آهات الألم ومر الفراق

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
زوجي الغالي
أين أنت؟ لماذا لا أسمع صوتك؟ لِمَ هذ الجفاء؟ ألهذا الحد أنت تكرهني؟ ألهذا الحد صرت عندك رخيصة ولا قيمة لي؟
ألم أكن في يوم من الأيام الحبيبة التي تتوق إلى رؤيتها؟ والعزيزة التي لا تهنأ إلا حينما تسمع صوتها؟ والغالية التي لا تنام ألا بقربها؟
ماذا تغير؟ ولماذا هذا يكون؟ ومنذ متى؟
لم أعهدك من قبل بهذه الصورة العبوسة ولا بهذا القلب القاسي كنتَ لي نعم الحبيب ، كنتُ أشعر بقربكَ بدفئ الحياة وبجمال العيش
حنانك قد غمرني وعطفك أشعرني بأني أسعد إنسانة تعيش في كنف إنسان عظيم يحمل الرقة في قلبه والرحمة في نفسه
كنتُ أرى فيكَ التعامل الجميل والقول الحميد والإحسان الذي به إزدانت حياتي
عزيزي وأبا الأبناء
أَصدقني القول ولا تعاملني بهذا الجفاء ، قل لي بأنك كرهتني ، قل لي بأنك لا تريدني ، أعتقني لوجه الله ولا تستعبدني ، خلي سبيلي فذلك خيرٌ لي ، وإن كان يعزُ علي فراقك ويحرق قلبي انفصالي عنك إلا أنه أسلم لي ولك
نعم حبيبي
هذا هو الحل وإن كنتُ لا أُحبذه فإن أنت سئمت العيش معي فأبغض الحلال عند الله هو السبيل لراحتك وراحتي
لاتخف على أبناءك فهم فلذات كبدي وأعز ما عندي في هذه الحياة بعدك يا عمود خيمتي الذي انهار في لحظة لم أكن لأحسب لها حساب
أبناؤك هم أبنائي وأعزتك هم أعزتي واعلم بأن قلبي ينبض بحبهم وروحي لا تستقر إلا بوجودهم فدعهم لي أتسلى بتربيتهم وأتذكر تلك الأيام الخوالي التي قضيتها معك بجمال العيش وزينة الحياة التي ذابت كما يذوب الملح في الماء وتلاشت كما يتلاشى السراب ، دعهم لي يهنأون بحسن تربيتي ويتعلمون من جمال خُلقي فأنا لهم باقية ولن أرضى بأن يأتي أحدٌ يأخذ مكانتهم من قلبي
نعم عزيزي
سأعيش لهم أعمل بكل جدٍ لأراهم رجالاً ينعمون بفكرٍ راقٍ وجسمٍ سليم يُعينهم على شق طريق الحياة ليكونوا مؤهلين لخدمة الدين والوطن
استأمني عليهم ولا تخف فأنا كما كنتُ لك خير زوجة حفظتكَ في غيابك ولم أفشي أسرارك حتى بعد أن تغيرت أحوالك وصرتُ غريبة في حياتك لم أجرؤ ولن أجرؤ على كشف أسرارك
كيف لي أن أفشي سر من كان ظلاً أستظل به عن عيون الأعداء وستراً أستتر به عن أشعة الشمس الفاضحة لأبقى مكنونة طوال مدة إقتراني بك
نعم زوجي الذي لا أعلم أءبقى له زوجة أم أكون له مُطلقة فذاك مرجعه إليك وأنت صاحب القرار واعلم بأنه لن يضيرني إن أنت قررت الطلاق لكن ما يضيرني أن تأخذ أبنائي من بين يدي وتتركني رهينة للهواجس وأسيرة للآهات فهذا قد يودي بحياتي
زوجي: لا أعلم ما إذا كنتَ تقبل هذه الكلمة مني
هذا هو مطلبي منك إن أنتَ قررتَ الإنفصال عني واعلم بأني سأدعو لك بالتوفيق مع من عشقها قلبك وبسببها هجرتني وبسببها قد تطلقني
تفضل علي ببقاء أبنائي بجنبي إن أنتَ فعلتها وسأكون لك من الشاكرات

خاطرة تحكي قصة جفاء زوجٍ لزوجته بسبب إمرأة أخرى من خواطر
صــ آل محمد ــداح