تكرار التسامح وطيبة النفس

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين

بقلب خالٍ من البغض وخالٍ من الحقد وخالٍ من الحسد أبدأ حديثي الطيب والمبارك معكم أيها الأحبة بذكر السلام الذي هو مفتاح الكلام والمنبع الصافي الذي يفيض بالود لكم ولجمال انصاتكم وزينة قراءتكم أيها الأفاضل
لقد قرأت موضوعا بعنوان تسامح أم غباء يُبدي فيه الكاتب ما لذلك الإنسان المتسامح من نفس تحوي الطيبة وتتعامل مع الناس بشفافية لا تعرف البغض لمن أساء إليها بل في كثير من الأحيان تقابل الإساءة بالمعروف والعداوة بالود والشر بالخير ، حتى صارت شماعة تُعلق عليها الأخطاء وسلة تُرمى فيها الأوساخ من قبل من يحمل نفساً دنيئة لا تعرف الخير ولا تهوى المعروف وتتلذذ بزرع الفتن وبث السموم ، وتنشط حينما تتعامل مع تلك النفس التي تحوي الطيبة وتتعامل بالتسامح وترى من حولها بمنظار يُبدي الجمال ويُخفي كل ما هو قبيح ، فتستغلها النفس الخبيثة لتصل بها إلى ما تُريد ومن ثم ترمي ما تحوي من قاذورات عليها وتورطها بقبح العمل لتُبدي للناس أنها هي الطاهرة التي عملت بجد من أجل الخير وأن تلك النفس هي التي حادت عن طريق الحق ، وبعد أن تنتهي المؤارة وتهدأ الأمور تعود تلك النفس التي تربت على الهوى وسلكت طريق الشيطان إلى تلك النفس الشفافة طالبة منها السماح ومتعهدة لها بترك الحيل وزرع الفتن فتُقابلها تلك النفس بالمحبة وتبدأ معها العمل من جديد لتعود ريمة لعادتها القديمة ليتكرر الإضرار بتلك النفس لتعود إلى دوامة الذى من جديد
ليطرح هذا السؤال وبالخط العريض

أتسامح هذا أم غباء؟
أخوتي الأفاضل
المؤمن كَيس ولا يُلدغ من جحر مرتين
فإن تسامح على الخطأ أولاً فهذا يُحسب له ويُمدح من خلاله باحتواء لنفس طيبة وخُلق جميل بإبدائه للسماح عن ذلك المُسيء
لكن إذا تكررت الإساءة ممن قد أساء سالفاً وأبدى تسامحه ناسياً او متناسياً الإساءة الأولى فهذا لا يُعد من الطيبين بل يكون من الأغبياء والحمقى الذين رضوا بأن يكونوا سلة ترمى فيها القاذورات وشماعة تعلق عليها الأخطاء ، ومن يحمل نفساً بهذه الصفات فهو يُسيء إليها ويظلمها لأنه أبدى السماح المُتكرر لظالمها والذي لا جدوى فيه فهو بذلك يكون معيناً له على ظلمها ، والكيس هو ذلك الإنسان الذي يتعامل بالحذر ويتسامح إن علم بأن تسامحه يُبدي الندم لذلك الشخص المسيئ كما فعل النبي الأكرم صلى الله عليه وآله مع ذلك اليهودي الذي آذاه لدرجة كان يرمي القاذورات في طريقه ، فما كان منه صلى الله عليه وآله إلا أن عاده في مرضه ليُبين له جمال نفسه وسمو خلقه وليزرع في نفسه الخير ويجنبها الشر ، فكان له ما أراد حيث تحول ذلك الإنسان من مُبغض معادي إلى محب موالي لرسول الله صلى الله عليه وآله
هنا يكون التسامح محموداً ويؤتي ثماره ويستحق عليه صاحبه الأجر والثواب
صــ آل محمد ــداح