مصدر الحياة

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين

يسرني اليوم أن أكون بصحبتكم ونفحات طيبة من العلوم الصحية لأحط رحلي في المكان الذي يتباحثون فيه شئون العلم والمعرفة في هذا المجال لأكون ضيفاً عليهم من خلال موضوعي هذا والذي يتحدث وبشكل دقيق عن نعمة من أهم النعم التي من الله بها علينا والتي هي عين الحياة لكل شيء حي وسبب مهم من أسباب بقائه
إنه الماء ، وقد سبق لي وأن كتبت موضوعاً عنه قبل مدة لم تكن بعيدة تناولتُ فيه أهمية هذه النعمة لكل من يحمل معنى الحياة وبينت من خلاله أن هناك حيوان لا يشرب الماء إلا أنه يصنعه في داخل معدته من خلال مزج الأكسوجين بالهيدروجين فهو بذلك يستغني عن الحاجة لى الماء من الخارج لكنه لا يستغني عن الماء للعيش نهائياً فحياته مرهونة بالماء كما هو شأن بقية الأحياء ، ولا أعلم ما ذا كنتم لا زلتم تتذكرون اسم ذلك الحيوان أم صار في بحر النسيان
واليوم سأتبع ذلك الموضوع بهذا الموضوع لأتحدث فيه عن هذه النعمة من منظار آخر فكونوا معي لنتأمل في هذه السطور وننهل منها ما فيه صلاحنا لنهنأ بحياة طيبة من خلال هذه النفحات التي تحوي الإرشاد عن أهمية الماء ومتى يكون شربه ضرورياً ومتى يكون ضاراً ولنبدأ على بركة الله

- الماء مهم جداً فهو مرطب فعال للجلد وحافظ لبريق العيون وهو مجدد طبيعي لحيوية الجسم ومنظم لدرجة الحرارة ومخلص للدم من السموم ومنشط للجهاز الهضمي وملين لحركة المفاصل ومنشط لوظائف الكلى ومعوض عن السوائل المفقودة بسبب التعرق والتبول والتبرز والزفير
- تحتاج أجسامنا لى الماء بما يعادل 2-3 لتر يومياً بمعدل 8 أكواب بحجم 160 مل في مرحلة الشباب
- أما كبار السن فتحتاج أجسامهم لى كمية أكبر من الماء وذلك بسبب فقدان جلودهم وأغشيتهم لمزيد من الماء مما يجعلها عرضة للتشقق كما أن الكلى في تلك السن لا تعمل بالكفاءة التي كانت تعمل بها في مرحلة الشباب مما يستدعي الحاجة لى الإكثار من الماء لمساعدتها على العمل
- الإفراط في شرب الماء يتسبب في انتفاخ البطن والشعور بالثقل ويزيد من الغازات ويؤدي إلى تمدد مصل الدم ويباعد بين الأنسجة والحجيرات مما يجعلها تتباطأ في القيام بعملها وفي حالات نادرة قد يؤدي الإفراط في شرب الماء إلى تسمم الماء
- أما الإقلال من شرب الماء فله آثار ضارة على أجسامنا منها

أ / الجفاف والتعب وقلة النشاط
ب / فقدان القدرة على ضبط حرارة الجسم
ج / فقدان التوازن
د / الإمساك
ه / حصى الكلى
و / النسيان
ي / جفاف الفم والعين والجلد
- أفضل وقت لشرب الماء يكون في الصباح وعلى الريق فهذا الوقت مناسب لغسل المعدة وتنبيه الأمعاء وتخليص الكليتين من الشوائب والرواسب والأملاح وفيه تنبيه للكبد لفرز العصارة الصفراء ويهيءالمعدة لهضم الطعام بعد ساعات كانت فيها فارغة أثناء النوم
- علينا بشرب الماء قبل الأكل بساعة أو بعده بساعتين حتى لا يتسبب في إعاقة عمل العصارات الهاضمة ويقلل من كفاءاتها
- إن احتجنا لى الماء أثناء الأكل فعلينا أن لا نزيد عن كوب واحد وأن نشربه على فترات متقطعة حتى لا يتسبب في عاقة الهضم
- إن كان طعامنا جافاً كالخبز واللحم فعلينا أن شرب معه كوب من الماء ليسهل علينا هضمه
- علينا بشرب الماء بتدرج بعد أخذ قسطاً من الراحة وذلك في حالة قيامنا بعمل شاق أو ممارستنا للرياضة
- عند تناولنا للقهوة أو الشاي أو لمشروب غازي فعلينا أن نتبع ذلك بشرب الماء
- على الأم المرضع أن تشرب كمية من الماء لتساعدها على إدرار اللبن وتعوضها عما افتقده جسمها من السوائل أثناء الإرضاع
- عندما يكون الجو حاراً علينا أن نتاول كمية مناسبة من الماء تعوض أجسامنا ما افقدته بسبب التعرق
- والماء مهم للمرأة الحامل لتستعين به على إيصال الغذاء لجنينها عن طريق المشيمة بيسر ولتعويضها عما افتقدته بسبب ذلك
- ولنحذر جميعاً من شرب الماء المثلج عند شعورنا بالحر فذلك يؤدي إلى التهاب الغشاء المبطن للمعدة
- كما علينا أن لا نشرب الماء المثلج أثناء الأكل فذلك يتسبب في كثرة الغازات وعسر الهضم والشعور بالثقل
- على البدناء أن لا يكثروا من شرب الماء فذاك يتسبب في تحول الأغذية إلى طبقات دهنية مما يزيد في سمنتهم ويؤدي بهم إلى ما لا يحمد عقباه

وختاماً : أدعو الله أن يمن علينا جميعاً بالصحة والعافية وأن يجعلنا من الشاكرين له على هذه النعمة الطيبة والتي هي مصدر الحياة
صــ آل محمد ــداح