#1
|
|||||||||
|
|||||||||
حكمة من حكم أمير الكلام
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين .. موت الصالح راحة لنفسه ، وموت الطالح راحة للناس .. الجميل لا يُبدي إلا الجميل والورد المتفتح لا يفوح إلا عطراً زكياً والشعاع لا يُصدر إلا ضياءاً ، والحكيم لا يتفوه إلا معرفة ونفعاً .. إن جمال الكون علي ، وورد الحياة الفواح بأزكى العطور علي والنور الذي أضاء الدنيا بشعاعه الزاهر علي وأمير الحكما الذي الناطق بأحسن الكلام وأنفعه علي .. هاهو ذا يُجمل كنزاً من الكلام النافع في سطرٍ واحد ليُمتع القارئ بالتأمل في رائعة من روائع بلاغته فينهل منه أسمى المعاني وأنفعها .. نعم: إن موت الصالح فيه راحة له من تعب ونصب هذه الحياة فهو سينتقل من دار العمل إلى دار الرضوان ينعم برحمة الرحمن ويهنأ برؤية الأبرار ، أما الطالح ففي موته راحة للناس ، يرتاحون من لسالنه السليط وفعله القبيح وحسده وأنانيته وكبره وتجبره ، وتدخله في شئون حياتهم صغيرها وكبيرها ، وطمعه وجشعه ، وفتكه وهتكه خصوصاً إذا ما كان سلطاناً .. إن علياً جسد الشطر الأول من حكمته ، وها هو ذا اليوم ومع ألم تلك الضربة التي فلقت هامته وأوجعت قلبه وجعلته طريح الفراش ينطق بما يُبدي راحته قائلاً فزتُ ورب الكعبة ، نعم لقد فاز علي برضوان الله وفار برحمة الله وفاز بنعيم الله وفاز بمجاورة حبيبه رسول الله هانئاً مرتاحاً بعد حياة حافلة بالعمل الخالص لرب العباد ، أما من جسد الشطر الثاني من مقولته ، فعدو الله وعدوه معاوية الذي نطق فسقاً حينما قال: ما قاتلتكم لتصوموا ولا لتصلوا وإنما قاتلتكم لأتسلط عليكم ، وجسد قوله بفعله فقتل إماماً وهتك أعراضا وفتك بأصحاب أبرار .. ( إهداء: لكل موالٍ افتجع قلبه ودمعت عيناه واستشعر اليتم برحيل علي عن هذه الحياة ، فعاهد الله بانكسار قلبه على علي أن يستلهم الخير من قول وفعل علي عليه السلام ) .. صــ آل محمد ــداح (النجــ احمد ــار) |
|
|
|