هل من متأمل

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى آلله على محمد وآله الطاهرين
نسرح في هذه اللحظات بفكرنا إلى التأمل في عجيب صنع الله لننظر بعين القلب إلى ذلك الإبداع الذي تعجز العقول وإن اكتملت أن تصل إلى كنه ذلك الصنع العجيب وذلك الخلق البديع لتقف مذهولة لا تملك إلا أن تقول سبحان الله
نعم أيها الأعزاء
إننا لا نعلم من صنع الله العجيب إلا ما هو ظاهر لنا وقد نمر عليه مرور الكرام ولانعيره اهتمام وهو يحمل آيات الجمال التي تدلنا على الخالق العظيم الذي أتقن صنعها ليُبدي لنا عظمته بدليلٍ وبُرهان
فكم لنا من مرور على على مناظر جميلة تُرشدنا إلى خالقها المعبود وكم نمر على أحياء غريبة تدق في مسامعنا جرس الإنتباه لخالق الوجود ، لكننا وللأسف نمر عليها وقد أغمضنا أعيننا ووضعنا القطن في آذاننا حتى لا نرى ولا نسمع ولا نتأمل في تلك الآيات العظيمة الدالة على قدرة ذلك الخالق لها وعظمة ذلك الصانع لأجزائها وإبداع ذلك المصور لجمال منظرها لنبقى غافلين عن ذلك العظيم غارقين في جهلنا تابعين لهوانا سالكين طرق السوء لنتهيه عن جادة الحق ونسقط في شراكِ ابليس
فما عصينا ذلك العظيم إلا لغفلتنا عن التفكر في عظيم صنعه وبديع خلقه وحسن تصويره فهو أحسن الخالقين وأحسن المصورين ، خلق الأشياء من العدم وهذا بحد ذاته يحتاج إلى تفكير ، فمن غير الله له القدرة على إيجاد شيئاً ما من العدم ليُظهره بهذه العظمة وهذا الجمال الذي يُذهل الفكر ويُرجع البصر خاسئاً وهو حسير ، ولا يقتصر بديع صنعه على شيء واحد يتفنن فيه كما هو الإنسان الذي يصاب بالخيلاء لاختراعه لشيء أجزاؤه متوفرة من قِبَل ذلك البديع فالواقع يقول بأن ذلك الإنسان لا فضل له على اختراع ذلك الشيء بل ما فعله هو تجميع لأجزاءٍ خلقها الرب العظيم قد تكون بحجم الذرة لا يراها الإنسان البسيط ليبدو لنا نحن القاصرين أنه صانع بديع والحقيقة تبين بأنه مجمع ومركب لأشياء هي موجودة ومع ذاك قد يصل إلى قمة الإبداع في عيون من مثله من الآدميين ، أما الله جلت قدرته لا يتوقف إبداعه على خلق شيء صغير وها نحن ذا نرى بأبصارنا المادية جميل صنع الله وزينة تصويره في كل ما يُحيط بنا ولا نتمكن من حصر ذلك في أشياء معدودة لأننا لا نملك حصر ذلك الصنع العجيب في عدد محدود ، بل ما نراه بالعين الباصرة فقط يجعلنا في حيرة من أمرنا وتُشل لزينته عقولنا وتنبهر لعظمته نفوسنا وتعجز عن إحصاء عدده أفكارنا
فياليتنا نعود إلى رشدنا ونتأمل في ذلك الخلق العجيب والصنع العظيم والآيات الكبرى التي حواها هذا الكون العظيم
وقبل الختام أعزائي الكرام
سأترككم وشيء واحد فيه ما يجعل الفكر يحتار لعظمة ذلك الخالق وبديع صنعه ويتمثل ذلك في جمال هذه الأسماك التي سترونها والأعظم من ذلك كيف نراها تمشي في قاع البحر ولا تسبح كسائر الأسماك التي تعودنا أن نراها تسبح في مياهه ، أليس هذا أمر يدعونا إلى التفكير في عظمة الله وقدرته على أن يجعل من السابح ماشياً ومن الماشي حابياً ومن الحابي زاحفاً ؟
فسبحان الله العظيم





صــ آل محمد ــداح