|
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
![]()
العدل جوهر التوحيد
![]() ان توصيف الإله بالعدل المطلق يعني في الحياة الاجتماعية استحالة الافتراض بحقه انه يؤثر قوما على آخرين أو ينحاز لقبيلة من دون أخرى أو يتحزب لامة ضد ثانية ، لان هذا الافتراض يحوله إلى اله عنصري ظالم وهو ما يتنافى مع الكلمة المطلقة والفضيلة المطلقة التي لابد من اتصاف الإله بهما لأنهما من ضرورات الالوهية بل ان التصور الإسلامي يقوم على أساس ان صفات الخالق هي عين الخالق ولا مجال للاثنينية بين الذات والصفات ونتيجة لذلك فان نفي العدل عن الخالق يؤدي إلى نفي التوحيد نفيا حقيقيا اذ لا وجود لحقيقة تتصف بالالوهية والظلم في الوقت نفسه الا في مخيلة انسان يسودها الانحراف ، وهكذا ينتهي نفي العدل عن الاله إلى الوقوع في الشرك ، وهذا وجه ما قررناه سابقا من ان العنصرية سبب تام للشرك . من هنا أكد القرآن الكريم على نفي الظلم عن الله سبحانه وتعالى في 37 آية نفيا صريحا ، عدا ما ورد من النفي الضمني فان صورة الاله الظالم العنصري لا تقل بشاعة عن صورة الشرك ففي الشرك صورة الحياة التي فتحت أبوابها للراغبين في الاستعلاء والتكبر والتعصب على من سواهم وفي الظلم صورة لحياة يهيمن عليها ذلك الاله الذي يفضل قوما على آخرين ، ويغرس العصبية والاستعلاء في امة ضد أخرى ، فتكون العنصرية واقعا مشروعا وأكثر دفعا وزخما . تحياتي لجميع نورجهان ![]() |
![]() |
|
|
|