#1
|
|||||||||
|
|||||||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين باتوا على قلل الأجبال تحرسهم ..غلب الرجال فلم تنفعهم القلل ها هي الأحداث تتسارع والأرض تضج لتُزلزل عروش من تسلطوا على رقاب العباد وعاثوا على سطحها الفساد لتهد بنيانهم وتُبيد سلطانهم وتُوقعهم في شرور أعمالهم خاسئين أذلاء قد أخفوا أنفسهم في جحور وحفر بعد أن كانوا يجلسون على الحرير والديباج ، ويلبسون أفخر الثياب ويتبخترون بكرياء العظمة وجنونها لينظروا إلى عباد الله باحتقار ، شردوهم من أوطانهم وقتلوا ظلماً أبناءهم وافتعلوا الحروب العظام ، لينُزفوا بذلك خيرات الأرض التي امتلكوها بقهر الشعوب وفرقوا خيراتها على أعداء الدين ليقتقووا بهم على استضعاف النفوس وبث الخراب ، قد أغشتهم الدنيا بزبرجها الأخاذ عن رؤية الحقيقة الناصعة والتي خطت بحروف النور على صفحات الزمان بكلمات واضحة البيان تجلت في آياتٍ عظام تقول : وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً 76 الإسراء وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ 30 الأنفال فَأَرَادَ أَن يَسْتَفِزَّهُم مِّنَ الأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ جَمِيعًا 103 الإسراء ليتيهون جهلاً ويتعالون تجبراً يُحادون بذلك الواحد القهار ، ظانين بأنهم سيُخلدون على سطح الأرض ينعمون بجناتها ويهنأون بلذيذ العيش فيها تُفرش الورود في الطرق التي يسلكونها وتركع لأجلهم البلاد والعباد ، مُعتقدين بذلك أنهم أرباب على من تسلطوا عليهم يُعذبون من يشاءون منهم ويعفون عمن يريدون ، ويُقربون من تذلل لهم وشاركهم في نشر الفساد ، ليكون في بلاطهم مستشاراً لهم فيما فيه خراب البلاد ، حتى إذا ما استشرى ظلمهم أمر الله الأرض بأن تضج من ويلات أفعالهم وتهتز بثورات شعبية عارمة تُنهي بذلك تجبرهم وظلمهم ، لتُبدي حقائقهم التي أُخفيت على كثيرٍ من العباد ، لتفوح روائحهم العفنة وتكون نهايتهم الذل والهوان ، فبالأمس كان من يدعي منهم أنه المُهيب قد ظهر مختبئاً في حفرةٍ كالقطط والفئران ، ومن ادعى القوة والمنعة قد فر هارباً إلى خارج البلاد ، ومن ادعى أنه وصل إلى الحكم وبقي فيه طوال هذه السنين بمباركة الشعب قد نال غضبهم ليكون سجيناً لهم يحاكمونه على أبشع الأفعال ، ومن حاول أن يُبدي نفسه أنه قائد ثورة قد لقي مصرعه ذليلاً على أيدي الثوار ، وغداً نحن على موعد وفرعون من الفراعنة الذين لا زالوا متسلطين بتجبر على رقاب الخلق عن نهايتهم الحقيرة وفضيحتهم المريبة ونظامهم المنهار ، فلننتظر ولنترقب زوال بقية العروش ، والكيفية التي تئول بها إلى السقوط ، لنرى بيقين كيف أن الله يمهل ولا يهمل وأن مكر الظالمين وإن طال فهو محدود وأن مكر الله خيرٌ للعباد ، يطيح به أنظمتهم ويخلص العباد من شرورهم وتستقيم بفقدم البلاد ![]() صــ آل محمد ــداح |
|
|
|