بغفلة ونومة ضيعَ أثمن اللآلئ

بسم الله الرمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
لقد من الله علينا وأكرمنا على بقية خلقه بزينة العقل والذي به نُميز بين الخير والشر لنكن مهيأين لإعمارها لا لإفسادها والعبث بها
نحن هنا خلفاء الله نعمل بأوامره وننتهي بنواهيه ، قد أعد لنا لإخلاصنا في العمل تقرباً إليه ما يفوق الخيال من نعيم مُقيم لا زوال له ولا اضمحال ، فإن نحن لبينا نداء الحق وسرنا على منهاج الهدى وصلنا إلى ذلك المكان الذي فيه ما لم نره هنا من ثمار طيبة وقصور شامخة وأنهار جارية ولحم طير مما نشتهيه ، لا نسمع فيه لغواً ولا تأثمياً ، نتلذذ بما لا يُذهب بالعقل ولا يُنقص من صفات الفضيلة التي حوتها نفوسنا بل نتلذذ ونستمع بمرضاة الرب العظيم ، نرتوي بماء السلسبيل ونشرب من خمرٍ لا لا ينزف العقول ، نتزوج فيه بحورٍ عين كأنهن بيض مكنون لم يمسهن بشرن ولا جان ، أعدهن الله للمتقين
فلنكن في هذه الدنيا من المتقين الزاهدين المنتبهين العاملين للآخرة ، حاملين معنا ثمن ذلك المكان الجميل كاللؤلؤة التي لا تقدر بثمن قد أعيا ثمنها خزائن أكابر التجار ومع ذاك لم يوفوها حقها فأحالوها إلى والي البلاد ليُقدر ثمنها ويشتريها بما يملك من جواهر ويواقيت فيفتح خزانته الواسعة والملأى بالذهب والمجوهرات لصاحب تلك اللؤلؤة ويخيره أن يحمل ما يشاء ثمناً لها في وقتٍ محدود لكنه يكفي ويفي لإخلائها بأكملها ، أعطاه مهلة تُقدر بـ 6 ساعات يحمل خلالها ما يشاء مما تحويه ثمناً للؤلؤته
فيدخل صاحب اللؤلؤة ليتفاجأ بتلال من المجوهرات والذهب المسكوك فيذهل لما رأى ويظن بأنه قد سعد حظه ونال مرامه وتحصل على مالم يخطر بباله وبينما هو في ذهول إذ يرى سريراً قد فُرِشَ بالديباج وعليه غطاء من حرير فقال في نفسه عندي متسع من الوقت فما يُضيرني لو نمت ساعة أو ساعتين ، فتمدد على ذلك السرير وغط في نومٍ عميق وبينما هو كذلك إذ بالمسئولين عن تلك الخزانة جاوءا إليه وأوقضوه من نومته وطلبوا منه المغادرة فالوقت الممنوح له قد انتهى ، أخبرهم بأنه لم يحمل شيئاً بعد من قيمة تلك اللؤلؤة فأجابوه الوقت انتهى وهذه مشكلتك أنت فرطت في العمل فخسرتَ لؤلؤتك وقيمتها ، ولو أنك كنت منتبهاً لتحصلت على لخير الكثير فيندم على ما فرط بعد أن انتبه من نومه الذي أضاع فيه الخير الكثير
نحن هنا في هذه الدنيا كصاحب الجوهرة قد ابتعنا آخرتنا بدنيانا وأُعطينا متسعاً من الوقت لحمل ثمن الآخرة العظيم ، فعلينا ن نكون منتبهين ونعمل بجد وإخلاص حتى لا نخسر كما خسر صاحب اللؤلؤة ونكن بعدها من النادمين حيث لا ينفع الندم



صــ آل محمد ــداح