يوم جعله الله عيداً للعودة إلى ما فيه رضاه

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
ها نحن ذا قد ختمنا أسبوعنا الحافل بالعطاء والرغبة في العفو عما أجرمنا لنصل إلى الفرصة الثمينة التي أعطانيها خالق السماء لنحصد خلالها ثمار ما قد زرعناه ونجني الخير الذي وعدنا به رب الأرض والسماء ، والفرصة التي قد لا تعود علينا ثانية للتوبة عما جنيناه من معاصٍ وأثام دفعتنا إليها نفوسنا الأمارة بالسوء وإغواء الشيطان الرجيم الذي آلى على نفسه أن يغوي الناس أجمعين مسثنياً منهم عباد الله المخلصين ، فالفرصة قد هيأها الله لنا في هذا اليوم الخاتم لأيام الأسبوع حيث جعله لنا عيداً نهنأ فيه بمناجاة المعبود ونتضرع إليه بالخشوع ونسأله غفران الذنوب ، ونتعهد إليه بالتوبة وعدم العود للآثام، سائليه بخشوع وخنوع مطأطي الرءوس خجلاً منه نظير ما ارتكبناه من عظيم الذنوب
بأن يثبت أقدامنا على الهدى وقلوببنا على التقوى وأن يجعل سمعنا وبصرنا وحتى أفئدتنا مسخرة لرضاه حتى لا نسمع إلا ما فيه سلام ولا نرى إلا ما فيه تأمل في عجيب صنع الله وعظيم آياته وأن ننظر بأفئدتنا إلى الحق فنتبعه وإلى الباطل فنجتنبه
كما ندعوه طامعين في أن يجعلنا من أهل رحمته لنسعد برضاه ونخلد غداً في جنته ، ونتضرع إليه وجلين بأن يفك رقابنا من النار ويُنجينا من عذابها الخالد وزفيرها الحارق وويلها الأليم
نعم إنه يوم قد هيأه الله لنا لنُحاسب به أنفسنا ونُراجع حساباتنا خلال أيام الأسبوع التي تصرمت فإن وجدنا فيها خللاً قومناه بالتوبة في محضر التواب لكي نمحي ذلك الخلل من صفحات أعمالنا لتعود بيضاء زاهية تللأت بطيب الأعمال التي ملأتها ، وإن لم نجد خللاً هنئنا بحسن العمل ودعونا الله بأن يثبتنا على خير العمل لنكون ممن رضي عنهم ورضوا عنه ، متضرعين بجلاله بأن يمن علينا من عظيم بركاته ويوفقنا بإحسانه إلى ما فيه صلاحنا في دنياينا وآخرتنا ، وأن يُهيء لنا من أمرنا رشداً يكون منهجاً لنا للوصول إلى جنانه ومرافقة الصلحاء من عباده في مستقر رحمته
فهنيئاً لنا جميعاً نحن المسلمين بهذا اليوم العظيم ( يوم الجمعة ) وعلينا أن نعمل فيه بما يُختم لنا بالخاتمة الحسنة خلال أسبوع كامل لنكون مهيأين لأيام جديدة نعمل فيها بما يُرضي الله ويُسعدنا في هذه الحياة لننعم بخيراته النازلة ورحماته المنتشرة لتعم مغفرته في هذا اليوم العظيم كل من دعاه مخلصاً منا بعدم العود إلى ما فيه سخطه ، لنعيش البساطة في هذه الحياة وونعم بعظيم الأجر وجزيل الثواب من أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين
اللهم لاتكلنا إلى أنفسنا فنذل ونخزى ولا تكلنا إلى غيرينا فنُهان ونهوى ، بل اجعل اتكالنا عليك في كل الأحوال واهدنا للثبات على الإيمان واحشرنا غداً في زمرة المتقين الأطياب صلواتك وسلامك عليهم أجمعين والحمد لله رب العالمين
اللهم صلى على محمد وعلى أل محمد
اللهم يا من فلقت البحر لموسى وأنطقت في المهد عيسى
أسألك باسمك العظيم وسلطانك القديم
وأسالك اللهم بقدرتك التي حفظت بها يونس في بطن الحوت
ورحمتك التي شفيت بها أيوب بعد الإبتلاء
أن لا تبق لي هماً ولا حزناً ولا ضيقاً ولا سقماً إلا فرجته ، وإن أصبحت بحزنٍ ... فأمسيني بفرح ، وإن نمت على ضيقٍ فأيقظني على فرج ، وإن كنت بحاجةٍ فلا تكلني إلى سواك ، وأن تحفظني لمن يحبني وتحفظ لي أحبتي
اللهم إنك لا تـُحَمِّلُ نفساً فوق طاقتها فلا تـُحَمِّلْنِي من كرب الحياة ما لا طاقة لي به وباعد بيني وبين مصائب الدنيا كما باعدت بين المشرق والمغرب
إلهي .. يامن بِيدهِ حياتي .. يامن إِليه يرْجعُ أمرِي كلّه ، ربي بيدك سعادتي وشقائي ، ربي أسعد قلبي ، ربي أسعد قلبي ، ربي أسعد قلبي
اللهم إِنّي مؤمن أنَّه إن اجتمعت الدنيا على أن ينفعوني بشيءٍ .. لن ينفعوني إِلا بشيءٍ قد كتبته لي ، ولو اجْتَمَعُوا عَلَى أنْ يَضُرُّونِي بشيءٍ لَنْ يَضُرُّونِي إِلاّ بشيءٍ قَدْ كَتَبْتَهُ لِيْ ، رَبّي إِنْ فِي قَلْبي حَاجَاتٍ كَثِيرَة ... لا أَسْتَطِيعُ البَوْحَ بِهَا لأِحَد سِوَاك اَنْتَ تَعْلَمُ سِرّي وما يُضْمِرُه قَلْبِي ، رَبّي بِكلمَة ( كُنْ ) مِنْك تَسْعَدْ حَيَاتِي ، رَبّي قُلْ لِأُمْنيَاتِي كُونِي ... رَبّي قُلْ لِأُمْنيَاتِي كُونِي... رَبّي قُلْ لِأُمْنيَاتِي كُونِي فَإِذَا كُنْتَ أَنْت مَعِي ... لَا أَحْتاجُ سِوَاكْ ... آمين يا فارج الهمّ ويا كاشف الغمّ فرّج همي ويسرّ أمري وأرحم ضعفي وقلة حيلتي وارزقني من حيث لا أحتسب يارب العالمين
و صلى الله على محمد وأله الطيبين الطاهري

صــ آل محمد ــداح