#1
|
|||||||||
|
|||||||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين سلام الكرام أبدأ به هذا المقال وأعتذر إن هو طال فموضوعه وإن كان طويلاً إلا أن فيه الفائدة والمنفعة لمن له توجه في الخطاب ، من رجال أو نساء نعم أحبتي: سطوري هذه تحوي ثلاث نقطاط بها يتمكن من له توجه في الخطابة أن يتميز ويصبح خطيباً مفوهاً ، فعلى من يرغب في أن يكون خطيباً قراءة هذا الموضوع جيداً وبتمعن عله ينتفع مما فيه من خلال هذه النقاط النقطة الأولى: أن يكون الخطيب متسماً بالثبات وقوة القلب والإيمان فهذا يساعده على الإنطلاقة في الكلام من دون تلعثم أو تلكك ، وبه يتمكن الخطيب من الرد بثبات مستحضراً الأدلة والبراهين التي تؤيد حديثه على من يُشكل عليه ولنتمعن سوية في أسلوب الزهراء عليها السلام حينما أرادت أن تخطب في المسلمين في خطبتها المعروفة بالخطبة الفدكية ، فلقد وجدنا لثباتها أثره الطيب على نفوس المستمعين ، واستِثارة مشاعرهم لدرجة جعلتهم يبكون بمجرد أنةٍ أنتها قبل أن تبدأ الخطاب ، ومن ثم وبعد أن استرسلت في خطابها قوطعت من قبل الخليفة الأول بقوله ابْنَةَ رَسُولِ اللهِ، لَقَدْ كانَ أَبُوكِ بالمُؤْمِنِينَ عَطُوفاً كَريماً، رَؤُوفاً رَحِيماً، وَعَلىَ الْكافِرِينَ عَذاباً ألِيماً وَعِقاباً عَظِيماً ؛ فَإنْ عَزَوْناهُ وَجَدْناهُ أباكِ دُونَ النِّساءِ، وَأَخاً لِبَعْلِكِ دُونَ الْأَخِلاّءِ، آثَرَهُ عَلى كُلِّ حَمِيمٍ، وَساعَدَهُ فِي كُلِّ أمْرٍ جَسيمٍ، لا يُحِبُّكُمْ إلّا كُلُّ سَعِيدٍ، وَلا يُبْغِضُكُمْ إلّا كُلُّ شَقِيٍّ ؛ فَأَنْتُمْ عِتْرَةُ رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وآله الطَّيِّبُونَ، وَالْخِيَرَةُ الْمُنْتَجَبُونَ، عَلَى الْخَيْرِ أَدِلَّتُنا، وَإلَى الْجَنَّةِ مَسالِكُنا، وَأَنْتِ -يا خَيْرَةَ النِّساءِ وَابْنَةَ خَيْرِ الْأنْبِياءِ- صادِقَةٌ فِي قَوْلِكَ، سابِقَةٌ فِي وُفُورِ عَقْلِكِ، غَيْرُ مَرْدُودَةٍ عَنْ حَقِّكِ، وَلا مَصْدُودَةٍ عَنْ صِدْقِكِ، وَوَاللهِ، ما عَدَوْتُ رَأْيَرَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وآله حينما قال: ((نَحْنُ مَعاشِرَ الْأَنْبِياءِ لا نُوَرِّثُ ذَهَباً وَلا فِضَّةً وَلا داراً وَلا عِقاراً، وَإنَّما نُوَرِّثُ الْكُتُبَ وَالْحِكْمَةَ، وَالْعِلْمَ وَالنُّبُوَّةَ، وَما كانَ لَنا مِنْ طُعْمَةٍ فَلِوَلِيِّ الْأَمْرِ بَعْدَنا أنْ يَحْكُمَ فِيهِ فلم يرهبها قوله بل يهزها كلامه فأجابته بثبات قائلة: )سُبْحانَ اللهِ! ما كانَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وآلهِ عَنْ كِتابِ الله صادِفاً، وَلا لِأَحْكامِهِ مُخالِفاً، بَلْ كانَ يَتَّبعُ أَثَرَهُ، وَيَقْفُو سُورَهُ، أَفَتَجْمَعُونَ إلى الْغَدْرِ اْغتِلالاً عَلَيْهِ بِالزُّورِ ؛ وَهذا بَعْدَ وَفاتِهِ شَبِيهٌ بِمابُغِيَ لَهُ مِنَ الْغَوائِلِ فِي حَياتِهِ ثم استشهدت بآيات من كتاب الله تثبت أن الأنبياء يورثون كما غيرهم فأفحمت بكلامها الرجل فجعلته يتراجع عن كلامه لها بقوله صَدَقَتِ ابْنَتَهُ؛ أَنْتِ مَعْدِنُ الحِكْمَةِ، وَمَوْطِنُ الهُدى وَ الرَّحْمَةِ، وَرُكْنُ الدِّينِ وَعَيْنُ الحُجَّةِ، لا أُبْعِدُ صوابَكِ، وَلا أُنْكِرُ خِطابَكِ هؤلاءِ المُسْلِمونَ بَيْنِيَ وبَيْنَكِ، قَلَّدوني ما تَقَلَّدْتُ، وَ باتِّفاقٍ مِنْهُمْ أَخَذْتُ ما أَخَذْتُ غَيْرَ مُكابِرٍ وَلا مُسْتَبِدٍّ وَلا مُسْتَأْثِرٍ، وِهُمْ بِذلِكَ شُهودٌ النقطة الثانية: أن يتسم الخطيب بقوة الإشارة المختزِلة لكثير من المعاني في جملة واحدة .. إذا ما أراد المحلل تفكيكها احتاج إلى مجلد أو مجلدات ومثال ذلك نأخذه من خطاب الزهراء أيضا فشواهدنا هنا لا تتعدى ما وردت في خطبتها من كلمات نيرة ومباركة فهذه الخطبة خير انموذج يتعلم منه من أراد ارتقاء المنابر ونشر ما فيه المنفعة للمؤمنين .. لنأخذ هنا إشارة الزهراء هذه ، ولنتمعن في المعاني التي اختزلتها مع أنها لا تتعدى بضع كلمات قالت عليها السلام:اعْلَمُوا أنِّي فاطِمَةُ وَأبي مُحمَّدٌ هل تمعنتم في هذه الجملة المكونة من خمس كلمات؟ ماذا وجدتم يا ترى؟ نعم لقد وجدتموها تحوي إشارة قوية تختزل معان عظيمة تبين مكانتها وعظيم منزلتها عليها السلام فهمها كل من حضر واستمع إلى خطابها من المسلمين النقطة الثالثة: أن يربط الخطيب مواضيع خطبته ببعضها ليصل بها إلى ما يريد من دون أن يشتت ذهن المستمع بالذهاب بهم يميناً وشمالاً ليبعدهم عن الهدف الذي من أجله ألقى خطابه ، وقد تجلى ذلك الربط الجميل في خطاب الزهراء عليها السلام الحاوي لمواضيع ثلاثة عقائدية وفقهية وأخلاقية ربطتهم ببعض لتوصل بهم رسالة بينت فيها أن فدكاً من حقها لمطاب عدة ظهرت جلية رغم الإعتراض الذي بدا من الخليفة والذي حاول فيه إبعاد ذلك الحق عن يدها برواية إدعى أنه سمعها من أبيها المصطفى عليه وآله السلام أكتفي هنا بما أوردت وأتمنى على من له توجه في الخطابة أن يستفيد من وينتفع من هذه السطور المتواضعة ليكون متميزاً وخطيباً مفوهاً ، كما أتمنى على أخواتي أن يتشجعن في التوجه للخطابة علنا مستقبلاً نرى خطيباتٍ مفوهاتٍ يرتقين المنابر وينفعن بخطاباتهن مثيلاتهن من المؤمنات سائلاً من الله الموفقية للجميع ![]() صــ آل محمد ــداح |
|
|
|