#1
|
||||||||||
|
||||||||||
![]() غريــــــباً عطشــاناً أستشهدَ الإمام الحُسَيَّنُ (ع) بعدَ ظِهر الـ[ العاشر مِن محرم سنـة 61هـ ] ، وقبل حلول الظلام تمَ السلِب والنهِب للحُسَيَّنُ (ع) وخيامهِ وحرقها ، ثُم رضوا صَدرهِ الشريف بسنابك الخيل ، وبعد حلول الظلام كان عسكر [ إبن زِياد ] يسمرون ويشربون ويحصون على ضوء المشاعل ماقطعوا من رؤوس وما انتهبوا من اسلاب ثم حملت الرؤوس على اطراف الرماح ، وكانت (78) رأسـاً ، فأقتسمتها القبائل لتتقرب بذلك إلى [ عُبيد الله بن زياد ] وإلى [ يزيد أبن معاوية ] ، وحملوا رأس الحُسين (ع) إلى [ عبيد الله أبن زياد - لعنه الله ] بالكوفة وكان جالس في القصر وأذن للناس أذناً عاماً وجيء برأس الحُسين (ع) فوضع بين يديه وادخل عليه حرم رسول الله (ص) بحالة تقشعر لها الجلود . (( وبيدهِ قضيب فجعل اللعين تارة يضرب به أنف الحُسين (ع) وأخرى يضرب به عينيه وتارة يطعن في فمه واخرى يضرب ثناياه )) .
![]() وبعدها اللعين ابن زياد امر حجاماً أن يقور الرأس فقال له : قوره ، فقوره ، وأخرج لغاديده ونخاعه ، وما حوله من اللحم ، فقام عمرو بن حريث المخزومي فقال لأبن زياد : قد بلغت حاجتك من هذا الرأس فهب لي ما ألقيت منه ، فقال له : ماتصنع به ؟ فقال : أواريه ، فقال : خذه ، فجمعه في مطرف خز كان عليه ، وحمله إلى دارهِ فغسله وطيبه وكفنه ودفنه عنده في داره ، وهي بالكوفة تعرف بدار الخز . أن أبن زيــــاد ( لعنه الله ) أمر أن يقــــور الرأس المشرف المكرم حتى ينصب في الرمح . ثم أمر أبن زياد ( لعنه الله ) برأس الحُسين (ع) فطيف بهِ في سكك الكوفة كلها وقبائلها حتى يغلب على الناس الخوف والخشية ، ثم أن أبن زياد نصب الرؤوس كلها بالكوفة على الخشب ، وهي أول رؤوس نصبت في الإسلام بعد رأس مُسلم بن عقيل بالكوفة . إلى أن جاء الأمر من يزيد بتسييرهم مع الأمام زين العابدين (ع) وقد أنهكته العلة وفي عنقهِ الجامعة ويدهِ مغلولة إلى عنقهِ إلى الشام ، وقد كان الأمر بتسيير السبايا من أطول طريق مأهول بالسكان بهدف التشهير بمقتل الحُسين وخبر إذاعته في الأفاق وأرسل ابن زياد السبايا والصبيان والنساء مشدودين على اقتاب الجمال موثقين بالحبال يتصفح وجوههن أهل الأقطار . وضم إليهم ألفان فارس وأمرهم بأشهار الحرم والرؤوس في الامطار . ولما بلغوا السبايا ما دون دمشق بأربعة فراسخ استقبلهم اهل الشام زهاء خمسمائة ألف من الرجال والنساء وهم ينثرون النثار فرحاً وسروراً حتى بلغوا بهم قريب البلد فوقفوهم عن الدخول ثلاثة أيام وحبوسهم هناك حتى تتوفر زينة الشام وتزويقها بالحلي والحلل والديباج والفضة والذهب وانواع الجواهر على صفة لم يرَ الراؤون مثلها لا قبل ذلك اليوم ولا بعده . ثم خرجت الرجال والنساء والأصاغر والأكابر والوزراء والأمراء واليهود والمجوس والنصارى وسائر الملل إلى التفرج ، ومعهم الطبول والدفوف والبوقات وسائر آلات اللهو والطرب ، وقد كحلوا العيون وخضبوا الأيدي ولبسوا أفخر الملابس وتزينوا أحسن زينة ولم يرَ الراؤون اشد ولا اكثر اجتماعاً منه حتى كأن الناس كلهم حشروا جميعاً في صعيد دمشق . ولما قرب السبايا من دمشق مروا بقصر عالٍ وكانت عجوز جالسة فيه يقال لها ( أم هجام ) ومعها وصائفها وجواريها فلما صارت بإزاء رأس الحُسين (ع) وثبت العجوز وأخذت حجراً وضربت به ثنايا الحُسين (ع) فأدمتهُ ، فلما ارتفع النهار في اليوم الاول من صفر أدخلوا الرؤوس البلد ومن ورائها الحرم والأسارى من أهل البيت (ع) وكان عدد الرؤوس التي دخلت دمشق ( ثمانية عشر رأساً ) من اعيان الشهداء ، وعدد السبايا حوالي ( ستين شخصاً ) ، ثم دخلوا بالسبايا والرؤوس إلى دمشق والإمام زين العابدين وأبنه الباقر معهم ( سنتان وشهور ) ، ثم أتوا إلى باب الساعات يطلبون الأذن من يزيد ( زاده الله لعناً في الدنيا والآخرة ) ، وأتوا إلى باب جيرون الأوسط فنصب الرأس ساعة من النهار ، فسقط فبنوا هناك موضع مسقطه مسجداً . ثم أشرفت ( تسع عشرة ) راية حمراء ثم أقبل رأس العباس بن علي (ع) يحمله ثعلبة بن مرة الكعبي ، ورأس الإمام الحُسين (ع) وراء الرؤوس وأمام المخدرات ويحمله شمر بن ذي الجوشن . وتعدد الروايات في تكلم رأس الحُسين (ع) وتلاوته لمقطع من سورة الكهف ولبعض الآيات . ودخل موكب الرؤوس والسبايا من باب توما ثم عبروا الساحة العامة ( أغورا ) حتى وصلوا إلى باب جيرون الداخلي حيث اوقفوا هناك ساعة ليتفرج عليهم الناس ونصب الرأس على الباب ليراه كل شامت ومرتاب ثم كان لابد لزيادة التشهير بهم من تسييرهم إلى الأماكن الهامة فجاءوا بالركب إلى باب الفراديس حيث علق الرأس ساعة وقد غضت الطرق بالناس ، فأمر يزيد الحُسين وبناته (ع) فأقمن بدرج المسجد حيث توقف الأسارى لينظر الناس إليهم ، ثم أمر يزيد بأنزال الرأس من على الرمح وإعداده ليعرض في مجلس عام مع السبايا . فلما وضع الرأس بين يدي يزيد بعد ما غسلوه وسرحوا لحيته وشعره وجعلوه في طشت من ذهب فجعل يزيد ينكت ثناياه بقضيب في يده حتى كسرت ثناياه ( والثنايا هي الأسنان الأمامية من الفم ) وقول يزيد : يوم بيوم بدر ، وكان للرأس طيب قـــــد فـــاح كل طيب . ثم شرب يزيد الفقاع ثم صب فضلته مما يلي الطشت من الأرض ، وقال لعنه الله : كيف رأيت اتزعم ان اباك ساق على الحوض فإذا مررت عليه يومئذ فلا تسقني ، وأن جدك حرم آنية الذهب والفضة على الأمة ها رأسك على الذهب ، ويفخر أبوك بأنه قتل الأقران يوم بدر ، هذا بذاك . بعد ان حقق يزيد رغبته في رؤية رأس الحُسين (ع) ورؤوس اهله بين يديه امر بها فصلبت في ثلاثة اماكن على الترتيب 1- على باب قصره 2- ثم على ابواب دمشق 3- ثم على ابواب المسجد الجامع . وبعدما قضي الأثيم يزيد من العبث برأس سيد شباب اهل الجنة نصبه في جامع دمشق في المكان الذي نصب فيه رأس يحيى بن زكريا وقد علق ثلاثة ايام لما قتل يحيى بن زكريا نصب رأسه على باب المسجد المسمى باب جيرون وعلى باب جيرون نصب رأس الحُسين (ع) ثم امر الى سجن او حبس في مكان خرب قرب باب الفراديس غير بعيد عن قصره وكان ذلك المكان مسجداً مهجوراً يكاد أن يسقط وكان لا يحميهم ولا يكنهم من برد او حر لأنه بدون سقف وظلوا في هذا الحبس اياماً حتى تقشعرت وجوههم وجلودهم. تقبل الله منا هذا القليل تياتي نورجهان ![]() |
![]() |
#2 |
![]() مديــر عام ![]() |
![]() ربي ايبارك في جهودكم احسنتم كثيرا عظم الله اجوركم واجورنا بمصاب ابي عبد الله الحسين ع ![]() ![]() ![]() ![]() لكم منا دعاء بالعافيه والتوفيق ان شاء الله تحياتي ودعائي |
![]() ![]() |
![]() |
|
|
|