صانعة الأجيال

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
تحية أنثر خلالها عطر الولاء على روحكِ أختي الموالية في بدء حديثي معكِ فأنت الفكر المستضيء بعلم الحوراء والنفس المتعطرة بأخلاقها الفاضلة
أختي الفاضلة: قبل أن أشرع في تسطير موضوعي الذي خصصته لكِ يطيب لي أن أتقدم لكِ بالعزاء لاستشهاد أبي الضيم الإمام الحسين عليه السلام ، وأُعزيكِ بمصائب من نهلتِ من علمها واستقيتِ الفضيلة من طيب خلها مولاتي السيدة زينب عليها السلام والتي أثبتت للعالم بأن المرأة المؤمنة بعفتها وحيائها يمكن أن تقلب الموازين وتُظهر الحقائق وتؤدي الأمانة بكل تفاني وإخلاص ، فهي لا تقل في أدوارها شأناً عن الرجل ، فها هو الحسين سيد الشهداء عليه السلام الذي ضحى بنفسه وأهل بيته وصحبه لم تكن ثورته لتبقى ولا تضحياته لتثمر لولا مواقف الحوراء عليها السلام والتي بها فضحت السلطة الأموية وعرتها لتبدوا حقيرة صغيرة لا تملك مما تتشدق به من قوة وفرعنة وتجبر أن تسكت بها تلك الصرخة التي لا زالت تدوي باسم الحسين منذ أكثر من 1000 عام ، فهنيئاً لكِ أختي المؤمنة ولاءكِ وتأسيكِ بهذه المرأة العظيمة الجليلة القدر عند الله ومن كانت مصدر ثقة الإمام المعصوم
نعم سيدتي: لا تتذمري ولا تسأمي من أمرٍ ترين فيه أنه ينقصكِ حقكِ من قبل بعض الرجال الذين لم يعرفوا بجهلهم أنكِ عند الله لا تقلين عنهم شأناً عنهم فأنتِ إن اتقيتِ ربكِ وسرتِ على منهاج الحق فقد تكوني أفضل منهم وذلك بدليل قول الله تعالى: ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) فأنتِ بتقواكِ وعفتكِ وحجابكِ وحياءك عزيزة عند الله ولولم تكوني كذلك لما عهد إليكِ رب الجلال أعظم عمل تقومين به في هذه الحياة ألا وهو حملكِ لنطفة الرجل لتنموا في رحمكِ وقد تغذت من دماؤكِ ، ومن ثم أوكل لكِ تنشئة الأجيال وتربيتهم ليشبوا على الفضيلة ليكونوا رجالاً عن دين الله مدافعين ولرب السماء عابدين ، فأنتِ سيدتي مدرسة الأجيال وأنت من جعل الله تحت قدميكِ الجنان ، لم يردنا حديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله بأن الجنة تحت أقدام الآباء لكننا سمعنا الحديث المتواتر بأن الجنة يفوح أريجها من تحت قدميكِ ، لأنك كريمة عند الله وعظيمة بما تقدمين في سبيل الله فتربية النشئ مسئولية عظيمة لا يقوى عليها مئات الرجال ، أما أنتِ فأمرها عندكِ سهل ميسر ، بما أودع الله فيكِ من عاطفة جياشة تشفقين بها عليهم وتتحملين الأذى من أجل راحتهم ، فمرحا لكِ سيدتي وهنيئاً ما أعطاكِ ربكِ من عملٍ إن تمكنتِ من إتقانه نلتِ به رضوانه وتقربتِ به إلى أوليائه ليكونوا شفعاءكِ في ذلك اليوم المهول
لا تعبأئي سيدتي بمن يحط من قدركِ فيكفيكِ فخراً أنكِ ممن آلت على نفسها بأن تسير في خط الزهراء التي نالت أعظم المراتب في الدنيا وأعلى الدرجات في الآخرة فهي هنا سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين وهي في الآخرة سيدة نساء الجنان ، وممن آلت على نفسها أن لا تحيد عن نهج الحوراء تلك المرأة التي صمدت وجاهدت مع ما رأت من عظيم البلاء لتظهر بذلك وبجلاء أهداف الثورة الحسينينة التي لم تكن لتقبى خالدة لولا جهادها وتجلدها ومجابهتها لأعداء الله ، لتُخرس ألسنتهم وتنتصر عليهم بسلاح الإيمان
فهنيئاً لكِ أختي المؤمنة ما أولاكِ الله به من عمل عظيم ورسالة كبرى لا يقدر على تبليغها كثير من الرجال فأنتِ صانعة الأجيال وهذا يكفيكِ فخراً
لكِ من كاتب هذه السطور الذي لم يبرح يصدح بعظيم الدور الذي أولاكِ إياه رب الجلال فلو تصفحتِ كتاباته لوجدتِ أنها لا تخلوا من ذكر قدركِ وشأنكِ ومنزلتكِ والعمل العظيم الذي أوكله الله إليكِ لتكوني شريكة الرجل في صنع الحياة .. التحية مقدمة لكِ من خادمكِ

صــ آل محمد ــداح

ربي ايبارك في جهودكم

احسنتم كثيرا

اسئل الله ان يجعلنا واياكم من الحافظين لكتابه ان شاء الله



عظم الله اجوركم واجورنا بمصاب ابي عبد الله الحسين ع

لكم منا دعاء بالعافيه

والتوفيق ان شاء الله

تحياتي ودعائي

أحسن الله إليك وشكر مسعاك ونور دربك في هذه الحياة بالعمل الصالح وفي القبر بأنوار أصحاب الكساء أيها الغالي

أبا قحطان