فضل الإطعام

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..

اليوم يحزم شهرشعبان أمتعته بعد أن ملأها بأعمال المؤمنين التي تقربوا بها إلى الله ليرفعها في ميزان أعمالهم لتطيب بها أرواحهم بعد أن حلقت في ملكوت الله طالبة العفو والرضا والرحمة والمغفرة راجية البلاغ للتزود من مائدة الله الكبرى في شهر رمضان ، شهر الرحمة ، شهر القرآن ..

يطيب لي في ختام شعبان أن أُزين سطوري بنور كلام الإمام الحسين عليه السلام ليكون ختام الكلام في شهر شعبان متصلاً ببدئه عند الإستهلال ..

ورد عن سيد الشهداء عليه السلام قوله: *لَئِن أطْعِمَ أخاً لي مُسلِماً أحبُّ إليّ مِن أن أعتق أفُقاً من الناس* قيل وكم الأفق؟ قال: *عشرة آلاف* ..

يُبين الإمام الحسين عليه السلام فضل الإطعام ، وما للمُطعم من عظيم الأجر عند الله ، لذا كان الإطعام عنده أحب من إليه عتق عشرة آلاف رقبة في سبيل الله ..

طاب لي إيراد هذه المقولة المُضيئة لأبي عبد الله الحسين عليه السلام في هذا اليوم والذي في عشيته يستتبشر المؤمنون باستهلال شهر الخير والذي يحلو فيه الإطعام ، فهنيئاً لمن وُفق في شهر الله الكريم لإفطار صائم ، ونال به عظيم الأجر من الجواد الكريم الوهاب الحكيم ، الذي يضاعف أجر العمل في هذا الشهر ، فإن كان الإطعام في غير هذا الشهر بأجر عتق عشرة آلاف رقبة كما جاء عن أبي الأحرار ، ففي هذا الشهر يتضاعف الأجر ليكون بأجر عتق عشرين ألف رقبة ..

اللهم يامن وفقتنا للسعي فيما يرضيك في رجب وشعبان بلغنا شهررمضان وطيبنا بنفحاته الزاكية ورحماته المنتشرة واجعلنا فيه من خير أهلٍ وأصحاب ، واجعل فيه أرواحنا محلقة في ملكوتك وألستنا لهجة بذكرك وقلوبنا نابضة بحبك ، ونفوسنا طيبة بتقربها لك ، واجعل صيامنا فيه صيام خواص الخواص ، لتطيب أعمالنا وترفع ثابتة في ميزان أعمالنا لنرى جمالها في يوم الجزاء ذلك اليوم الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم ..