#1
|
|||||||||
|
|||||||||
كلمتي لك سيدي
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين .. سيدي أبا عبد الله: ها هو ذا يوم البلاء قد حل وها هي ذي المصيبة قد بدت علائمها في سماء الكون .. إعذرني سيدي فحروفي وإن سطرتها بدماء القلب النازفة على جليل مصابك إلا أنها في حقك هزيلة .. سيدي: قبل أن أسطر ملحمة البطولة أستأذنك بتوجيه خطابي لأعزتي وأخوتي شرفاء الأمة وأحرار العالم القارئين والمتمعنين في هذه الكلمات .. أخوتي: لست هنا في مقام النقاش ولا في مقام رد لوم اللائم على سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين لقيامة بنهضة أظهر فيها حقيقة كاد أن يطمسها إعلام الضلال ، لقد روج الإعلام الأموي أن الحسين شق عصا المسلمين وخرج عن حده فقُتل بسف جده ، وروج إعلام الضلال أن الحسين خرج على إمام زمانه فاستحق ما جرى عليه ، وروج إعلام الباطل بأن الحسين إنما قام بنهضته طمعاً في للسلطة .. كلام ضال لاحقيقة له فنده الإمام الحسين في كثير من خطبه وأقواله ، في هذه الدقائق سأذكر موقفين للإمام الحسين أبدى في الأول منهما سبب نهضته وفي الثاني بين أنه راحل إلى ربه شهيداً محتسباً لأجل الإصلاح والحياة الكريمة لأمة جده المصطفى .. الموقف الأول في قصر الوليد لما استثاره مروان ابن الحكم قال عليه السلام: إنا أهل بيت النبوة و معدن الرسالة و مختلف الملائكة بنا فتح الله و بنا ختم و يزيد رجل فاسق شارب الخمر قاتل النفس المحترمة و مثلي لا يبايع مثله .. الموقف الثاني لما عزم عليه السلام على الرحيل لأرض العراق خطب في الناس قائلاً: الحمد للّه، وما شاء الله ولا قوة إلا بالله، خُط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة، وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف، وخير لي مصرع أنا لاقيه، كأني بأوصالي تقطّعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلا، فيملأن أكراشاً جوفاً وأحوية سغباً. لا محيص عن يوم خط بالقلم، رضا الله رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه ويوفينا اُجور الصابرين، لن تشذ عن رسول الله لحمته، وهي مجموعة له في حظيرة القدس، تقرّ بهم عينه، وينجز بهم وعده. من كان باذلاً فينا مهجته، وموطناً على لقاء الله نفسه، فليرحل معنا، فإني راحل مصبحاً إن شاء الله .. لقد وضع سيد الشهداء النقاط على الحروف لذا لم ينصره إلا من أراد الخلود الأبدي ، أما من شغلته الدنيا وازدان في عينيه زخرفها فتوقف عن نصرته .. والآن وبعد أن أوضحت لك قارئي العزيز ما قد خفي عليك من أمر الحسين أستأذنك للعودة وخطابي الأليم مع أبي الأحرار وعزيز الزهراء أبي عبد الله الحسين عليهما السلام .. سيدي أبا عبد الله: اعذرني على هزالة حروفي وركاكة كلماتي فمصابك أفزعني وما حلَّ بك آلمني وجعلني مختنقاً بعبرتي .. إن نبض قلبي الحزين شغلني عن التفكير فيما أسطر ، كيف لا وأنا أرى الكون بأسره يبكي عليك بدل الدموع دماً ، إن تلك اللحظة التي هوى فيها الشمر بسيفه على نحرك جعل الكون مضطرباً ، فكادت فيه السماء أن تقع على الأرض والجبال أن تتدكدك على السهل ، لولا وجود حجة الله من بعدك لساخت الأرض بأهلها .. هاهي ذي الروايات تخبر بأن في اللحظة التي حز فيها الشمر نحرك ما رُفع حجر ولا مدر إلا ووجد تحته دماً عبيطاً وأن السماء في تلك اللحظة بكت عليك مطراً غزياً ، فكيف لمثلي أن لا يبكيك ، لو ساعدتني عيناي لبكيتك بدل الدموع دماً كما قال حجة الله في أرضه حفيدك المنتظر .. سيدي أبا عبد الله لقد سطرت بدمائك الزكية ملحمة خلود بقيت تتدارسها الأجيال على مر الزمن ، أبديت فيها كيف يعيش الإنسان حراً كريماً وإن قُطِّع بسيوف البغي إرباً إرباً ، وكيف يموت الإنسان ذليلاً وإن عاش الدهر كله .. آااااه آااااه آاااه سيدي أبا عبد الله مع أني أعلم بأنك صرت إلى روح وريحان وجنة ورضوان إلا أن المصيبة التي حلت بك جعلتني لا أتمالك نفسي فندبك سيدي واجب علي والصراخ باسمك يبدي نصرتي لك فأنت سيدي بذلت مهجتك رخيصة من أجل أن نعيش حياة الأحرار ونموت موتة الأعزاء الكرام ، فأنت مولاي وكما أسلفت دمعة السماء وجرح الأرض فكيف لمن له قلب من لحم ودم أن لا يُفجع فيك وينزف دماً على مصابك .. سيدي أبا عبد الله: اليوم فقط أسعد بتعريف نفسي لعباد الله قائلاً لهم: إن صداح آل محمد وعلى مدى سنوات كتابته لم يشأ أن يبدي لأحد من هو ومن يكون لكن في يوم الحسين يقول لكم صداح وبكل شموخ أنه صداح الحسين يُسطر بحروف تقطر دماً على مصاب الحسين وأهداف ثورة الحسين ويبدي بنزف القلب أنه لولا الحسين ومنبر الحسين لما تمكن من تسطير كلمة واحدة .. نعم: إن صداح آل محمد ربيب المنبر الحسيني ، لم يحمل شهادات في الإملاء والتعبير ولم يعرف فن الخطابة لكنه بحضوره الدائم في مدرسة الحسين أُلهم لأن يكون صداحاً للحسين وأب الحسين وجد الحسين وأخ الحسين وذرية الحسين عليهم السلام أجمعين .. إن صداح آل محمد ليست لديه شهادة في اللغة العربية ولم يكن من المتميزين في لغة الضاد لكنه بعشقه للحسين وحضوره تحت منبر الحسين اكتسب مالم يكتسبه في دراسته على مدى أعوام طوال .. أحمد الله أن جعلني من تلاميذ مدرستك سيدي ووفقني لأن أسطر ما يبدي الخلق الكريم وصفات الأبرار وما يجذب القراء من مقالات هادئة ورزينة فيها الحكمة وفيها المعرفة بعيداً عن التشنجات جذبت بها المؤالف والمخالف ، القريب والبعيد .. سيدي أبا عبد الله : أعزي فيك جدك المصطفى وأمك الزهراء وأبيك المرتضى وأخيك القائل في حقك لا يوم كيومك أبا عبد الله ، كما أعزي فيك صاحب العصر الآخذ بثأرك والمظهر للإصلاح الذي من أجله نهضت وله قُتلت وسُلبت ، كما أعزي أحرار العالم بك وأعزي بكِ الأشراف .. صــ آل محمد ــداح (النجــ احمد ــار)
آخر تعديل صداح آل محمد يوم
11-03-2014 في 03:14 PM.
|
|
|
|