بدر تم نوره في أرض الخلود

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
ها هو البدر المنير والقمر الزاهر قد نشر نوره الجميل في أفق الكون في يوم اختفت فيه نجوم النجس وتلألأت نجوم الفرح احتفاءاً بذلك الضياء الزاهي لتعلن للبشر أجمع بأن هذا النور الذي زها في سماء المجد له شأن عظيم فهو مخلوق ليوم عظيم يكتمل فيه نوره حينما يسقط على الأرض شهيداُ خدمة لدين الله وإعلاءاً لكلمته ووفاءاً لذلك الإمام الذي اختار الموت على ان يخضع للملاعين
نعم إنه ذلك البدر الذي كانت أمه تُحدث عنه أمها حينما جاءها أمير المؤمنين عليه السلام خاطباً ، فصادف تشريف الأمير في بيت أبيها ذلك الحديث الذي حدثت به أمها عن رؤيا رأتها في المنام ، وكان مضمونها أنها رأت قمراً قد سقط في حجرها وتَلَتهُ أربعة نجوم ، وما هي إلا لحظات وإذا بذلك الحلم قد فسر نفسه فما أسرع أن جاء والدها يُخبرها بخطبة الأمير لها لتسعد بحمل ذلك النور المتمثل في قمر بني هاشم في رحمها لتسعة شهور ومن ثم يُشرق بأنواره البهية في مثل هذا اليوم ليستبشر به سيد شباب أهل الجنة ومصباح الهدى الإمام الحسين عليه السلام
ليتلقى بعد ذلك الغذاء الروحي من أبيه الأمير ويتعلم منه الشجاعة والإقدام والإندفاع ببِسالة لخدمة الدين لينشأ على إنكار الذات وحب الإيثار والبطولة التي ورثها من طبع الأمير
ليكون مهيأاً ليوم كربلاء العظيم والمعركة الخالدة والتي بها تم نوره وبقي يشع في سماء الكون إلى يوم الناس هذا وسيبقى مشعاً إلى يوم الدين ، نعم إنه العباس بطل من أبطال كربلاء والذي تكفل بحماية ذرية خير المرسلين من جور الأعداء والمُتجبرين ، ليشهد له أربعة من أئمة الهدى أطهاراً معصومين بأنه قد وفى لإمامه وذهب إلى الخلود على بصيرة من أمره ، وسيُكافأ غداً برد الجميل من سيدة نساء اعالمين البتول ازهراء عليها السلام حيث تطلب من جلال الله أن يحكم على من قطع كفيه ظلماً وجوراً ، حينما كان يحامي عن دين الله ويُفدي بروحه ولي الله وسبط النبي الأمين صلى الله عليه وآله
ليكون هناك مغبوطاً من الشهداء والصالحين ، ليطير في جنان الخلد بجناحين جميلين بدلاً من كفيه المقطوعتان في خدمة الدين
مبارك عليكم أيها الموالون هذه الإشراقة المباركة لنور من أنوار آل البيت الكرام وبطل من أبطال بني هاشم العظام والذي كان نافذ البصيرة صلب الإيمان قمر بني هاشم العباس بن أمير المؤمنين عليه السلام


صــ آل محمد ــداح