عام حافل بالعطاء

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين

ها هي دور العلم قد فتحت أبوابها لاستقبالة أبناءنا الطلبة ومناهل التعليم قد فُرزت وصُفت تهيئاً لتسليمها لهم إيذاناً ببدء عام دراسي جديد حافل بصنوف العلم ، ومليء بزاد المعرفة ليُغذي أفكار الأبناء حتى يتقووا على المسير في طريق مستقيم يصل بهم إلى حيث الرقي بخطىً حثية تُختم بوسام الشرف المعهود في نهاية كل عام للمُقبلين على نهل الخير والمُجدين في طلب العلا لا يُضيعون لحظات العمر في اللهو ولا يغفلون عن التسامي بالجهل ، ولا يُعرضون عن قطف ثمار المعرفة بالنوم ، يتنافسون بشرف على حصد أعلى الدرجات ، يغتم أحدهم إن قصر في التحصيل ، ويهنأ الآخر بما قد نال من أعلى مستويات الخير وبما تحصل عليه من نسبة كاملة جعلته الأول على أقرانه ، وأهلته لمرحلة جديدة يهنأ بها لتطوير فكره ليصل به لدرجة الإبداع ، ليخدم وطنه في مجال علمه الذي أبدع فيه ، ليكون واحداً من أولئك الرجال الذين بهم صار الوطن منافساً للأوطان في التقدم والتطور والعطاء لبني الإنسان
نعم إن هذا اليوم هو اليوم الأول لعامٍ دراسيٍ جديد قد بُسطت فيه مناهل التعليم وقبلها قد هُيأت نفوس الخير الحاملة لصفات الفضيلة لتبث ما لديها من صفات حميدة في عقول أعزاءنا وفلذات أكبادنا ليتربوا على الخلق الكريم ومن ثم يكونوا للعلم ناهلين ليجمعوا التربية بالتعليم ، فالعلم لوحده لا يكفي لرفعة الإنسان ولو كا ذلك وافياً لانتفع به ابليس الرجيم ، بل لا بد للمتعلم أن يكون على درجة من الخُلق الكريم ، ليخدم به دينه ويُطور به وطنه ويُسعد به مجتمعه ، وهذه هي مسئولية المعلم عليه في إرساء الفضائل في نفوس الطلبة ، وطبع سطور العلم في أدمغتهم
فما أجمل هذا اليوم الذي صار مفتاحاً لأبواب المدارس وما أطيب أوقاته التي تمر بالخير على العقول السليمة ، وما أجمل الطلاب الماشين فيه إلى دور التربية وفصول التعليم وبأيديهم دروس الأخلاق ومناهل المعرفة ، وما أبهى أولئك الأساتذة الحاملين على عواتقهم مسئولية تعليم الطلاب الصفات المثلى والعلم النافع
فألف تحية لكل من تعهد بالجد من الطلبة في هذا العام وواصل العطاء ليختم عامه بأطيب حصاد ، وألف تحية أوصلها لذلك المعلم الذي تعهد بأن يوصل الأمانة على أكمل وجه ليكون له الفضل بعد الله في تخريج الأجيال ليكونوا ثمار خير نافعين للوطن والدين

صــ آل محمد ــداح