بسم الله الرحمن الرحيم
اللَهٌمَ صَل ِعَلى مُحَمْدٍ وَآل ِ مُحَمْدٍ الْطَيّبْينَ الْطَاهِرّيْنَ
كيف نعشق من لانعرف؟ !
- فهنا يكون العشق حصيلة لتلك المعرفة ويتناسب طرديا معها فكلما كان المحب اكثر معرفة بمقامات الحبيب وصفاته وجماله ومحاسنه ازدادت لوعته واشتد حبه وكان ليله اطول وحزنه اعمق وبكاؤه ونحيبه اعظم وادوم فلا يهنا له بال ولايسكن له الم ولا تبرد نار دموعه الا بالاكتحال من خطى المحبوب.
- لكن كيف وانى لنا ذلك وهل نتمكن مهما حاولنا من معرفة من انحسرت العقول عن كنه معرفته؟
وهل تتمكن عقولنا ان تدرك حقيقة الامام او تستوعب ذلك؟ يأتي الجواب بلاشك بالنفي.
- لكنها رشحات من وميض ذلك النور الساطع نحاول ان نتشبث بها لتنير لنا الدرب في طريقنا الى ينبوع الحب المتدفق ومصدر كل فيض ورحمة ومنتهى كل حسن وجمال وكمال.
- لذا نرى اكثر من يشتاق اليه هم ائمتنا عليهم السلام لانهم وحدهم من يعرف حقيقة الامام عليه السلام فهذا علي عليه السلام يتأوه شوقا للامام عليه السلام (آه - وأومى بيده إلى صدره - شوقا إلى رؤيته) وتهتز من الاعماق عندما ترى الصادق عليه السلام كيف يخاطبه ويناجيه ويقول سيدي غيبتك نفت رقادي.
- قال سدير الصيرفي: دخلت انا والمفضل بن عمر، وأبو بصير، وابان بن تغلب، على مولانا أبي عبد الله الصادق عليه السلام، فرأيناه جالسا على التراب وعليه مسح خيبري مطوق بلا جيب، مقصر الكمين، وهو يبكي بكاء الواله الثكلى، ذات الكبد الحرى قد نال الحزن من وجنتيه، وشاع التغيير في عارضيه، وأبلى الدموع محجريه وهو يقول: سيدي غيبتك نفت رقادي وضيقت علي مهادي، وابتزت مني راحة فؤادي، سيدي غيبتك أوصلت مصابي بفجائع الأبد وفقد الواحد بعد الواحد، يفني الجمع والعدد، فما أحس بدمعة ترقى في عيني، وأنين يفتر من صدري عن دوارج الرزايا، وسوالف البلايا.
- هكذا كان يشتاق الصادق عليه السلام للامام الحجة عليه السلام وهو لم يولد بعد.
تحياتي للجميع نورجهان