أقبل أفضل الشهور فهبوا لخير العمل

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين

ها هو هلال الخير قد هل علينا حاملاً معه الرحمة الإلهية لينشرها من خلال نوره الفضي الهادئ على ربوع الكون ليُعلن بدء النسائم الطيبة والبركات العظيمة والنعم التي تفضل الله علينا بها لنكون مؤهلين لضيافته والإستمتاع بالتزود من مائدته العظيمة التي مُلئت بالهبات والعطايا والكرم اللا محدود الذي تعهد الجليل جل وعلا أن يغمر به نفوسنا لنُحلق عبر أيامه الزاهية ولياليه المشرقة في ملكوته ننهل الخير من مائدته العظيمة ونتزود بكل ما فيه صلاحنا للدين والدنيا وسعادتنا الأبدية في عالم الآخرة في مقابل تلبيتنا لدعوته العظمى لنا بأن نكون ضيوفاً عليه نمتثل لأمره ونعمل بما فيه رضاه
نعم إنه لشهر دعينا فيه إلى ضيافة الله وجُعلنا فيه من أهل كرامته ، شهر دعينا فيه إلى ضيافة الكريم المطلق الذي يُعطي بغير حساب لنُجزى في هذا الشهر الكريم ويرتفع رصيد الخير لكل عمل نقوم به سواءاً كان بإرادتنا أم لم يكن ، فأنفاسنا والتي لا نملك التحكم بها يحسبها لنا الغني المطلق وأكرم الأكرمين تسبيح ونومنا والذي له السلطة علينا يحسبه لنا المتفضل علينا بالنعم عبادة ، وأعمالنا في هذا الشهر مقبولة وإن كانت عادية لا تَكَلُفَ فيها
نعم هذا الشهر فضله الله على كل الشهور وجعل أيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليال وساعاته أفضل الساعات والدعاء فيه مستجاب بشرط أن نكون متجهين إلى من هو رءوف بنا بنيات صادقة وقلوب طاهرة لا يشوبها دنس ولا يعتريها نفاق
وعلينا في هذا الشهر أن نتعاهد كتاب الله بحسن تلاوته والتمعن في جميل ما يحوي من آيات بينات ملئت بالخير تبشرنا بالفلاح إن نحن عملنا ، وتنذر من استحوذ عليه الشيطان وانساق إلى نفسه الأمارة بالسوء من غضب الله ونقمته والتي يخلد خلالها في جنهم وبئس المصير
ونستعيذ بالله في هذا الشهر الفضيل أن نكون من الأشقياء المحرومين من غفران الذنوب ، مع ما نرى من كرمه وتفضله علينا بهذه الرحمات النازلة والخيرات التي عمت الأرض وندعو الله أن نكون فيه من العاملين لنُبشر أنفسنا بالفوز والفلاح برضوان الله والخلود غداً في جنانه التي لا نظير لها في هذه الحياة
أهنؤكم أيها الأحبة بقدوم هذا الشهر العظيم وأدعو الله لي ولكم بأن نكون من أهل ضيافته والمنغمسين في نعمه والمتزودين من مائدته بصيام أيامه وقيام لياليه وبتجنبنا كل ما فيه سخطه لنكون ممن نالوا الخير وهنئوا برحمة الله والمتقلبين في نعيمه المقيم والمختوم لنا بصالح العمال
صــ آل محمد ــداح