يا هلال البؤس: أخبرني من المنتصر؟

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على محمد وآله الطاهرين

ها أنت ذا قد ظهرت يا هلال البؤس بنور لا يكاد يُبين لتعلن للملأ بدء قصة تحكي المآسي التي ستحل على الطيبين بطلها إمام عظيم مارس الطب بعقل سليم وعلم مُبين فشخص دين الله القويم فرأى علته مستعصية لا تداوى إلا بدمائه ولا يتعافى إلا بتضحياته ولن يبقى خالداً في الوجود إلا إذا ما ذُبح عطشاناً غريباً بعد أن يفديه بأصحابه وأولاده وكل عزيز

فقام بثورة هزت عرش من سقى دين الله السم النقيع ، في بقعة طهرت بدمائه وتطيبت بجثمانه وشُرفت برقدته لتكون قطباً للوافدين ، ومناراً للزائرين

نعم يا هلال المحرم جئت تحمل قصة صراع مرير بين من يدعو لرب السماء بعلم وحلم وخُلق عظيم وبين من يدعو إلى الضلال ويجر الأمة للهاوية بجهل وظلم وجور عظيم لتخلد غداً في قعر الجحيم

قصة عجيبة في ظاهرها وعظيمة في بقائها وخلودها كل هذي السنين

لنتأمل جيداً في أحداثها ولننظر من يا تُرى فيها المنتصر أهو الحسين إمام الهدى؟ أم يزيد إمام الضلال؟ ، سؤال جوابه سهل يسير ، لكن هناك من قد عمي وخطف عينيه بريق السيوف فرأى الحسين صريعاً جديلاً ورأى رأسه فوق رمح طويل ، ورأرى حريمه قد سُبيت وأطفاله قد شُردت ورأى يزيد في قصره يشتم ويضرب ثنايا الحسين ، فقال بجزم لا شك فيه ، أن يزيدَ هو المنتصر وهو الإمام الراشد الحكيم ، ولو تأمل بعقل سليم وطاف بقلبه ضريح الحسين وطيب نفسه بمرقده وشم عطر تربته ورأى بعينه الزحف الكبير ، وجال بطرفه لقبر يزيد ورأى ذلك القصر المَشيد كيف تحول إلى جيفة وبيت خلاء للعابرين لما تعسر عليه الجواب ولتجلت له الحقيقة ناصعة كشمس الظهيرة في كبد السماء أن الحسين هو المنتصر وأن يزيد هو المنهزم ، وأن الحسين بدمائه قد كسر سيوف ورماح يزيد ، ليبقى الحسين ويفنى يزيد ويبقى دين الله حياً معافاً ليظهر على أديان الورى ويبقى عزيزاً بتضحيات الحسين

مركز تحميل الصور

صــ آل محمد ــداح