#1
|
|||||||||
|
|||||||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تكثر بين أقوام تجمعهم روابط يجتمعون لأجلها في مجالس المخاطبات ويتواردون على الأغراض، فإذا خالف بعضهم بعضاً في غرض من اغراضه، أبغضه وثبت فيه الحقد، فعند ذلك يريد استحقاره والتكبر عليه، ويكون في صدد مكافاته على المخالفة لغرضه، ويكره تمكنه من النعمة التي توصله إلى أغراضه، فيتحقق الحسد. ولذا ترى أنه لا تحاسد بين شخصين في بلدتين متباعدتين، لعدم رابطة بينهما، إلا إذا تجاورا في محل واحد، وتواردا على مقاصد تظهر فيها مخالفة بينهما فيحدث منهما التباغض ـ وتثور منه بقية أسباب الحسد. وترى كل صنف يحسد مثله دون غيره، لتواردهما على المقاصد، وتزاحمهما على صنعة واحدة فالعالم يحسد العالم دون العابد، والتاجر يحسد التاجر دون غيره، إلا بسبب آخر سوى الاجتماع على الحرفة، وهكذا يغم من اشتد حرصه على حب الجاه وأحب الصيت والاشتهار في جميع أطراف العالم وشاق التفرد بما هو فيه، فانه يحسد كل من في العالم ممن يشاركه في الفن الذي يتفاخر به. ثم منشأ جميع ذلك حب الدنيا، إذ منافعها لضيقها وانحصارها تصير محل التزاحم والتعارك، بحيث لا يمكن وصول منفعة منها، كمنصب أو مال إلى أحد إلا بزوالها عن الآخر. وأما الآخرة، فلا ضيق فيها، فلا تنازع بين أهلها. ومثالها في الدنيا العلم، فانه منزه عن المزاحمة، فمن يحب العلم بالله وصفاته وافعاله ومعرفة النظام الجملي من البدو إلى النهاية لم يحسد غيره إذا عرف ذلك أيضاً. إذ العلم لا يضيق عن كثرة العالمين، والمعلوم الواحد يعرفه ألف ألف عالم، ويفرح كل واحد منهم بمعرفته ويلتذ به، ولا ينقص ما لديه بمعرفة غيره، بل يحصل بكثرة العارفين زيادة الانس وثمرة الافادة والاستفادة. إذ معرفة الله بحر واسع لا ضيق فيه، وكل علم يزيد بالإنفاق وتشريك غيره من أبناء النوع، يصير منشأ لزيادة اللذة والبهجة، وقس على العلم التقرب والمنزلة عند الله وغيرهما من النعم الأخروية. فان أجلّ ما عند الله من النعم وأعلى مراتب المنزلة والقرب عنده تعالى لذة لقائه، وليس فيها ممانعة ومزاحمة، ولا يضيق بعض أهل اللقاء على بعض، بل يزيد الأنس بكثرتهم. وقد ظهر مما ذكر: انه لا تحاسد بين علماء الآخرة، لأنهم يلتذون ويبتهجون بكثرة المشاركين في معرفة الله وحبه وأنسه، وإنما يقع التحاسد بين علماء الدنيا، وهم الذين يقصدون بعلمهم طلب المال والجاه. إذ المال أعيان وأجسام، إذا وقعت في يد واحد خلت عنها أيدي الآخرين. والجاه ملك القلوب، وإذا امتلأ قلب شخص بتعظيم عالم، انصرف عن تعظيم الآخر، أو نقص عنه لا محالة، فيكون ذلك سبباً للتحاسد. وأما إذا امتلأ قلبه من الابتهاج بمعرفة الله، لم يمنع ذلك من أن يمتلئ غيره به. فلو ملك إنسان جميع ما في الأرض، لم يبق بعده مال يملكه غيره لضيقه وانحصاره. وأما العلم فلا نهاية له، ومع ذلك لو ملك إنسان بعض العلوم لم يمنع ذلك من تملك غيره له. فظهر أن الحسد انما هو في التوارد على مقصود مضيق عن الوفاء بالكل، فلا حسد بين العارفين ولا بين أهل العليين، لعدم ضيق ومزاحمة في المعرفة ونعيم الجنة، ولذا قال الله سبحانه فيهم: " ونزعنا ما في صدورهم من غلٍّ إخواناً على سررٍ متقابلين "[1]. بل الحسد من صفات المسجونين في سجن السجين. فيا حبيبي، إن كنت مشفقاً على نفسك، طالباً لعمارة رمسك، فاطلب نعمة لا مزاحمة فيها، ولذة لا مكدر لها. وما هي إلا لذة معرفة الله وحبه وانسه، والانقطاع إلى جناب قدسه، وإن كنت لا تلتذ بذلك. ولاتشتاق إليه، وتنحصر لذاتك بالأمور الحسية والوهمية، فاعلم أن جوهر ذاتك معيوب، وعن عالم الأنوار محجوب، وعن قريب تحشر مع البهائم والشياطين، وتكون مغلولا معهم في أسفل السافلين. ومثلك في عدم درك هذه اللذة، مثل الصبي والعنين في عدم درك لذة الوقاع. فكما أن هذه اللذة يختص بإدراكها رجال أصحاء، فكذلك لذة المعرفة يختص بادراكها: " رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله "[2]. ولا يشتاق غيرهم إليها، إذ الشوق بعد الذوق، فمن لم يذق لم يعرف، ومن لم يعرف لم يشتق، ومن لم يشتق لم يطلب، ومن لم يطلب لم يدرك، ومن لم يدرك كان مطروداً عن العليين، ممنوعاً عن مجاورة المقربين، محبوساً مع المحرومين في أضيق دركات السجين. " ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين "[3]. ---------------- [1] الحجر، الآية: 47. [2] النور، الآية: 37. [3] الزخرف، الآية: 36. ![]() اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
|
![]() |
#2 |
![]() مديــر عام ![]() |
![]() ![]() ![]() شجون الزهراء أسأل الله الذي لن تطيب الدنيا إلا بذكره ولن تطيب الآخرة إلا بعفوه ولن تطيب الجنة إلا برؤيته أن يديم ثباتك ويقوي إيمانك وصحتك ويرفع قدرك ويشرح صدرك ويسهل خطاك لدروب الجنة وأن يجعلك من عتقائه من النار ومبروك عليك شهر رمضان ![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() |
![]() |
#6 |
المراقبين
![]() |
![]() بارك الله بكم على المرور والدعوات الطيبة . رحم الله والديكم وفقكم الله و سدد خطاكم لكل خير بجاه محمد وآله الطاهرين نلتمسكم الدعاء وصل اللهم على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجل فرجهم يا كريم |
![]() اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|