#1
|
|||||||||
|
|||||||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين لا أدري بأي خطابٍ أُناديكِ أبالرحم الطيب الذي قضيت فيه تسعة شهور تكاملت خلالها فيه أعضائي ، أم بالأم الرءوم ذات الحضن الدافئ والقلب النابض والصدر الحاني التي بها طابت نشأتي وارتقى فكري وحسنت أخلافي ، أم أخاطبكِ بالأخت العزيزة التي أفاضت علي بودها وعطفها وغمرتني بمشاعرها وجعلتني أهنأ بالحياة معها طفلاً صغيراً وشاباً يافعاً ورجلاً ناضجاً ، أم أخاطبكِ بالزوجة والحبيبة التي بها وجدتُ لذة الحياة وجمال العيش ، تُسعدني بالنظر إليها وتحفظني بالغياب عنها ، أم أناديك بالبنت الكريمة والبضعة الجميلة والريحانة العطرة التي تضفي على حياتي نكهة طيبة وعطراً زاكياً يفوح بأريج نفسها ويفيض بنبع مشاعرها لتشعرني بأُبوتي لها .. إني لمحتار بأي من هذه الأدوار السامية أُخاطبكِ لأبدأ معكِ هذا الحوار الجميل .. عزيزي آدم أتراني كيف أني أخاطبك بإسم شامل لأدوارك والتي لا تقل شأناً عن أدواري والتي بهما معاً تتكامل الحياة ، فكما أني الرحم والوعاء الحامل لنطفك فأنت الصلب المكون لتلك النطف ، وكما أني الأم الحانية على أولادك ، فأنت الأب الساعي في طلب الرزق والمشبع لبطونهم والمربي الفاضل الساعي لآشباع نفوسهم بطيب الغذاء الروحي المنجي لهم من ويلات الجحيم ، وكما أني الأخت الفائضة بمشاعر الود لك فأنت الأخ الغيور المدافع عني والمفدي بنفسك من أجل أن أبقى عزيزة لا أضام ، وإن كنت لك زوجة تحفظكِ في غيابك وتسعدك بالنظر إليها فأنت لي الخيمة والستر الذي فيه أصان عن عيون الأجناب ، وإن كنت البُنية المدللة والريحانة العطرة فأنت الأبن الذي به أبني مستقبلي وأرى فيه ثمرة تربيتي له برعايته لي في كبري وشفقته علي وخفض جناح الذل لي .. ها أنا ذي أخاطبتك بذلك الإسم الجميل الذي هو عندي بمثابة الحياة فما أجمل أن أناديك بآدم وما أحلى أن تخاطبني بحواء .. لا أعلم كيف ذُهلت عن هذا الإسم الجميل والذي فيه جمال الحياة .. حواء لقد حيرتيني للمرة الثانية فبدءاً احترت مذهولاً في أن أخاطبكِ باسم يحوي جمال أدواركِ والآن أنا محتار بأي خطاب أبدأ معكِ فيه الحوار .. لقد كفيتيني بجمال ردكِ عن طرح أسئلتي حيث كنت أظن بأن الحياة لا قيمة لها بدونكِ وجمالها لا يكتمل إلا بكِ فإذا بي أرى أن تكامل الحياة يكون بوجودنا نحن الإثنان معاً فأنتِ بما تملكين من مؤهلات أودعها الله فيكِ مكنتكِ من أن تكوني نصف جمال الحياة حيث لولا فيض العواطف التي تنبع من جنبات نفسكِ لما كانت الأجيال ، وأنا أيضاً بما أهلني به ربي من صفات مكنتني من أن أقاوم متاعب الحياة وأخترق صعوباتها بما أملك من قوة البدن ورزانة العقل .. نعم عزيزي آدم إن الحياة لم تكن لتكون لولا وجودنا معاً نزينها بما آتانا الله من صفات أهلتنا لأخذ أدوارنا التي فرضها الله علينا والتي بها وصلت البشرية إلى هذا التطور المشهود وهذا العلم المنشود وهذه الحضارة المتقدمة ، فشكراً لله وحمداً على ما آتانا .. نعم عزيزتي حواء ليس لنا هنا إلا أن نسجد لله شكراً أن جعل بيننا مودة ورحمة فهي سبب سعادتنا وسبب تطورنا وسبب تكاثرنا فألف الحمد لله وشكراً ![]() صــ آل محمد ــداح |
|
|
|