوا بتلك الأسوار الحقيقة التي ما كان لها أن تبقى لامعة الا بسلاح زينب والذي به حطمت الحواجز وابدت تلك الحقيقة لتبقى متجلية للملأ على مر الأعوام ..
أختم مقالتي هذه بتلك المقولة الخالدة التي تفوهت بها نجمة بني هاشم لتبقى زاهرة لامعة يراها الطغاة قبل المستضعفين في كل زمان ..
قالت عليها السلام ليزيد المنتشي بقتل الحسين والمتشفي بفعله الشنيع (فكد كيدك، واسع سعيك ، وناصب جهدك ، فوالله لا تمحو ذكرنا ، ولا تميت وحينا، ولا يرحض عنك عارها ، وهل رأيك الا فند وايامك الا عدد ، وجمعك الا بدد ، يوم ينادي المنادي الا لعنة الله على الظالمين)
مباركة عليكم إزهارة نجمة بني هاشم ومعجزة كربلا أيها الموالون وطيب ربي نفوسكم بشذى عطرها وزين أعماركم بالتأسي بها وسلوم منهجها القويم ..