خط الإمام الحسين (عليه السلام) الفضيلة والعطاء والمُثل السامية للبشرية جمعاء في نهضته العظيمة
يرى المرجع الديني آية الله العظمى السيّد صادق الحسيني الشيرازي في توصياته وتوجيهاته القيّمة، بأنّ "الإمام الحسين خطّ في نهضته العظيمة للبشرية جمعاء على امتداد التاريخ؛ الفضيلة والعطاء والمُثُل السامية في العقيدة والسلوك، حيث قال في وصيته الشاملة التي كتبها لأخيه ابن الحنفية : «إني لم أخرج أشراً ولا بطراً، ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أُمة جدّي»".
ويشير سماحته بأنّ الإمام الحسين هو (الوتر) الذي تواتر وصفه بذلك على ألسنة المعصومين في زياراته وغيرها، وهو الإمام الذي انتخبه الله تعالى ليكون القيّم بهذا الإصلاح الجذري والشامل الذي أماط اللثام ـ ولا يزال ـ بأقواله النيرة وسيرته المعطاءة عن وجه الطغاة، الذين تقمصوا لباس الإسلام وتكلّموا زوراً باسمه، فكشفهم للتاريخ وفضحهم، فلولا نهضة الإمام الحسين كيف كان يُفتضح يزيد ومن سبقه ولحقه من نظرائه، الذين تسنّموا تضليلاً وخداعاً خلافة رسول الله ؟ ولولا نهضته المباركة مَن كان يفضح بني مروان وبني العباس والعثمانيين، الذين تربعوا على كرسي زعامة المسلمين وباسم الإسلام، ثم مارسوا أبشع أنواع التنكيل والظلم بحق الأبرياء العزّل، وهكذا سيبقى الإمام الحسين نبراساً عظيماً ينير الدرب، لا للمسلمين فقط بل لكل البشرية، ليميّزوا الخير عن الشرّ ويفصلوا بين الإسلام الصحيح وبين الإسلام المزيّف.
ويضيف: "نجد الظالمين عبر التاريخ ومنذ أن قُتل الإمام الحسين وحتى اليوم، يواجهون سيّد الشهداء ومجالسه وعزاءه وشعائره، ويحاربونه ويحاربونها، ويحاولون بكل الطاقات طمس آثار الإمام الحسين وكل ما يرتبط به، بأساليب شتى، مثل تخريب وهدم وتفجير مدينته المقدسة بين حين وآخر، وقتل الأبرياء والشيوخ والنساء والأطفال خلال ممارساتهم لشعائره المقدسة، ونشر ثقافة معاوية ويزيد، والاستهزاء بثقافة الإمام الحسين وشعائره".
ويتابع سماحة المرجع الشيرازي: "ولكن وعد الله تعالى للإمام الحسين وعبر لسان جدّه سيد المرسلين بأن ذلك كلّه لا يزداد به الإمام الحسين وخطه وثقافته وشعائره إلّا بقاءً ودواماً وعلواً وارتفاعاً، فقال : «وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه، فلا يزداد أثره إلا ظهوراً وأمره إلا علواً»".
ويلفت سماحته إلى موضوع هام حول منع الشعائر الحسينية من قبل السلطات الحاكمة الديكتاتورية، قائلاً: "كم قتل طاغوت العراق في زماننا وعذّب وسجن، ليمنع زوار الإمام الحسين من السير إلى زيارته مشياً على الأقدام، لكن اليوم يشاهد العالمُ قوافلَ الزوار المشاة بالملايين، في مناسبات زياراته عدة مرات كل عام، يمشون صغاراً وكباراً، شيباً وشباباً، رجالاً ونساءً، عشرات ومئات الأميال، في الحر والبرد والمطر والشمس والليل والنهار، ليفوزوا بالثواب العظيم الذي ورد عن النبيّ وآله (صلوات الله عليهم) من أجر الحج والعمرة لكل خطوة وقدم يرفعها أو يضعها الزائر".
الله يحفظ زوار ابو عبد الله الحسين من الاعداء
بحق ابو عبد الله الحسين الغريب عليه السلام
أتمنى لكم وقت طيب ومفيد
خادمتكم نورجهان