#1
|
||||||||||
|
||||||||||
![]() الشيعة اذن لم يقفوا في وجه البهائية استنادا لاُصولهم المذهبية وعلائم التكذيب التي رافقتها بل لان (يوتوبيتهم) منعتهم من ذلك.وهذا مثل آخر على التأثر بالنظرة الاجتماعية في تحديد الموقف.والا فهل راجع موقف الشيعة من هذه واسلوب رفضهم لها ليتأكد أن حكمه هو ينبع من طوبائية تجريدية مغرقة في البعد عن الواقع. نص المقال : المهدي من المسلمات الاسلامية: مما لا يتطرق اليه ريب ان اهل البيت(عليهم السلام) بمجموعهم ركزوا على مسألة الامام المهدي والاعتقاد به قبل أن يولد، وذلك تبعا للرسول الاعظم(صلى الله عليه وآله وسلم)وبشارته به.. ولا يختلف اثنان في هذا المعنى وفي انهم اكدوا ـ من خلال الروايات الكثيرة ـ على عنصر الانتظار الذي يجب ان يتحلى به الانسان المسلم في غيبة الامام، مما يؤكد بعدا رائعا للشخصية الاسلامية بعد الغيبة امتدادا لصفة الانتظار التي تحلت بها شخصية المؤمنين عبر التاريخ. ونعني بها انتظار اليوم الموعود الذي يكون فيه الدين كله لله والذي ينتشر فيه العدل فيملا الارض بعد ان ملئت ظلما وجورا.ومن الواضح ان صفة الانتظار هذه تعتبر من أشد الدوافع نحو تهيئة الارضية اللازمة لتحقيق الوعد المنتظر ليستغلّها في صالح الهدف المنتظر، حتى ان بعض علماء الاجتماع المحدثين لا يطلقون اسم الانسان الا على (المنتظر).وقد ركزت الاديان كلها على القائد المنتظر الذي يحقق اليوم الموعود واشارت اليه بالاجمال، ولكننا نجد ان الرسول الاعظم محمداً(صلى الله عليه وآله وسلم)بالاضافة الى تركيزه على المنتظر قد سماه بالخصوص وعينه في أهل بيته ومن ولد الامام امير المؤمنين (عليه السلام) وركز عليه في جملة تركيزه على الاثني عشر خليفة وأميرا من بعده.وقليلة تلك المواضيع التي وردت فيها اخبار متواترة كالتي وردت في المهدي مما لا يدع للشك سبيلا في هذا المجال.ونحن وان لم يكن صدر هذا الكتاب يسع البحث المطول في هذا الخصوص الا انا نشير اليها والى رواتها بسرعة، معتمدين على بعض المصادر وما اكثرها هنا.أ ـ يتجاوز عدد الصحابة الذين رووا احاديث المهدي(عليه السلام) أعلى حد موضوع للتواتر عند علماء الحديث وفيهم: عثمان، وطلحة، وعبد الرحمن بن عوف، وابن عباس، وابن مسعود، وابن عمر، والخدري، وابو هريرة، وانس بن مالك، وابن اليمان، وابن اياس، وغيرهم كثير.ب ـ كما خرّج احـاديث الامام المهدي بالاضـافة الى كل المعاجم والمسانيد الشيعية ما يقارب الاربعين او اكثر من كتب السنة التي الفها الائمة والحفاظ فيهم ومنهم : ابو داود والترمذي وابن ماجه، والنسائي، واحمد، وابن حبان والحاكم، وابن شيبة، وابو نعيم والطبراني، والدارقطني، والبارودي، والبزار، والخطيب، وابن عساكر، وابن منده، والحربي، وتمام الرازي، وابن جرير، وغيرهم كثيرون.ج ـ وقد الف الكثيرون كتبا مفصلة موجودة في الامام المهدي(عليه السلام)ومنهم: ابو بكر بن أبي خيثمة، والحافظ ابو نعيم، والسيوطي، وابن كثير، وابن حجر المكي، وعلي المتقي الهندي، ومرعي بن يوسف الحنبلي، والقاضي الشوكاني، ومحمد بن اسماعيل الصنعاني، وغيرهم.د ـ وقد حكم بتواتر احاديث المهدي(عليه السلام)كثيرون منهم: الحافظ السجزي، وابن القيم، ومحمد البرزنجي، والشيخ محمد السقاريني، والقاضي الشوكاني، والشيخ القنوجي، والشيخ محمد بن جعفر الكتاني، وغيرهم. والباقون جمعيا اعتقدوا بانها مستفيضة، بل لم ينكرها من الماضين سوى رجلين اثنين(1) ـ على ما نقل الشيخ محسن العباد في محاضرته في جامعة المدينة المنورة(2) ـ وهما: أبو محمد ابن الوليد البغدادي الذي وصفه ابن تيمية نفسه بأنه ليس مما يعتمد عليه لضعفه.وقال الشيخ العباد: "ولم اقف على ترجمة لابي محمد المذكور".واما الثاني فهو ابن خلدون المغربي، ولم ينكر صريحا وانما تردد في ذلك، وقد ناقشه الكثيرون من العلماء في ذلك. فقد جاء في كتاب الاذاعة تعقيبا على ذلك: "لا معنى للريب في امر ذلك القاضي الموعود والمنتظر المدلول عليه بالادلة بل إنكار ذلك جرأة عظيمة في مقابلة النصوص المستفيضة المشهورة البالغة الى حد التواتر".والاعجب ان ابن خلدون يقول في صدر الفصل الذي عقده للمهدي ما يلي:"اعلم ان في المشهور بين الكافة من اهل الاسلام على ممر الاعصار انه لابد في آخر الزمان من ظهور رجل من اهل البيت يؤيد الدين". ويعقب عليه الشيخ العباد قائلا: "الايسعه في ذلك ما وسع الناس على ممر الاعصار، كما ذكر ابن خلدون نفسه، وهل ذلك الا شذوذ بعد معرفة ان الكافة على خلافه؟ وهل هؤلاء الكافة اتفقوا على الخطأ؟ والامر ليس اجتهاديا وانما هو غيبي لا يسوغ لاحد اثباته الا بدليل من كتاب الله او سنة نبيه(صلى الله عليه وآله وسلم) والدليل معهم وهم اهل الاختصاص.وقد وردت في كلامه نقاط أهمها الاشارة الى غيبية المسألة ومعالجتها من قبل غير اهل الاختصاص بمقاييس لا تتلاءم معها.هـ ـ ورغم زعم البعض فقد وردت الاحاديث التي تشير الى المهدي اجمالا في الصحيحين..منها ما رواه البخاري عن ابي هريرة، قال: "قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): كيف انتم اذا نزل ابن مريم فيكم وامامكم منكم".ومنها ما رواه مسلم، قال: "فينزل عيسى بن مريم(عليه السلام) فيقول اميرهم: تعالى صل لنا، فيقول لا ان بعضكم على بعض امراء تكرمة الله هذه الامة".كل هذا اذا تجاوزنا عن الاحاديث التي نبخسها ان وصفناها بالمتواترة لكثرتها ـ عن اهل البيت(عليهم السلام) وهم امناء الرسالة والذين ارجع الله اليهم الامة بعد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) طبق احاديث متواترة اخرى بما لا يدع اي مجال للانسان الواعي ان يشكك في قضية الامام المهدي(عليه السلام) . ان لم يكن هذا كافيا فكيف نصل الى الاسلام؟ والحقيقة أننا نتساءل ـ بكل تحد وتعجب في آن واحد ـ اذا لم تكن كل هذه الادلة كافية لاثبات ان قضية الايمان بالمهدي المنتظر قضية ضرورية فكيف يمكننا ان نؤمن بأية قضية ضرورية اخرى، او أي مفهوم اسلامي آخر فضلا عن القضايا الفرعية غير البديهية والمتنازع عليها سواء في مجال الفكر او مجال النظام؟ويا ترى هل يسمح المسلمون بأن يتركوا قضاياهم تحت رحمة الفكر المطّعم بشبهات الغرب المستمد مبادئه من أسس تتغاير جوهريا مع الاسس الاسلامية؟ونحن اذ نذكر هذا نشير الى ما يمكن ان نسميه مدرسة ( احمد امين ) الفكرية وأتباعها من أمثال الدكتور علي سامي النشار، والدكتور أحمد محمود صبحي، والنشاشيبي وغيرهم.ولاجل ان نلقي بعض الضوء على معالم هذه المدرسة التي تتركز احيانا في بعض اقطابها وتخف في الاخرين أحيانا أخرى فاننا نلاحظ :انها مدرسة اعطت نفسها فوق ما ينبغي، فالقائمين عليها اناس مهما بلغوا فانهم لن يتعدوا ان يكونوا باحثين اجتماعيين. وكلنا يعلم ان البحث الاجتماعي حقل من حقول المعرفة لم تتوضح اصوله بعد ولم تصل نتائجه الى المرحلة العلمية، حتى ان علماء الاجتماع انفسهم ما زالوا يحارون في تعريفه وفصله عن باقي العلوم.وفي حين انهم ارادوا دراسة الحالة الاجتماعية السائدة في العصور الاسلامية فقد تعرضوا وبكل سرعة وبلا امعان الى كل القضايا الفكرية الرئيسية التي عاشها المجتمع خلال اربعة عشر قرنا، واصدروا احكامهم في كل منها دون ان يلاحظوا ان كل جانب من تلك الجوانب يحتاج الى اختصاصيين هم بالمستوى المطلوب لمناقشتها. فليس من السهل ان يحكم الانسان بمثل هذه العجالة على قضايا رسالة عالمية واحداث مهمة رافقت ظهورها وسارت معها وهي تنتشر في الوجود.فالمدرسة اذن تفقد شرط توفر مقومات المستوى في النقاش وهي بالتالي تعتنق الفكرة التي تتلاءم مسبقا مع الهدف المقصود ثم تبحث عما يمكن ان يكون دليلا على فكرتها، وما يمكن ان يرد الرأي الاخر في الطرف المقابل. وانما تميزت بهذه الخاصية لانها وبمقتضى طبيعة عملها الاجتماعي لم تتبع الاسلوب المنطقي الصحيح الذي سار عليه المسلمون انطلاقا من مبادئهم العقائدية في اثبات القضايا ونفيها بالقرآن الكريم والسنة الشريعة مع ضم القرائن الموضوعية اللازمة، وانما حاولت ان تمنح كل فكرة بعدا خارجيا اجتماعيا، خالطة بين قضايا التاريخ وقضايا العقيدة المؤرخ لها.ومن ثم لم تعتمد مطلقا على المصادر الاصيلة في مناقشة اية فكرة عقائدية سادت المجتمع، وانما رجعت الى ذوقها هي وساعدتها على ذلك بحوث المستشرقين التي تنطلق من نفس المنطلق في مناقشة القضايا، غافلة عن الاختلاف الجوهري في زوايا النظر بيننا وبينهم.. ومن منا اليوم لا يدرك خطر بحوث الاستشراق على العقيدة الاسلامية والتاريخ الاسلامي؟ولو اردنا ان نسوق مثالاً توضيحيا قبل ان نذكر المثال الذي يتعلق بموضوعنا نحن فاننا نسوق ماركس ونظريته التي يسميها ( الاشتراكية العلمية ) مثالا على ذلك. فمن الواضح انه حين استهدف أن يقضي على النظام الرأسمالي ويحل محله نظامه الاشتراكي وجد نفسه لكي يحكم اسس فكرته مضطرا لان يعود الى القواعد المنطقية البديهية فيقلبها، وان يقول بمبدأ الحركية المادية من جهة والاسلوب الدياليكتيكي من جهة اخرى، ليحاول ان يطبق ذلك على الكون كله فيجعله كله مجموعة تناقضات تتطور على اساس منها. ومن ثم ينتقل الى المجتمع باعتباره جزءا من الكون فيطبقه على تاريخ المجتمعات متسلسلا في ذلك حتى يصل الى ما اراد من السابق وهو ( اضفاء طابع الحتمية التاريخية على مذهبه في الاشتراكية ) باعتباره مرحلة تاريخية يتطلبها ( وضع القوى المنتجة ) ومن ثم عمل على ان يلتمس الشواهد من هنا وهناك من التاريخ والكون على صحة هذا التسلسل الذي اعتبره منطقا اخر.وهكذا مدرستنا هذه التي نشير اليها، والتي تحاول ان تفسّر ما تستطيع تفسيره على ضوء الوضع الاجتماعي نظرا لطبيعة عملها(3). فلنلاحظ كيف تعرضت هذه المدرسة لقضية الامام المهدي. فبعد ان يستعرض احمد امين حديثا واحدا عن الصادق(عليه السلام) يقول: "ومن هذا او نحوه يظن ان فكرة المهدية وعصمة الائمة وتقديسهم واعلاء شأنهم نبتت في ذلك العصر عصر الامام الصادق".وهكذا وبكل بساطة انتهى الحكم على هذه القضية بعوامل اجتماعية كانت تتوفر في عصر الامام الصادق(عليه السلام) بلا اية ملاحظة لاي دليل شرعي. ومن ثم يقول:" فكرة المهدي هذه لها أسباب سياسية واجتماعية ودينية ففي نظري انها نبعت من الشيعة "(4). ويأتي بعده الدكتور احمد محمود صبحي في كتابه (نظرية الامامة) فيستعرض اقوال المستشرقين في رد هذه العقيدة ناقلا اياهابلا نقد، ثم يصدر حكمه رأسا مقلدا احمد امين في ردها للظروف السياسية(5) تبعا للمستشرق (فان فاوتن). ومن الطريف المبكي حقا أنه يجعل ايمان السنة بالمهدي أيضا نابعا من الظروف السياسية، ناقلا عن يوسف بن يحيى الدمشقي في (عقد الدرر) نصا يوضح صاحبه ان الحاجة في عصره قد اشتدت للامام المنتظر، مع انه أي الدمشقي يوضح في نفس النص ان الاحاديث جمة في ظهوره(عليه السلام)(6). وقد تجيء لحظات يشعر معها اتباع هذه المدرسة بأنهم بالغوا كثيرا في ادخال العنصر الاجتماعي، فيقول الدكتور صبحي نفسه بعد ان يشير الى المنكرين من اتباع هذه المدرسة: "غير ان موقف هؤلاء الباحثين المتأخرين قائم على عامل الزمن من ناحية حيث مر اربعة عشر قرنا، وعلى التفكير الوضعي الحديث الذي ينكر الحكم الثيوقراطي من أساسه من ناحية اخرى"(7). هكذا اذن كونت هذه المدرسة الفكرة المسبقة ثم راحت تلتمس لها الادلة، فما هي طبيعة هذه الادلة ؟!وفي مجال اقامة الدليل تتغافل تماما عن كل ما ورد من احاديث او تتغافل عن الاستناد وعنصر الالزام العقائدي الذي تحمله هذه الاخبار ولا تقيم وزنا لذلك وانما تحاول ان تبرز ما اعترض به على العقيدة بالمهدي(عليه السلام).فيقول احمد امين: "هي نظرية لا تتفق وسنة الله في خلقه، ولا تتفق والعقل الصحيح"(8). ويقول صاحب نظرية الامامة: "ولا شك ان حياة المهدي اكثر من الف عام موضع الارتياب وكفيل ان يهدم العقيدة من اساسها".وهكذا اذن يكفي ان تكون اية عقيدة (حتى ولو كانت من الضرورات الدينية) باطلة لانها تخالف العادة الملحوظة او العقل التجريبي الذي يعبر احمد امين عنه بـ (الحصيح).ولسنا في مقام مناقشة هذا القول، ولكن هل يمكن الحكم على قضية قام أساسها على (الغيبية) بمثل هذه المقاييس؟ اذن اين الاعتقاد بقدرة الله تعالى ؟!وهل ان بقاء انسان طول هذه المدة من المستحيلات العقلية ؟!اننا لو اردنا ان نتبع هذا المنهج في البحث وجب علينا ان ننكر الكثير من القضايا التي هي ثابتة قطعا بنص الكتاب العزيز.فهل تكلم الطفل في المهد أمر يتفق وما جرت عليه سنة الله في الامور العادية او يوافق عليه (العقل التجريبي الصحيح)؟! وكذلك مسألة انقلاب عصا موسى الى ثعبان، او نتق الجبل فوق بني اسرائيل كأنه ظلة او مسألة بقاء طعام عزير لم يتسنه مائة عام والتي خرقت العادة الجارية في بقاء الطعام أي طعام كان آلاف المرات.ان العقل انما يكون حاكما قي قطعياته وضرورياته، ونحن بذلك نؤوّل حتى النصوص اما ظنياته فلا قيمة لها امام النص، والا كان ذلك اجتهادا في مقابل النص.ان المنهج الصحيح هو ان نلاحظ مسألة النسبة الى الشريعة فإن تمت لاحظنا الموانع المتناسبة مع تلك المسألة لا ان نحكم جزافا بمقاييس لا ترتبط بها.نجد هنا ان الدكتور صبحي يعترف بأنه لا يرفض الاحاديث بل لم يمحضها، ولكنه يدخل مسبقاته التي تصورها في تفسير الامر فينطبق عليه قول برتراند راسل الذي جاء به رادا على غير الموضوعيين(9). والموضوع المهم الاخر الذي يوجهه هؤلاء نقدا الى الاعتقاد بالمهدي هو مسألة ادعاء المهدوية من قبل من لم يكونوا اهلا لان يملاوا الارض قسطا وعدلا، وهذا النقض من اعجب الامور اذ لو تم وجب علينا ان ننكر النبوة لانه قد ادعاها امثال مسيلمة الكذاب !!ولنا هنا ان ننقل نصا عن الدكتور احمد صبحي في هذا المجال يوضح عدم موضوعيته اذ يقول: "ولقد قامت حركات كثيرة باسم (المهدية) وبعضها قد خرجت من صفوف الشيعة الاثني عشرية كالبابية والبهائية، ولكن التشيع من اشد المذاهب انكارا للحركات المهدية لا لانها دعاوى كاذبة، ولكن لان اليوتوبية في عقيدة الاثني عشرية لا تدع مجالا لامكان تحقق العقيدة في الواقع الملموس)(10). فالشيعة اذن لم يقفوا في وجه البهائية استنادا لاُصولهم المذهبية وعلائم التكذيب التي رافقتها بل لان (يوتوبيتهم) منعتهم من ذلك.وهذا مثل آخر على التأثر بالنظرة الاجتماعية في تحديد الموقف.والا فهل راجع موقف الشيعة من هذه واسلوب رفضهم لها ليتأكد أن حكمه هو ينبع من طوبائية تجريدية مغرقة في البعد عن الواقع؟وبعد هذا فلست ادري كيف منح الدكتور احمد الاهواني ـ في مقدمة الجزء الرابع من ظهر الاسلام ـ احمد امين سمة البعد عن الدجماطيقية(11) والجزم بالرأي قبل البحث والتنقيب؟ وهل ذلك الا كمثل قوله فيه: انه "رفع علم المهادنة بين الشريعة والسنة حتى تتحد كلمة المسلمين".وقفة احترام وتقدير لنظرة اهل البيت(عليهم السلام) في المسألة.وأخيرا فان الذي ينبغي ان يقال في ختام هذا العرض الخاطف لبعض جوانب هذه المسألة:اننا لو امعنا النظر في الامر ولاحظناه بكل موضوعية وتدبر وارتفعنا الى مستوى المقياس الصحيح للحكم على القضايا في اطارها الصحيح وجب ان نذعن وننحني لرأي اهل البيت(عليهم السلام) في كون الامام المهدي(عليه السلام)هو الثاني عشر منهم وذلك بعد ملاحظة ما يلي: 1 ـ احاديث الثقلين المتواترة في حد ذاتها والتي استفدنا منها كما مر المقياس الصحيح في تشخيص الاشخاص الذين يقصدهم الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)بعبارة ( وعترتي ) وهو عدم الافتراق عن القرآن حيث جاء فيها (ولن يفترقا). 2 ـ احاديث الاثني عشر اميرا او خليفة كلهم من قريش وهي بدورها متواترة ثابتة ايضا. 3 ـ احاديث المهدي على اختلافها والتي يذكر كل منها جانبا معينا منه(عليه السلام)فاننا بملاحظة هذه الامور الثلاثة نطمئن تماما الى ان المقصود من الطائفة الثانية هي أهل البيت(عليهم السلام) بشهادة الطائفة الاولى نصا بعبارة (وعترتي) وبطريق غير مباشر اي بواسطة المقياس الذي اعطته لتشخيصهم، فاذا ثبت هذا وجمعنا بالتالي بين الروايات المتفرقة والجوانب المعينة لشخصية الامام المهدي وقارناه بقول اهل البيت انفسهم بأنه الثاني عشر منهم تأكدنا وأيقنا بما لا ريب فيه بأن نظرتهم هي النظرة الاصيلة التي ركز عليها النبي الاكرم(صلى الله عليه وآله وسلم).وبالتالي فنحن نؤكد بأنا هنا لم نتعرض ـ لقضية الامام ـ بشكل تام وحتى بشكل موجز وانما تعرضنا لها بالمقدار الذي يوضح لنا عملية الانحراف عن المنهج المنطقي الصحيح في البحث التاريخي والعقائدي من قبل البعض تجاه اهل البيت(عليهم السلام). ـــــــــــــــــ (1) وهذه ظاهرة تستحق التأمل . (2) راجع مجلة الهادي، العدد الاول والعدد الثاني، السنة الاولى / ص 43. (3) راجع آراء الدكتور احمد امين في المرأة والحرية وغيرها في كتابه (الاخلاق) تجده لا ينطلق ابدا من منطلق اسلامي صحيح بل يمشي وفق ذوقه الاجتماعي حتى ليجعل المرأة الامريكية نموذجا تسير المرأة الشرقية لتصل اليه. (4) ضحى الاسلام ج 3: ص 241. (5) نظرية الامامة: ص 399. (6) نفس المصدر: ص 405 . (7) نظرية الامامة: ص 404 . (8) ضحى الاسلام ج 3: ص 245 . (9) نظرية الامامة: ص420. (10) نفس المصدر: ص 426. (11) ظهر الاسلام ج 4: ص 11 ـ 15. الشيخ محمد علي التسخيري تقبل الله منا هذا القليل تحياتي لكم جميعا نورجهان ![]() |
![]() |
#2 |
المراقبين
![]() |
![]()
نورجهان
موضوع اكثر من رائع سلمت يداكي المبدعة |
![]() اللهم صلِّ على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
![]() |
![]() |
|
|
|