نفسي للنصح أحوج

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
تحية تحمل الود وتفوح بأريج الورود أتقدم بها إليكم أيها الأخوة الكرام ، أفتتح بها حديثي المبارك معكم متأملاً أن تكون بمستوى أفكاركم وترتقي إلى ما تحملونه من ثقافة وعلم ومعرفة
طبتم وهنئتم بالخير وجعلكم الله من دعاة الخير ومن المحبين للخيرين ، وممن تهفوا أرواحهم وتخفق قلوبهم وتطيب نفوسهم بالتوق إلى كل ما فيه مرضاة الرب العظيم
أحبائي الأفاضل
أتمنى أن لا يكون حديثي معكم ثقيلاً وفيه ما يُزعجكم لأنه ينحصر في ذكر المثاليات والفضائل ويحوي النصح والإرشاد الذي تمل بعض النفوس من من تكراره فتنفر منه وتجتنبه ، وإن كنت أشك في أن منكم ينفر من حديث الروح ويتجنب الإرشاد ويكره النصح ، لكن قد يُضيركم أن يكون الناصح والمرشد لكم هو واحد مثلكم يحتاج إلى من يرشده وفي توق إلى من يوجهه ، فهو قاصر وقد يخطئ ، ويعمل بما لا يقول فكيف له أن يكون لكم ناصحاً وللخير داعياً وعن الشر محذراً
نعم هي الحقيقة التي أتوجه بها إليكم ، فأنا كما أنتم أحتاج منكم إلى التوجيه وأسعد منكم بالنصح الجميل والذي فيه صلاحي وعن كل سوء اجتنابي وإلى زينة العمل إقبالي لأكون بذلك مديناً لكم وبسببكم أهتدي إلى الطريق المرسوم والذي بلغه عن الله خير المرسلين وعمل به سادة الورى ومن هم طاهرين مطهرين وهادين مهديين وإلى الحق داعين ومن الباطل محذرين ، وحيث أن فيكم من يحمل بعضاً من صفاتهم ، يتقي الله ويتورع عن محارم الله ويجتنب ما فيه سخط الله ، فهو حري أن يكون مرشداً لأخيه الفقير وموجهاً له ليكون من المؤمنين السالكين نهج الأولياء والراكبين في سفن النجاة
فلا يُضيره أن يبدي تصديه لإصلاح النفوس الضعيفة والتي قد تغفل عن جادة الحق بسبب مغريات الدنيا واتباع الهوى المضل والمسقط لها في أوحال الذنوب وشراك الشيطان الرجيم
نعم إني لا أدعي بأني الأفضل والأحسن والأزكى منكم فالله جل وعلا قد نهانا من أن نُزكي أنفسنا وندعي لها العصمة فالعصمة لا تكون إلا لمن هم به أعرف ومنه أخوف وأقصد بهم محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين ويأتي من بعدهم الأنبياء والمرسلين
ومن الجميل أن نكون في الدعوة إلى الخير متعاونين وفي السعي إلى الإهتداء بآل البيت مُقبلين إن وجد أحدنا في أخيه أمراً يسخط الله يُقدم له النصح بأسلوب جميل بعيداً عن أعين الناس حتى لا يذله ويخزيه ويُشعره بأنه بذلك يريد فضحه
لذا أقدم عذري لكم أيها الأحبة إن صدرت مني كلمة قصدت من خلالها أن أكون ناصحاً وإذا بي ومن خلال الأسلوب الركيك تحولت من ناصح إلى فاضح
أدعو الله

في ختام الحديث أن يجعلني وإياكم ممن يدعو إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة وأن نبتعد جميعاً في دعوتنا عن كل ما يُضير وأ ن نبدأ بإصلاح أنفسنا قبل أن نكون للناس مصلحين فليس من العدل أن ندعوا إلى إصلاح الناس ونحن للإصلاح أحوج

صــ آل محمد ــداح