#1
|
|||||||||
|
|||||||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته التكلم بما لا يعنى أو بالفضول والمراد بالأول: التكلم بما لا فائدة فيه أصلا، لا في الدين ولا في الدنيا، والثاني ـ أعني فضول الكلام ـ: أعم منه، إذ يتناول الخوض في مالا يعني والزيادة في ما يعني على قدر الحاجة. فان من يعنيه أمر ويتمكن من تقريره وتأديته وتأدية مقصوده بكلمة واحدة، ومع ذلك ذكر كلمتين فالثانية فضول، أي فضل على الحاجة. ولا ريب في أن التكلم بما لا يعني وبالفضول مذموم، وإن لم يكن فيه إثم، وهو ناش عن رداءة القوة الشهوية، إذ الباعث عليه ليس إلا مجرد تشهى النفس وهواها. والسر في ذمه: أنه يوجب تضييع الوقت، والمنع من الذكر والفكر وربما يبني لأجل تهليله أو تسبيحه قصر في الجنة، وربما ينفح من نفحات رحمة الله عند الفكرة ما يعظم جدواه، فمن قدر على أن يأخذ كنزاً من الكنوز، فأخذ بدله مدرة لا ينتفع بها، كان خاسراً. فمن ترك ذكر الله والفكر في عجائب قدرته، واشتغل بمباح لا يعنيه، وان لم يأثم، إلا أنه قد خسر، حيث فاتة الربح العظيم بذكر الله وفكره. فان رأس مال العبد أوقاته، ومهما صرفها إلى مالا يعنيه، ولم يدخر بها ثواباً في الآخرة، فقد ضيع رأس ماله. على أن الغالب تأدية الخوض في مالا يعني وفي الفضول إلى الخوض في الباطل، وربما أدى إلى الكذب بالزيادة والنقصان. ولذا ورد في ذمه ما ورد، وقد روى: " أنه استشهد يوم أحد غلام من أصحاب النبي (ص)، ووجد على بطنه حجر مربوط من الجوع فمسحت امه التراب عن وجهه، وقالت: هنيئاً لك الجنة يا بني! فقال النبي (ص): وما يدريك! لعله كان يتكلم فيما لا يعنيه ويمنع مالا يضره؟ ". وورد أيضاً: " أن رسول الله (ص) قال لبعض أصحابه ـ وهو مريض ـ: ابشر. فقالت امه: هنيئاً لك الجنة!فقال رسول الله (ص): وما يدريك؟ لعله قال مالا يعنيه أو منع ما يعنيه؟ " : يعني إنما تتهنأ الجنة لمن لا يحاسب ومن يتكلم فيما لا يعنيه حوسب عليه، وإن كان كلامه مباحاً، فلا تتهنأ له الجنة مع المناقشة في الحساب، فانه نوع من العذاب. وروى: " أنه تكلم رجل عند النبي (ص) فاكثر، فقال له النبي كم دون لسانك من حجاب؟ فقال: شفتاى وأسناني. فقال: أفما كان في ذلك ما يرد كلامك؟ ". وفي رواية أخرى: " أنه قال ذلك في رجل اثنى عليه، فاستهتر في الكلام، ثم قال: ما أوتي رجل شراً من فضل في لسانه ". وروى: " أنه قدم رهط من بني عامر على رسول الله (ص)، فشرعوا بالمدح والثناء عليه. فقال (ص): قولوا قولكم، ولا يستهوينكم الشيطان "[16]. ومراده (ص): أن اللسان إذا اطلق الثناء، ولو بالصدق، فيخشى أن يستهويه الشيطان إلى الزيادة المستغنى عنها. وقال بعض الصحابة " إن الرجل ليكلمنى بالكلام وجوابه أشهى إلي من الماء البارد على الظمآن فاتركه خيفة أن يكون فضولا ". وقال بعض الأكابر: " من كثر كلامه كثر كذبه ". وقال بعضهم: " يهلك الناس في خصلتين: فضول المال وفضول الكلام ". حد التكلم بما لا يعنى التكلم بما لا يعني وبالفضول لا تنحصر أنواعه وأقسامه، لعدم تناهيها، وإنما حده أن تتكلم بما لو سكت عنه لم تأثم، ولم تتضرر في شيء مما يتعلق بك، ولم يعطل شيء من أمورك. مثاله: أن تحكى مع قوم أسفارك وما رأيت فيها من جبال وأنهار، وما وقع لك من الوقايع، وما استحسنته من الأطعمة والثياب، وما تعجبت منه من مشايخ البلاد ووقائعهم. فهذه أمور لو سكت عنها لم تأثم ولم تتضرر، ولا يتصور فيها فائدة دينية ولا دنيوية لأحد، فإذا بالغت في الاجتهاد حتى لا تمتزج بحكايتك زيادة ونقصان ولا تزكية نفس من حيث التفاخر بمشاهدة الأحوال العظيمة، ولا اغتياب شخص ولا مذمة شيء مما خلقه الله، فانك مع ذلك كله مضيع وقتك. ثم كما أن التكلم بما لا يعنيك مذموم، كذلك سئوالك غيرك عما لا يعنيك مذموم، بل هو أشد ذماً، لأنك بالسؤال مضيع وقتك، وقد الجأت أيضاً صاحبك بالجواب إلى تضييع وقته. وهذا إذا كان الشيء مما لا يتطرق إلى السؤال عنه آفة، ولو كان في جوابه آفة ـ كما هو الشأن في اكثر الأسئلة عما لا يعنيك ـ كنت آثماً عاصياً. مثلا: لو سألت غيرك عن عبادته، فتقول: هل أنت صائم؟ فان قال: نعم، كان مظهراً عبادته فيدخل عليه الرياء، وان لم يدخل الرياء سقطت عبادته ـ على الأقل ـ ومن ديوان عبادة السر، وعبادة السر تفضل عبادة الجهر بدرجات، وإن قال: لا، كان كاذباً، وإن سكت، كان مستحقراً إياك وتأذيت به، وان احتال لمدافعة الجواب افتقر إلى تعب وجهد فيه. فقد عرضته بالسؤال إما للرياء أو الكذب، أو للاستحقار، أو التعب في حيلة الدفع. وكذلك سؤالك عن كل ما يخفى ويستحيي من إظهاره، أو عما يحتمل أن يكون في إظهاره مانع، كان يحدث به أحد غيرك، فتسأله وتقول: ماذا تقول؟ وفيم أنتم؟ وكأن ترى إنساناً في الطريق فتقول: من أين؟ إذ ربما يمنع مانع من إظهار مقصوده. ومن هذا القبيل سؤالك غيرك: لم أنت ضعيف؟ أو ما هذا الضعف أو الهزال الذي حدث بك؟ أو أى مرض فيك؟ وامثال ذلك. وأشد من ذلك ان تخوف مريضاً بشدة مرضه وتقول: ما اشد مرضك وما أسوأ حالك! فان جميع ذلك وامثالها، مع كونها من فضول الكلام والخوض في مالا يعني، يتضمن إثماً وإيذاء. وليس مجرد التكلم بما لا يعني والفضول، وانما مجرد مالا يعني مالا يتصور فيه إيذاء وكسر خاطر واستحياء من الجواب، كما روى: " أن لقمان دخل على داود (ع) وهو يسرد الدرع، ولم يكن يراها قبل ذلك فجعل يتعجب مما يرى. فأراد أن يسأله عن ذلك فمنعته الحكمة، فأمسك نفسه ولم يسأله. فما فرغ داود، قام ولبسها، وقال: نعم الدرع للحرب فقال لقمان: الصمت حكم وقليل فاعله ". وهذا وامثاله من الأسئلة إذا لم يكن فيه ضرر وهتك ستر وإيقاع في رياء أو كذب، فهو مما لا يعنى، وتركه من حسن الإسلام. ![]() اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
|
![]() |
#4 |
المراقبين
![]() |
![]()
اللهم اجعلنا من المحسنين
قولا وفعلا طرح طيب شجون الزهراء |
![]() اللهم صلِّ على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
![]() |
![]() |
#6 |
المراقبين
![]() |
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف و عجل فرجهم يا كريم أشكر لكم مروركم المبارك و لاحرمنا الله من طيب دعائكم حفظكم الله تعالى و سدد خطاكم و قضى حوائجم و أعلى مراتبكم بحق محمد و آل محمد و نسألكم الدعاء |
![]() اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|