أَللحظِ والنصيب دور؟

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..
هل للحظ والنصيب دور في سعادة أو تعاسة الإنسان؟
كثير من الناس يُحملون الحظ والنصيب تعاستهم وشقاءهم في هذه الحياة بينما لا يشكرون الحظ والنصيب على ما يرون في حياتهم من من خير ونجاح ..
لنأخذ بعض النماذج ونضعها تحت المجهر ونحللها بمنظار إسلامي لنرى ما إذا كان للحظ والنصيب دور في تعاسة وشقاء أو سعادة وهناء كثير من الناس ..
*ترى كثير من النساء أن سوء تعامل أزواجهن لهن يعود للحظ والنصيب ..
لنضع هذه المشكلة تحت المجهر ونرى بمنظار الدين سبب تفاقمها وما إذا كان للحظ والنصيب دور فيها أم لا ..
أمرَ الشارع المقدس أولياء أمور بناتنا أن يختاروا لهن الشباب المتدينون ، الحاملون لحسن الخلق والعابقون بطيب الصفات ، وضَمنَ لهم إن امتثلوا لأمره حياة طيبة وعشرة هانئة ملؤها المودة والرحمة والإستقرار ، فهل ياتُرى تشكوا نساؤنا اللواتي اخترن الشاب المتدين والمتحلي بجميل الصفات من تعاسة وشقاء بسبب سوء معاملتهم لهن؟ الجواب بالتأكيد لا ، بناتنا اليوم وأولياء أمورهن يبحثون وللأسف عن الوظيفة والمنصب وجمال المظهر ولا يلتفتون لخُلق ودين الشباب وحينما تبدأ المشاكل وتتفاقم يُحملونها الحظ والنصيب ..
*في المقابل يرى كثير من الرجال مشاكلهم البيتية للحظ والنصيب وحينما تُحلل بمنظار الدين يتبين أن السبب في سوء الإختيار وعدم الإمتثال لأمر الشريعة المقدسة التي حذرته من سوء الإختيار فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله قوله (إياكم وخضراء الدمن) قيل له وما خضراء الدمن قال (المرأة الحسناء في منبت السوء) وقال صلى الله عليه وآله (اختاروا لنطفكم فإن العرق دساس) ..
*كثير من الناس يشكو الفقر ويندب حظه ويصفه بالتعيس بينما واقع ماهو فيه يعود لعدم سعيه في مناكب أرض الله بحثاً عن الرزق الذي لايتأتى بالكسل والنوم وإنما بالجد والعمل ..
*كثير من الناس عافاه الله وأغناه فلما رأى مَن حوله من الناس ما هو فيه من غنى تمنوا أن يكون لهم ما له وأرجعوا ما هو فيه إلى حظه العظيم ، أورد القرآن الكريم قصة قارون والتي انتهت بخسف الله به الأرض فيتبين بذلك أن اغناه ليس للحظ له دورٌ فيه وإنما هو بلاء واختبار من الله لهذا الرجل كانت نتيجته الفشل والسقوط في نار الجحيم ..
من هذه النماذج يتبين لنا أن الحظ والنصيب في منظار الدين ليس له مكان وإنما المكان يتجلى للإختيار والسعي والبلاء ، فلا يقولن مؤمن بعد أن رأى ذلك جلياً من خلال مجهر الدين ، هذا حظي ونصيبي ..