شهادة الحمزة عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
ما أشد وقع استشهاد الحمزة بن عبد الملطلب على قلب النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وما أعظم ذلك الموقف الذي وقفه رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يرى جثمان عمه ممثلاً به ، فما كان منه إلا أن ذرف الدمع حزناً على حاله وقال: لن أُصاب بمثلك ، ما وقفتُ موقفاً قَطّ أَغْيَظُ عَليَّ من هذا الموقف
ماذا عسانا أن نفعل وبأي حال نكون لنواسي رسول الله صلى الله عليه وآله ونعزيه في عمه الذي أُغتيل غدراً على أيدي أرجس خلق الله ، المضمرون له العداء والحقد على ما فعله في صناديدهم لتشتعل قلوبهم عليه ناراً أطفأوها بأفضع جريمة ارتكبوها في حقه خصوصاً تلك اللعينة هند بنت عتبة التي اشتعلت في قلبها نار الحقد والضغينة عليه لمشاركته في قتل أبيها وأخيها في معركة بدر الكبرى فما كان منها إلا أن استأجرت عبداً حبشياً يدعى وحشي وكان مشهوراًبرمي الحربة ( المزراق ) وأمرته بأن يقضي عليه برمية مسددة في معركة أحد ، فكان لها ما أرادت من خلال ذلك العبد المتوحش حيث سدد حربته حينما رآه مشغولاً في تجديل الأبطال في أسفل بطنه لتستقر في مثانته ليخر على إثرها صريعاً شهيداً محتسباً ، فلما بلغها مصرعه جاءت إليه وبقرت بطنه وانتزعت كبده ولاكتها بأسنانها ومن ثم لفظتها وقطعت أصابعه وجعلتها عقداً علقته على رقبتها ، هذا ما جعل قلب الرسول يتفطر ونفسه تحزن حيث رآه ممثلاً به
ليكن هذا الفعل الشنيع من هند العاهر الضوء الأخضر لأحفادها اللعناء في التعدي على حدود الله حيث فعلوا في سبط الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله الإمام الحسين عليه السلام ما هو أفضع وأشنع وأعظم ، بتمزيقهم لجسده وطحنهم لعظامه بعد أن ذبحوه عطشانا ومن ثم تركوه على رمضاء كربلاء عريانا فلعنة الله على بني أمية بدءاً بأبي سفيان وزوجته وانتهاءاً بمن بارك أفعالهم وأفرحته جرائمهم ضد آل البيت الطاهرين من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين

صــ آل محمد ـداح