المستقبل أمامنا

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..

مع ما نحمله من هموم وأحزان وما تنبض به قلوبنا من آلام وتنزف به جراحنا من دماء ، نرى أمامنا أملاً بحياة مفعمة بالخير خالية من الأكدار ..

مع ما نحمل مشاعر فائضة بالحزن وأحاسيس حاملة للألم على حال الأمة التي كانت في زمنٍ ما خير أمة أُخرجت للناس ، إلا أننا في آن الوقت نرى مشاعرنا تفيض بالتفاؤل وأحسيسنا تحمل الفرح بمستقبل زاهر فيه العدل والإحسان وحياة الإستقرار ..

كلما استشرى الظلم وطغى الفكر الضال ، كلما قرب الفرج وانفتح باب الأمل وشع على الدنيا مصباح الهدى الموصل لبر الأمان ..
يرانا العالم بأسره في هذا الزمن المليء بنيران الفتن المحرقة للقلوب والملهبة للمشاعر والمجففة للأحاسيس ، كيف نُطفئها بدموع الخشوع من الله والبكاء على من أروى بدمائه دين الله وأحيا نفوسنا بتقوى الله ، يرى العالم صبرنا وصمودنا وعزتنا التي استقيناها الحسين بن علي القائل: ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركن بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة ، صابرين على البلاء متخطين للإبتلاء مغيظين للأعداء ..
لقد أبدينا للعالم بصبرنا مظلوميتنا ورسمنا في سماء المجد طريق العزة والبقاء بما قدمنا من نفوس في سبيل قضيتنا ، شاهدها القاصي والداني ، فانحنى لها تقديراً العدو الحر واتخذها نبراساً ذو العقل السليم ..

ها نحن ذا اليوم نُبهر العالم بما قدمنا ونحير العقول بما بذلنا ونجبر العدو على الإعتراف بنا كطائفة لها وزنها في أمة الإسلام بما نملك من خلق كريم وصفات حميدة أحرجناه بها فطأطأ برأسه خجلاً من فعله المشين معنا وإن لم يبدِ بعد طيب التعامل معنا في مقابل ما يرى إلا أنه أحرج واعترف بأننا جزء لا يتجزأ من كيان الأمة المهتدية بنور الله من خلال رسالة خير عباد الله صلى الله عليه وآله ..

صــ آل محمد ــداح (النجــ احمد ــار)