ذكرت الجبال إفرادا وجمعا إسما و وصفا 39 مرة حسب إحصاء أجريته 14
آية منها تتحدث عن صيرورة الجبال بعد الزلزلة و كيف أنه مع قوتها و شموخها سوف تندثر أو تصبح كالعهن المنفوش، و أنها سوف تسير و تنسف، و تدك، و تبس بسا، و تصبح كثيبا مهيلا و ترجف ، هذه مجمل الأوصاف التي ستؤول إليها الجبالفي هذه الآيات ال14 .ثم هناك مجموعة أخرى تتحدث عن الجبال واتخاذ الإنسان لها مساكن و أكنافا، و هذا الأمر لما يزال إلى يومنا هذا، فالجبال تقي الإنسان من لفع برد الشتاء فهي من الداخل دافئة ، و توفر مسكنا رائعا، و أكثر من 2 مليار من البشر يعيشون في المناطق الجبلية و الآيات التي تشير إلى هذه المهمة لجبال جاءت في 5 آيات مثل قوله تعالى : " و تنحتون من الجبال بيوتا فرهين، وقوله : " و الله خلق لم مما خلق ظلالا و جعل لكم من الجبال أكنانا. ثم هناك مجموعة من الآيات تتحدث عن بعد آخر للجبال غائب عن ملاحظة الإنسان و هي تسبيح الجبال، و تأويبها، و إمكانية إحساسها بالخشوع مثل قوله تعالى : "و لقد آتينا داوود منا فضلا يا جبال أوبي معه و الطير" ، و قوله تعالى : "ألم تر أن الله يسجد له من في السموات و من في الأرض و الشمس و القمر و النجوم و الشجر و الدواب وكثير من الناس،" و ورد في القرآن الكريم الإشارة إلى التكوين الداخلي للجبال بفعل عملية الترسب التي تنبئ عن طبيعة العصور السحيقة التي مرت فيها الجبال و التي سجلتها الطبقات الرسوبية في صخورها أو أنواع تربتها، من ذلك قوله تعالى في سورة فاطر:" ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابع في الأرض فأخرجنا به ثمرات مختلف ألوانها و من الجبال جدد بيض و حمر مختلف ألوانها و غرابيب سود ، و من الناس و الدواب و النعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء". و هذه الآية تبسط أمام الأنظار الثاقبة و الأفهام المستنيرة أدلة دامغة على وحدة الخلق الدالة على وحدة الخالق. و ذكرت الجبال بما تمثله من أثرها على الأرض مثل قوله تعالى: ألم نجعل الأرض مهادا و الجبال أوتادا" "و الجبال أرساها"، كما أن هناك جوانب أخرى ذكرت فيها الجبال بأسماء وصفية أخرى مثل الرواسي ورد ذلك في 9 آيات في سور مختلفة من القرآن الكريم مثل قوله تعالى : "و هو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي و أنهارا"، و كقوله: "و الأرض مددناها و ألقينا فيها رواسي" ، و كقوله: "و ألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم"، و كقوله:" و جعلنا في الأرض رواسي أن تميد بكم."
و هكذا نرى أن القرآن الكريم قد تحدث بإسهاب عن مختلف الجوانب التي تتميز بها الجبال.
و الآية المحورية التي أكتب هذا البحث حولها هي الآية السابعة من سورة النبإ و هي قوله تعالى: " ألم نجعل الأرض مهادا والجبال أوتادا"إلى جانب آيات أخرى واضحة الدلالة على حقيقة حفظ الجبال الأرض من الاضطراب .
المؤلفون يتحدثون عن اكتشاف جديد فيما يتعلق بالجبال و هي ان الجبال تمتد في باطن الأرض لمسافات كبيرة فهي ضاربة في بطن الأرض كما لوكانت أسافين! هالني ما وجدت.و للأسف فإنني فيما بعد قمت بكتابة بحث عن البراكين بمناسبة ثوران بركان في كولومبيا بأمريكا الجنوبية يوم 13 نوفمبر1985 الذي أدى إلى طمر 20ألف إنسان تحت الوحل فماتوا غرقا بالوحل ،وكان مقالا علميا رائعا و مطولا شرحت فيه كيفية تكون البراكين و طبيعة تصرفاتها، وقمت بقص كثير من الصور من تلك الموسوعة و بعثها إلى مجلة العالم الإيرانية التي كانت تصدر بلندن، فنشر المقال حرفيا و دون زيادة أو نقصان.
ما أود التركيز عليه هنا هو الإشارات القرآنية المعجزة التي تتحدث عن هذه الحقيقة التي لم يتحدث عنها أحد من الخلق من قبل القرآن، و هي حقيقة أن الجبال هي عبارة عن أسافين تضرب بجذورها في أعماق القشرة الأرضية و قد جاء ذلك في آيات عديدة واضحة، منها قوله تعالى في سورة النبأ : "ألم نجعل الأرض مهادا و الجبال أوتادا" و قوله تعالى و الجبال أرساها متاعا لكم "و قوله تعالى :" و هو الذي مد الأرض و جعل فيها رواسي و أنهارا" و الأرض مددناها وألقينا فيها رواسي" و آيات أخرى تربوا على 10 آيات كلها تشير إلى هاتين الحقيقتين، وهما أن الجبال تضرب في باطن الأرض عميقا، و أنها بذلك تلعب دورا أساسيا في تثبيت الأرض و منعها من التأرجح و الاضطراب في دورانها.