#1
|
|||||||||
|
|||||||||
ضيفٌ فريد ومتميز
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين .. الأيام الجميلة تمر سريعاً ، والليالي الزاهرة لا تدوم طويلاً .. بالأمس كنا في انتظار ضيفاً كريماً ، وكنا في ترقب رؤية هلاله الزاهر بنور الإيمان ، واليوم ها نحن ذا نودعه لا كما العادة مع الضيوف التقليديين بالحزن والأسى بل نودعه بالأفراح والأعياد .. تفرد هذا الضيف عن بقية الضيوف بالآتي: - لا يرهق مضيفيه بكثرة الأكل والشرب ، بل يدعوهم للصوم عن كل ما لذ وطاب .. - ينشر الرحمة والمحبة ويحمل ألوان الغذاء الروحي وأعذب الشراب الفكري ليُحصن به مضيفيه من الوقوع فيما فيه سخط الجبار ليكونوا من عتقائه من النار .. - لا يُضيع أوقات إقامته في الهرج والمرج والقيل والقال بل يملأ ساعاتها بالدعوة للعمل بإخلاص لما فيه مرضاة الرب الغفار .. - لم يأتٍ لوحده بل جاء وليلة عظيمة تحمل معها البشرى للعاملين فيها بأجر عظيم يعادل عمل ثمانين عاماً ، تتزنل فيها الملائكة لتنشر الرحمة والسلام من غروب الشمس إلى مطلع الفجر.. - جاء بيوم أشرق بنور إمام كريم له على الأمة فضل عظيم في صبيحة ليلة أزهرت فأضاءت بأنوارها القلوب المحبة واستضاءت لها المجالس التي طابت بذكر الله وإحياء أمر ذلك الوليد الحليم .. - وقبل أن يودع مضيفيه بتسعة أيام أفجعهم وأبكى عيونهم بشهادة أمير المؤمنين وإمام المتقين وسيد الموحدين ووصي رسول رب العالمين بضربة تهدمت لها أركان الهدى وانفصمت لها عروة الدين .. - أقبل بالدعوة وودع بالبشرى ، نعم حمل في إقبالته دعوة للعمل الخالص لله وحمل في إدبارته تشرى بالفوز بمرضاة الله ، لذا تميز هذا الضيف عن غيره بترقب مجيئه والسرور برحيله ، وعادة ما تودع الضيف بالحسرة والحزن خصوصاً إذا ما كان ضيفاً عزيزاً ، أما هذا الضيف مع أنه عزيز إلا أن في فراقه عيد وأي عيد إنه العيد بتتويج الأعمال بحسن الثواب والعتق من النار .. نعم إنه شهر رمضان ضيف على العباد وداعيهم لضيافة رب الأرباب .. صــ آل محمد ــداح (النحــ احمد ــار) |
|
|
|